لقاح جديد خاص بالحوامل يثبت فعالية في الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي

لقاح جديد خاص بالحوامل يثبت فعالية في الوقاية من الفيروس المخلوي التنفسي
ممرضة في وحدة الرعاية المركزة تمسك بقدم مريض يعاني من عدوى الفيروس المخلوي التنفسي في ألمانيا. ماريجان مورات/بيكتشر ألاينس عن طريق غيتي إيميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أعلنت شركة فايزر (Pfizer) عن النتائج الإيجابية لتجارب أجريت على لقاح خاص بالفيروس المخلوي التنفسي الذي تطوره. تستطيع النساء في وقت مبكر من الثلث الثالث من الحمل تلقي هذا اللقاح لوقاية الأطفال الصغار من هذا الفيروس في أول 6 أشهر بعد ولادتهم. هذه الأشهر الستة هي الفترة التي يكون فيها الأطفال عادةً أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الشديدة بسبب هذا الفيروس.

مرضية الفيروس المخلوي التنفسي

يتسبب الفيروس المخلوي التنفسي بمرض تنفسي شائع ينتشر عادةً خلال أشهر فصلي الخريف والشتاء. يعاني معظم المصابين بهذا المرض من أعراض مشابهة لأعراض نزلات البرد. ولكن يمكن أن يكون هذا المرض مهدداً للحياة بالنسبة للأطفال الصغار الذين يمتلكون مجاري تنفسية أصغر حجماً. يعتبر هذا المرض من الأسباب الرئيسية لحالات الدخول إلى المستشفى بين الرضّع. يتسبب الفيروس المخلوي التنفسي حالياً في ارتفاع مبكّر بشكل غير اعتيادي في عدد الإصابات. ما تسبب في زيادة الضغط على المستشفيات في العديد من الولايات الأميركية. قالت المديرة الطبية لوحدة الرعاية المركزة الخاصة بالأطفال في مركز جونز هوبكنز الصحي للأطفال في مدينة بالتيمور، ميغان بيرنييه (Meghan Bernier)، لصحيفة ذا نيويورك تايمز: “يشبه الانتشار الحالي انتشار مرض كوفيد-19 كثيراً”، وأضافت: “هذا المرض هو بمثابة مرض كوفيد-19 بالنسبة لأطباء الأطفال. ونحن نشهد حالياً انتشاراً يشبه انتشار كوفيد-19 في شهر مارس/ آذار 2020”.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يمكن التمييز بينهما؟

فعالية اللقاح الجديد 80%

وفقاً لنتائج التجارب التي أجرتها شركة فايزر، بلغت فعالية اللقاح الجديد نحو 80% في الوقاية من حالات عدوى الفيروس المخلوي التنفسي الشديدة التي تصيب الأطفال في الأشهر الثلاثة الأولى من الحياة. وجد الباحثون أيضاً أن هذا اللقاح يقلل من احتمال الحاجة للحصول على الرعاية التي يقدّمها الطبيب في الأشهر الستة الأولى من الحياة بنسبة 50%. بالإضافة إلى أن فعاليته في الوقاية من الحالات المرضية الشديدة على مدى 6 أشهر بلغت نسبة 69%.

تخطط شركة فايزر للتقديم بهدف الحصول على الموافقة من إدارة الدواء والغذاء الأميركية قبل نهاية عام 2022، وتأمل أن يصبح اللقاح متاحاً بحلول شتاء عام 2023.

إذا تمت الموافقة على اللقاح، فسيكون أول لقاح خاص بالفيروس المخلوي التنفسي يتم استخدامه، وأول منتج خاص بهذا الفيروس يتم إطلاقه منذ أكثر من 20 عاماً. في شهر مارس/ آذار 2022، صنّفت إدارة الدواء والغذاء هذا اللقاح كعلاج غير مسبوق، ما قد يسرّع عملية الموافقة عليه.

