دليلك لممارسة الرياضة بأمان أثناء الجائحة

الصالات الرياضية في كورونا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في ظل جائحة كورونا، هل علينا الاستمرار في ممارسة الرياضة في الصالات الرياضية؟ أم التوجه لممارستها في الهواء الطلق وبشكل فردي؟

إذا كنت تشعر بفتور همتك أكثر من المعتاد بعد شهور من العمل والتواصل الاجتماعي من المنزل، ففي الواقع أنت لست وحدك. فمع تناقص فرصة الجري في الخارج مع فرض تدابير الإغلاق في كثيرٍ من الأحيان، قد يكون من الصعب العودة إلى روتين الرياضة الذي كنت تمارسه في الأحوال العادية. لكن التوقف عن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق قد لا يكون الخيار الأكثر صحة دائماً رغم ما يحدث في العالم.

تقول «إميلي سيكبرت بينيت»، أستاذة الأمراض المعدية في كلية تشابل هيل جيلينج للصحة العامة العالمية التابعة الأمم المتحدة بجامعة كارولينا الشمالية: «من الواضح أن ممارسة الرياضة أمر مهم لصحتنا البدنية والعاطفية، ولكن تجاهل أي روتينٍ يومي لإجراءات السلامة لوقف انتشار المرض، ربما لا يكون التوازن الأفضل بين المخاطر والفوائد بالنسبة لنا».

بدأت الصالات الرياضية، في مناطق مثل مدينة نيويورك، إعادة فتح أبوابها أم الرياضيين مؤخراً. قد تشعر بالحنين لصوت الآلات الرياضية واللعب عليها، ولكن هناك الكثير من الأشياء عليك التفكير بها قبل العودة لممارسة الرياضة في النادي. من المهم، خصوصاً فيما يتعلّق بممارسة الرياضة في الأماكن العامة، أن تأخذ بعين الاعتبار مدى قربك من الآخرين ومدى جودة تهوية المكان أيضاً.

يقول «ديفيد توماس»، أستاذ الطب ومدير قسم الأمراض المعدية في كلية الطب بجامعة جونز هوبكينز: «في الواقع، تتطلب ممارسة التمارين قدراً كبيراً من التنفس المكثف، الأمر الذي يجعل من هذه العملية نشاطاً محفوفاً بالمخاطر ولا يختلف كثيراً عن حضور حفلةٍ موسيقية في المسرح مع مجموعةٍ كبيرةٍ من الناس. مع ذلك، لا تزال هناك بعض الطرق للحفاظ على نشاطك مع مراعاة عدم نشر عدوى فيروس كورونا». نعرض هنا بعض الخيارات المتاحة والمخاطر المرتبطة بها.

الصالات الرياضية تحمل مخاطر عالية

لو تيّسر لنا حذف جميع الأصوات التي تتميز بها الصالة الرياضية في العادة، مثل صوت صافرة المدرب أو صوت الموسيقا الهادئة، لن يتبقّى سوى أصوات زفير الكثير من الأشخاص الذين يتدربون بقوّة. في الحقيقة، ومع تمرّن الناس جنباً إلى جنب ومشاركتهم المعدات الرياضية، ناهيك عن الدردشات الكثيرة في غرف الملابس، كانت الصالات الرياضية قبل الجائحة الحالية أشبه بـ «طبق بتري» لتنمية الفيروسات.

يقول توماس: «هناك بالطبع وسائل يمكن أن تساعد في الحد من انتقال الفيروس. مثل تعقيم المعدات الرياضية بالكحول بعد كل استعمال، والحفاظ على مسافة أمانٍ كافية بين رواد النادي. ولكن الأمر ليس بهذه المثالية دائماً، إذ لا تحتوي العديد من الصالات الرياضية أنظمة تهوية يمكنها تصفية الجزيئات الفيروسية العالقة في الهواء بكفاءة، ناهيك عن صعوبة ارتداء الكمامات أثناء ممارسة الرياضة. وحتى البروتوكولات المفروضة قبل دخول الناس إلى الصالة، مثل فحص درجة الحرارة، قد لا تكون قادرةً على اكتشاف الأشخاص المصابين بالعدوى كما هو مأمول».

إذا كان عليك الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، فاحضر معك الكثير من المناديل والمناشف لتنظيف المعدات الرياضية قبل وبعد استخدامها، واحرص على غسل يديك قبل التمرين وبعده دائماً، وإذا اُضطرت للمس وجهك أثناء التمارين، اغسل يديك أو عقمها على الأقل قبل ذلك. ولا بأس بارتداء الكمامة عندما تأخذ استراحة بين التمارين أيضاً، لذلك أحضر زوجاً منها معك لارتدائها عند الحاجة.

