تعرّف إلى الطريقة الصحيحة لتفريش أسنانك وتنظيفها بالخيوط

إذا كنت تُنظف أسنانك بذات الطريقة التي تعلمتها في طفولتك، فربما حان الوقت لتعيد النظر في ذلك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يوماً بعد يوم، تصبح عادة تفريش الأسنان وقواعد نظافة الفم جزءاً أصيلاً من ثقافة مجتمعاتنا، وسلوكاً أساسياً لدى الكثير من أفرادها. إلا أن ذلك لا يعني بأننا ننظف أسناننا دائماً بطريقة صحيحة، وبالتالي لا بد من التحقق من صحة وجدوى ما نقوم به.

إن تنظيف الفم والأسنان بشكل صحيح سوف يعود بآثارٍ إيجابيةٍ كبيرةٍ على صحة الفرد. ولذا، فإننا ننصحك عزيزي القارئ باتباع الإرشادات العلمية التالية، ومراجعة الطريقة التي تُنظف بها أسنانك، ونحن على ثقة بأن أسنانك ستكون ممتنة لك بعد ذلك!

دعونا ننظر في البداية إلى الجانب السلبي من الموضوع: إنه من غير المثبت علمياً بأن تفريش الأسنان أو تنظيف المسافات الضيقة بينها بالخيوط هو إجراءٌ مفيدٌ حتماً، وذلك بحسب ما صرح به الدكتور فيليب هوجويل، أستاذ الصحة الفموية بكلية طب الأسنان بجامعة واشنطن الأمريكية. ويعني ذلك أيضاً بأن الفلورايد الموجود ضمن معجون الأسنان قد لا يساعد على تقوية بنية السن. وعوضاً عن ذلك، يقول الدكتور هوجويل بأن الطريقة المُثلى للوقاية من النخور السنية هي تجنب تناول المواد السكرية (وتشمل السكر وأنواع الكربوهيدرات البسيطة) بقدر الإمكان. ولا يعني ذلك بأنه لا حاجة بعد اليوم لتفريش الأسنان أو تنظيف المسافات بينها  بالخيوط الخاصة، لأن كلا الإجراءين يساعدان على المحافظة على نظافة ولمعان الأسنان، وإزالة أية بقايا أو فضلات طعام بينها.

ويؤكد هوجويل على ضرورة إجراء دراسات علمية طويلة الأمد للتأكد من فعالية إجراءات الوقاية من النخر السني قبل تبني أي إرشادات خاصة في هذا المجال. ولكن ريثما تُجرى مثل تلك الدراسات أو تظهر نتائجها، ما هي الأدلة العلمية المتوفرة حالياً حول أفضل الطرق لتفريش الأسنان وتنظيفها بالخيوط السنية؟

يقول هوجويل، في حال عدم وجود حشوات على الأسنان، فلا حاجة لاستخدام الخيوط السنية إلا إذا انحشرت فضلات الطعام بين الأسنان. وينبغي عند استخدام الخيوط الحرص على عدم دفع الخيط  بقوة عند نقاط تماس الأسنان، كي لا ينزلق الخيط باتجاه اللثة المجاورة للسن ويُلحق الضرر بها، ويُسبب الألم والنزف فيها.

وإن الألم ليس المشكلة الوحيدة الناجمة عن إساءة استخدام الخيوط، فإذا استمر هذا السلوك العنيف يوماً بعد يوم، وسنةً بعد سنة، فقد يؤدي ذلك إلى انحسار اللثة وتراجعها وخلق مسافات فارغة بين الأسنان تُدعى بـ “المثلثات السوداء” يكثر فيها انحشار الأطعمة، وتكون للأسف غير قابلة للعلاج. وقد تتسع هذه المسافات بشكل أكبر وتؤدي إلى انكشاف جذور الأسنان، وعندها سيكون من الضروري استخدام الخيوط لإزالة البقايا الطعامية من على جذور الأسنان. ولتجنب كل تلك العواقب السلبية، ينصح هوجويل بتوخي المزيد من الحذر عند استخدام الخيوط، وخاصةً عند تمريرها عند نقاط تماس الأسنان ببعضها. كما ينبغي التوقف عن استخدام الخيوط فور إزالة بقايا الطعام من بين الأسنان.

أما بالنسبة لتفريش الأسنان، فينصح هوجويل باستخدام معاجين أسنانٍ حاويةٍ على الفلورايد، إذ إنه من المثبت علمياً بأن الفلورايد يساعد على الوقاية من النخور السنية. ولكن شطف الأسنان بالماء بعد الانتهاء من تفريشها قد يؤدي إلى إزالة كمية كبيرة من الفلورايد، وبالتالي عدم الاستفادة بشكل أمثل منه. أما بالنسبة للتأني وتوخي الحذر، فينطبق على تفريش الأسنان ما ينطبق على الخيوط السنية. إذ ينبغي عدم الضغط بقوة على الفرشاة في أثناء التفريش، لأن الهدف من تفريش الأسنان هو إيصال الفلورايد إلى سطح الأسنان، والتخلص من بقايا الطعام غير المرغوبة المتجمعة على أسطحها، لا أكثر من ذلك.

إذن، ريثما نحصل على أدلة علمية قاطعة حول فوائد الاستخدام المديد لفرشاة الأسنان والخيوط، ننصح باتباع الروتين التقليدي في تنظيف الأسنان ولكن بأقصى حد من التأني والرفق، فهذه الأسنان كنزٌ ثمينٌ ويجب أن نحافظ عليها في أفواهنا لأطول فترة ممكنة.