قالت النائبة الأولى لرئيس شركة فايزر والمديرة العلمية الأولى لأبحاث اللقاحات وتطويرها في الشركة، أناليسا أندرسون (Annaliesa Anderson)، في بيان صحفي: “هذه النتائج مرضية للغاية بالنسبة لنا لأن اللقاح الجديد هو أول لقاح تجريبي على الإطلاق يتبيّن أنه يساعد في وقاية الأطفال حديثي الولادة من الحالات المرضية التنفسية الشديدة التي يتسبب فيها الفيروس المخلوي التنفسي فور ولادتهم”، وأضافت: “تعزز البيانات الجديدة عزم شركة فايزر على تسخير خبراتها في الأبحاث وتطوير اللقاحات المبتكرة التي تعالج مشكلات الصحة العامة الخطيرة باستخدام مقاربات وتكنولوجيات جديدة”.

اقرأ أيضاً: كيف سيؤثر إعطاء الأطفال دون الخامسة للقاحات كوفيد-19 عليهم؟

لقاح آمن وفقاً للبيانات المتوفرة

صرّحت شركة فايزر في بيان صحفي بأنه لا توجد أي مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة بالنسبة للأفراد الذين تلقوا اللقاح، سواء كانوا بالغين أو رضّع، وأنها ستستمر في دراس البيانات بحذر.

شاركت 7400 امرأة حامل في التجربة، وتمت متابعة الحالة الصحية للأطفال لمدة لا تقل عن عام واحد. اعتبر الباحثون الأطفال مصابين بعدوى الفيروس المخلوي التنفسي الشديدة إذا كانوا يتنفسون بسرعة كبيرة (أكثر من 70 نفساً في الدقيقة بالنسبة للأطفال الذين تبلغ أعمارهم شهرين)، أو إذا انخفضت مستويات أوكسجين الدم لديهم عن 93%، أو إذا احتاجوا إلى العلاج بالأوكسجين عالي التدفق، أو إذا دخلوا إلى وحدة الرعاية المركزة، أو إذا فقدوا الوعي.

اختبر الباحثون في التجربة أيضاً ما إذا كان اللقاح يجنّب الأطفال الصغار زيارة الأطباء بسبب عدوى الفيروس. ووجدوا أن فعالية اللقاح في تقليل احتمال الحاجة لزيارة الطبيب تجاوزت 50% مقارنة بفعالية العلاجات الوهمية، وهي نسبة غير مهمة إحصائياً. اعترفت شركة فايزر في البيان سابق الذكر أن اللقاح فشل في تحقيق هذا الهدف.

مع ذلك، قال النائب الأول لرئيس شركة فايزر للبحث والتطوير السريري للقاحات، وليام غروبر (William Gruber)، في مقابلة مع وكالة سي إن إن الإخبارية، إن تخفيض زيارات الطبيب المتعلقة بالفيروس المخلوي التنفسي بنسبة 50% قد يمثّل فائدة ملحوظة ومهمة. أضاف غروبر: “في الواقع، هذه النسبة مُرضية، وهي كافية للتقديم على الموافقة من إدارة الدواء والغذاء”.

اقرأ أيضاً: هل يستدعي الظهور الجديد لفيروس شلل الأطفال في لندن ونيويورك قلقاً عالميّاً؟

توفر اللقاحات الخاصة بالأمهات مثل هذا اللقاح الجديد الأجسام المضادة للأطفال غير المولودين، والتي تنتقل بشكلٍ طبيعي من الأم خلال فترة الحمل وتوفّر بدورها وقاية مؤقتة ولكنها فورية. حالياً، يمكن أن تتلقى الأمهات اللقاحات الخاصة بأمراض مثل الكزاز والسعال الديكي والخناق والإنفلونزا خلال الحمل.

قد تطرح شركات الأدوية الكبرى منتجين إضافيين للوقاية من عدوى الفيروس المخلوي التنفسي قريباً. وذلك إذا وجدت الجهات المنظّمة أنهما فعّالان وآمنان. وجد الباحثون في التجارب السريرية التي أجريت على دواء طوّرته شركتا أسترازينيكا (AstraZeneca) وسانوفي (Sanofi) يحمل اسم نيرسيفيماب (nirsevimab) أن تلقي الأطفال جرعة واحدة من هذا الدواء ساعد في وقايتهم من الفيروس لمدة 5 أشهر. ووفقاً لبيان صادر عن شركة أسترازينيكا، تم ترشيح هذا الدواء للحصول على الموافقة في البلدان الأوروبية مؤخراً.

بالإضافة إلى ذلك، أظهر لقاحان خاصان بالبالغين طوّرتهما شركتا فايزر وجي إس كيه (GSK) فاعلية في الوقاية من الفيروس.