قد تكون فصول التدريب محفوفة بالمخاطر أيضاً

كبقية الأنشطة، تحتاج فصول التدريب للتهوية المناسبة وإلى توفير الحد الأدنى من المسافة بين المشاركين. يقول توماس: «ما يميز فصول التدريب هو عدم الحاجة لوجود الكثير من الناس في مكانٍ واحد في نفس الوقت مثلما يحدث عادة في الصالات الرياضية بالنظر إلى قلّة المعدات الرياضية أحياناً، كما يمكن القيام ببعض الأنشطة حتى مع ارتداء الكمامات».

يضيف توماس قائلا: «خير مثال على ذلك هي اليوغا. فتمارينها غير مجهدة ولا تحتاج لبذل جهدٍ يجعلك تتنفس بشدة، لذلك لا بأس من ارتداء الكمامة أثناء القيام بها. علاوة على ذلك، فإن ممارستها لا تعتمد على الأجهزة والمعدات، ويمكن القيام بها ذاتياً إلى درجةٍ كبيرة، وبالتالي هناك فرصة أقل للاحتكاك مع الناس خلال التمارين. ولذلك تُعتبر فصول اليوغا آمنة جداً». يشير توماس إلى أن ممارسة اليوغا في الهواء الطلق، خصوصاً في الصباح، يمكن أن يكون من أفضل التمارين وأكثرها متعة.

ووفقاً لتوماس أيضاً، ليست كل الفصول التدريبية آمنة بنفس القدر. على سبيل المثال، تتطلب تمارين «الكروس فيت» بذل الجهد والتنفس بشدة بالتالي، وكذلك الأمر بالنسبة لدروس الرقص التي تجعلك تصطدم بالمشاركين حتى، فقد تعرض نفسك للخطر في هذه الحالة. من الأفضل، في الوقت الحالي، القيام بهذه التمارين في جلساتٍ تدريبية فردية.

تمارين في الهواء الطلق أم في الصالات الرياضية

إذاً، أين تقع لعبة كرة السلة أو كرة القدم في هذه المعادلة؟ يقول توماس: «إذا كانت اللعبة تجري في الهواء الطلق، فلا داعي للقلق كثيراً بشأن سلامة كل فرد في الفريق. إذا كنت تعلم أنك وأعضاء الفريق الذين اخترتهم ليسوا مرضى، فبغض النظر عن مدى الجهد والخشونة في اللعبة، لن تكون عرضة لخطر الإصابة بالفيروس».

لكن يوضح توماس أن الأمر يصبح معقداً عندما تلعب مع الغرباء، سواء كان ذلك في حديقة أو في دوري جماعي. في الحقيقة، يحدث التماس مباشر بشكلٍ أو بآخر أثناء الرياضات الجماعية، فحتى وجود لاعبٍ واحد مصاب يمكن أن يعدي 4 أو 5 أشخاص على الأقل. كما تقول سيكبرت بينيت: «يزيد مستوى خطر الإصابة بالفيروس مع كل شخص إضافي مصاب في الملعب».

في الرياضات الاحترافية، تلجأ الفرق لاختبار اللاعبين للحفاظ على سلامتهم، ولكن من الواضح أن هذا ليس خياراً متاحاً لجميع الرياضيين. لذلك ابقى في الجانب الآمن، والعب مع الأشخاص القريبين منك، مثل عائلتك وأصدقائك، والذين تثق بأنهم غير مصابين بالفيروس.

ممارسة الرياضة وحدك مخاطرها أقل

يقول توماس: «تبدو فكرة ممارسة الرياضة وحدك سخيفة، لكن فيروس كورونا لا يصيبك من العدم. فهو لا يعيش في منزلك، ولن يصيبك إذا كنت تمشي في الشارع وحيداً. لذلك تُعد ممارسة الرياضة وحدك، سواء في المنزل أو في الخارج، هي ممارسة خالية من المخاطر إلى حدٍ كبير».

إذا كنت تنوي الجري أو ركوب الدراجة الهوائية، فاحمل كمامة في جيبك دائماً، وتجنب الشوارع المزدحمة بالمارة. وبالطبع، تجنّب المشاركة في سباق الماراثون أو أي حدث جماعي كبير آخر، حيث من المحتمل جداً أن تحتك بأشخاص آخرين لست على ثقةٍ بأنهم لا يحملون الفيروس. عليك الالتزام بالتمرن لوحدك خلال الفترة الحالية على الأقل فقط لأمانك وسلامتك.

من المحتمل أن تتحسن الأمور في المستقبل. ولكن الحفاظ على لياقتك أمر ذاتي يعتمد عليك بشكلٍ رئيسي في الوقت الحالي.

اقرأ أيضاً: الجري وحده لا يكفي، عليك تنويع التمارين الرياضية

المقالة باللغة الإنجليزية