علمياً: تعرف على أفضل وقت من اليوم لممارسة الرياضة

علمياً: تعرف على أفضل وقت من اليوم لممارسة الرياضة
حقوق الصورة: shutterstock.com/Krakenimages.com
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

العثور على وقت لممارسة الرياضة في أيام العمل وجدولة تمارينك أمر مُحيرٌ، حتّى قد يعادل إرهاق التفكير فيه وتنظيمه إرهاق التمرين نفسه. يحاول الكثيرون الاستيقاظ ساعةً أبكر لممارسة تمارينهم قبل الذهاب إلى أعمالهم، ظناً أن الصباح هو الوقت المثالي لممارسة التمرين. في ذلك الكثير من الصِحة إلّا أنه من الممكن اختيار التمرين في وقت آخر والحصول على نفس النتائج، إذ أن فيزيولوجيا جسمك هي من يقرر.

اقرأ أيضاً: 4 طرق سهلة لتحقيق أهم الفوائد الصحية من ممارسة التمارين الرياضية

ميزة ممارسة الرياضة في ساعات الصباح

تعتبر ممارسة الرياضة في الصباح، بعد صيام ساعات الليل وعندما تكون المعدة فارغة، أفضل طريقة لحرق الدهون، ما يجعلها الطريق الأفضل لمن يرغب بفقدان الوزن. فكما يقول “أنتوني هاكني“، أستاذ في علوم الرياضة في جامعة نورث كارولينا: “مستويات هرمونات الجسم في الصباح مُعَدّة لهذا الهدف، ففي ساعات الصباح الباكر، تهيئ المستويات الهرمونية لك عملية التمثيل الغذائي لحرق الدهون بشكل أفضل”. وأضاف: “لدى الأشخاص بشكل طبيعي مستويات مرتفعة من الكورتيزول وهرمون النمو في الصباح، وكلاهما يشارك في عملية التمثيل الغذائي، لذلك الطاقة المُستهلكة في الصباح ستُستهلك من مخازنك الشحمية”.

إضافةً إلى دعم هرمونات الصباح لفقداننا للوزن، يُبدي الأشخاص الذي يتمرنون في الصباح شهية أقل للطعام على مدار اليوم، ما قد يساعد أيضاً في حمايتهم من اكتساب وزن إضافي.

وفي حال لم تكن من الأشخاص الصباحيين الذين يفضلون بدء يومهم بوتيرة عالية من النشاط، فربما يمكن لأسبوع من ممارسة الرياضة صباحاً أن يغير من طبعك، حيث وجدت دراسة نُشرت عام 2019 في دورية “علم وظائف الأعضاء” (“The Journal of Physiology) أن ممارسة الرياضة في الساعة 7 صباحاً لفترة معينة تؤدي إلى تغيير فيزيولوجيا جسمك وتنظيم ساعات النوم واليقظة لديك، ما يعني أنك ستشعر بمزيد من اليقظة في الصباح وستصاب بالتعب في وقت مبكر من المساء، الأمر الذي يحفزك للخلود للنوم باكراً لنيل قسط كافٍ من الراحة.

بعيداً عن فقدان الوزن، تؤدي ممارسة الرياضة في الصباح وما تتضمنه من تعرق وتسرع النظم القلبي والتنفس إلى تحسين الصحة والسلامة العقلية، كما أنها تزيد من الإنتاجية على مدار اليوم لأن التمرين يحفز على إنتاج “الأندورفين” وهو أحد الهرمونات العصبية التي تُفرز بعد الإجهاد وعند الإنجاز، والذي بدوره يقلل من التوتر ويحسن المزاج، ومن منّا لا يرغب ببدء يومه بدفقةٍ من الأندورفين.

اقرأ أيضاً: عالمة أعصاب صحية تقدم خبرة 10 أعوام حول أهمية التمارين الرياضية

لا تقل تمرينات بعد الظهر فائدةً عن غيرها

يحرق الجسم بشكل طبيعي وبدون أي تمرين نحو 10% من السعرات الحرارية في وقت متأخر بعد الظهر مقارنةً بالصباح الباكر والليل. وفي الوقت الذي تعتبر فيه التدريبات الصباحية مثالية لحرق الدهون وفقدان الوزن، تتميز تدريبات بعد الظهر بأنها مثالية لتعزيز الأداء والإنتاجية، خاصةً بعد دعم طاقتك بوجبة أو وجبتين بحلول الوقت الذي تبدأ فيه تمرينك.

يقول هاكني: “في أي وقت تأكل فيه، ترتفع مستويات السكر في الدم، وكما نعلم السكر هو الوقود الذي تحتاجه للعمل بإنتاجية وفعالية أكبر”.

يكون التمرين بعد الظهر طريقة رائعة لتجنب “ركود نهاية اليوم”، وجدت نفس الدراسة التي نُشرت في دورية علم وظائف الأعضاء أن ممارسة الرياضة بين الساعة 1 بعد الظهر و4 مساءً يمكن أن تعدل من الساعة البيولوجية لجسمك بنفس الطريقة، حتّى يكفي القيام بنزهة سريعة لمساعدتك في تجديد طاقتك والانتعاش وإعادة التركيز.

اقرأ أيضاً: كيف ترفع مستوى نشاطك البدني عبر التمارين غير المقصودة وتدريبات الدماغ؟

امتيازات التمرين في الليل

بالنسبة للعديد من الأشخاص، تكون ممارسة الرياضة أكثر ملاءمة بعد العمل، إلا أن ما يردعهم هو وجود اعتقاد شائع بأن التمرينات المسائية تمنحك نشاطاً إضافياً قد يعيق دخولك في النوم كالعادة، إلا أن هذا غير صحيح، حيث يقول هاكني بهذا الخصوص: “تشير الأدلة إلى أن ممارسة الرياضة المسائية لا تتعارض مع النوم إطلاقاً، طالما أنك لا تمارس الرياضة ثم تقفز حالاً إلى السرير لتخلد إلى النوم”. وأضاف: “على العكس، يمكن لبعض أشكال التمرين مثل اليوغا مثلاً أن تخفف من توترك وتساعدك بذلك على النوم بشكل أفضل إن تمت ممارستها في الليل”.

صحيحٌ أن تمرينات الصباح أكثر فعالية في تخفيف الوزن، إلا أن الأدلة تشير إلى أن التدريبات الليلية تجعل الجسم “مستعداً لفقدان الوزن”، كما أنها تقلل مع مرور الوقت من مستويات هرمون “الغريلين” المحفز للجوع، الأمر الذي يساعد في إنقاص الوزن والتحكم فيه.

اقرأ أيضاً: آليات تساعدك في الالتزام بسلوكيات نمط حياة صحي

اختتم هاكني: “إذاً، في حال كان علينا اختيار أفضل وقت لممارسة الرياضة فإن تمرينات الصباح تنتصر وتفوز، فالتدريب في ساعات الصباح يحقق أقصى استفادة ويؤدي إلى نتائج أفضل على المدى الطويل. وبشكل عام لا يوجد وقت سيء لممارسة الرياضة والأهم هو إيجاد الوقت للقيام بذلك، متى كان ذلك مناسباً لك”.