علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بين الأدوية والطعام الصحي

علاج ارتفاع ضغط الدم
Shutterstock.com/Brian A Jackson
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يرتفع ضغط الدم أحياناً فجأة، بدون أن تكون له مقدمات أو تاريخ عائلي، وغالباً ما يكون سببه اضطرابات هرمونية أو كلوية، أو يحدث مع المرأة الحامل. يستطيع الطبيب تشخيص ارتفاع الضغط الثانوي المفاجئ عن ارتفاع ضغط الدم الأساسي بعدة طرق، كما أن علاجه متاح بالأدوية وباتباع نمط حياة صحي.

تشخيص ارتفاع ضغط الدم المفاجئ

لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ أولاً سيأخذ الطبيب قراءة ضغط الدم باستخدام سوار قابل للنفخ؛ كقياس ضغط الدم المعتاد، لكن لا يُعتمد على قياس واحد لتأكيد الإصابة بارتفاع ضغط الدم المفاجئ، بل سيستغرق الأمر 3 إلى 6 قياسات لارتفاع ضغط الدم في مواعيد منفصلة لتشخيص ارتفاع ضغط الدم الثانوي. قد تأتي هذه القياسات من مراقبة ضغط الدم في المنزل و في أوقات محددة على مدار اليوم، وسيركز الطبيب على الأعراض والعلامات الجسدية للحالات التي قد تسبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ تشمل هذه الحالات تغيراً في وزن الجسم، وتراكمَ السوائل «تورّم»، ونمواً غير طبيعي للشعر، وعلامات التمدد على جلد البطن، وتدفق الدم غير الطبيعي إلى الكلى.

و يمكن أن يطلب الطبيب إجراء بعض الاختبارات والتحاليل المخبرية؛ مثل اختبارات «الكرياتينين ونتروجين اليوريا» في الدم لفحص وظائف الكلى، ومستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم، واختبارات وظائف الغدة الدرقية، وجلوكوز الدم والكوليسترول الكلي والدهون الثلاثية، واختبار البول، كما يمكن أيضاً إجراء التصوير الشعاعي لفحص حجم وبنية الأعضاء؛ مثل تصوير الكلى بالموجات فوق الصوتية للتحقق من حجمها ومن تدفق الدم فيها، أو التصوير المقطعي للتباين «CT»، أو التصوير بالرنين المغناطيسي «MRI» لفحص الغدد الكظرية، أو مخطط الشرايين لتتبُّع تدفق الدم إلى الكلى، أو مخطط كهربية القلب الذي يكشف بسرعة عن توقيت ومدة كل مرحلة من مراحل ضربات القلب، وسيتم أيضاً مراقبة ضغط الدم لمعرفة ما إذا كان ينخفض ​​في أوقات مختلفة في النهار أو الليل.

علاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي المفاجئ

يعتمد علاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي على الحالة الثانوية التي سيشخصها الطبيب، لأن ارتفاع ضغط الدم الثانوي سيستمر طالما أنك تعاني من الحالة الثانوية، ومن الأفضل اتّباع العديد من النصائح للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم أثناء العلاج من حالتك الأساسية؛ من هذه النصائح: اتباع نظام غذائي صحي منخفض الصوديوم وقليل الملح، وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب التدخين، والحفاظ على وزن صحي، والحد من الكحول.

أما في بعض الحالات التي يكون فيها الورم سبب ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لعلاج هذه الحالة، وبالنسبة للاختلالات الهرمونية والحالات الأخرى، يمكن استخدام الأدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي، وقد تحتاج إلى الاستمرار في تناول أدوية ضغط الدم أيضاً، وأية حالة طبية أساسية لديك قد تؤثر على اختيار طبيبك للأدوية.

علاج ارتفاع ضغط الدم المفاجئ بالأدوية

تشمل خيارات الأدوية الممكنة؛ والتي تؤخذ باستشارة الطبيب، لعلاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي ما يلي:

مدرات البول الثيازيدية

هي أدوية تساعد الكليتين على التخلص من الصوديوم والماء. غالباً ما تكون الخيار الأول- ولكن ليس الوحيد- في أدوية ارتفاع ضغط الدم، وهي أقل تكلفة من أدوية ارتفاع ضغط الدم الأخرى. إذا كنت تتناول مدراً للبول وضغط دمك لا يزال مرتفعاً، فيجب إضافة دواء ثانٍ أو استبدال الدواء الذي تتناوله بآخر. تشمل آثاره الجانبية المحتملة الضعف وتشنجات الساق وزيادة خطر الإصابة بالعجز الجنسي.

حاصرات بيتا

تقلل هذه الأدوية من عبء العمل على القلب، وتفتح الأوعية الدموية؛ مما يُبطئ نبضات القلب ويقلل من قوتها. تشمل الآثار الجانبية المحتملة؛ التعب ومشاكل النوم، وتباطؤ معدل ضربات القلب، وبرودة اليدين والقدمين، ولا يتم وصف حاصرات بيتا بشكل عام للأشخاص المصابين بالربو؛ فهي تزيد من تقلصات العضلات في الرئتين.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

تساعد هذه الأدوية على إرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع تكوين مادة كيميائية طبيعية تضيق الأوعية الدموية، ولها أهمية خاصة في علاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي أو قصور القلب أو الفشل الكلوي، من آثارها الجانبية المحتملة الدوخة والسعال، ويجب عدم تناولها أثناء الحمل.

حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2

تساعد هذه الأدوية على استرخاء الأوعية الدموية عن طريق منع عمل مادة كيميائية طبيعية تضيق الأوعية الدموية أيضاً، وهي مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، وفشل القلب أو الفشل الكلوي، وتختلف هذه الأدوية عن السابقة بأن آثارها الجانبية محتملة أقل، ولا ينبغي استخدامها أثناء الحمل أيضاً.

حاصرات قنوات الكالسيوم

تساعد على إرخاء عضلات الأوعية الدموية أو إبطاء معدل ضربات القلب، قد تكون هذه الأدوية خيارات أفضل لبعض الأشخاص من مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو حاصرات بيتا وحدها، ومن الآثار الجانبية المحتملة لها احتباس الماء والدوخة والإمساك.

مثبطات الرينين المباشرة

تعمل هذه الأدوية على إرخاء وتوسيع الشرايين عن طريق منع عمل بروتين «إنزيم» يسمى «الرينين»؛ تفرزه الكلى وتساعد في التحكم في ضغط الدم. تشمل الآثار الجانبية الشائعة الدوخة والإسهال.

قد يكون علاج ارتفاع ضغط الدم الثانوي معقداً في بعض الأحيان، وقد تحتاج إلى أكثر من دواء واحد مع تغييرات في نمط الحياة للتحكم في ارتفاع ضغط الدم. يمكن أن تزور الطبيب لأكثر من مرة واحدة في الشهر، حتى يتم التحكم في ضغط الدم، قد يوصي الطبيب أيضاً بتتبع ضغط الدم في المنزل.

اقرأ أيضاً: بالدراسات العلمية: علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب

نصائح لخفض ضغط الدم المفاجئ

يوصى باتّباع نمط حياة صحي للحفاظ على صحة القلب وضغط الدم منخفضاً، ومن المفيد تناول الأعشاب التي تساعد على خفض الدم طبيعياً؛ ما لم تكن الحالة حرجة، ويجب أيضاً اتّباع النصائح التالية:

التقليل من الملح

يعتبر الطعام الصحي طريقة فعالة للمساعدة في خفض ضغط الدم المرتفع؛ خاصةً إذا كان مرتفعاً بشكل طفيف، وغالباً ما يُنصح بتناول الأطعمة التي تحوي نسبة عالية من البوتاسيوم، ومنخفضة الصوديوم والملح، وتناول كمية أقل من 1500 ملليجرام من الصوديوم يومياً للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 51 عاماً فما فوق، لكن يمكن للأشخاص الأصحاء تناول 2300 ملليجرام في اليوم أو أقل، ويجب أيضاً الانتباه إلى كمية الملح الموجودة في الأطعمة المصنّعة التي تتناولها؛ مثل الحساء المعلب أو وجبات العشاء المجمدة.

تناول الأطعمة الصحية

وخاصة الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى الكثير من البوتاسيوم الموجود في الفواكه والخضروات؛ مثل البطاطس والسبانخ والموز والمشمش، للمساعدة في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه، ويجب أيضاً تناول كميات أقل من الدهون، وأيضاً تناول الأطعمة الصحية للقلب؛ مثل التفاح والموز والبرتقال والقرنبيط والجزر والأرز البني، والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل، والبقوليات، والأسماك الغنية بزيوت أوميغا 3 الدهنية، والحد من الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر، واللحم الأحمر، والدهون، والحلويات.

الحفاظ على وزن صحي

إذا كنت تعاني من زيادة الوزن، فقد يؤدي فقدان 4.5 كيلو جرام، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لمدة 30 دقيقة يومياً على الأقل، للمساعدة في خفض ضغط الدم والحفاظ على الوزن تحت السيطرة. كما يجب الحد من شرب المشروبات الكحولية؛ فهي ترفع ضغط الدم حتى لو كنت بصحة جيدة، والابتعاد عن التدخين؛ لأن التبغ يصيب جدران الأوعية الدموية ويسرع عملية تصلب الشرايين.

التقليل من التوتر قدر الإمكان

عن طريق استرخاء العضلات والتنفس العميق والتأمل والموسيقى الهادئة، والحصول على قسط وافر من النوم، للوصول إلى المرحلة الأعمق من النوم، ويُعتبر عدم الوصول إلى هذه المرحلة عامل خطر للإصابة بأمراض القلب وقد يزيد من ضغط الدم أثناء النهار.

الوقاية من ارتفاع ضغط الدم الثانوي المفاجئ

لا يمكن الوقاية من بعض أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي؛ مثل الأورام أو بنى الأوعية الدموية غير الطبيعية، لكن يمكن منع الأسباب الأخرى للحالة؛ مثل استخدام الأدوية أو زيادة وزن الجسم، من خلال تغيير نمط الحياة والوعي بالآثار الجانبية المحتملة للأدوية، ويجب مناقشة الآثار الجانبية لأي دواء ستتناوله مع الطبيب؛ لمعرفة إن كان يسبب ارتفاع ضغط الدم، كما يجب عدم التوقف عن تناول أي دواء دون التحدث إلى الطبيب.

اقرأ أيضاً: الكلى والهرومانات: إليك أعراض وأسباب ارتفاع ضغط الدم المفاجئ