إليك كيفية اتباع رجيم الصيام المتقطع للمرضعات

إليك كيفية اتباع رجيم الصيام المتقطع للمرضعات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ TanyaJoy
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كيف سأتخلص من هذا الوزن الزائد؟ هو أول سؤال يتبادر إلى ذهن المرأة بعد الولادة بفترة قصيرة، لذلك قد تلجأ إلى العديد من الوسائل لتخفيف الوزن. ومن الأنظمة الغذائية التي شاع استخدامها مؤخراً نظام الصيام المتقطع، لكن هل الصيام المتقطع للمرضعات مفيد وآمن؟ وهل يؤثر على الرضاعة الطبيعية للطفل؟

اقرأ أيضاً: ما الأطعمة المسموح بها والأطعمة غير المسموح بها في الصيام المتقطع؟

ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع عبارة عن نمط وروتين لتناول الطعام يهدف إلى تخفيف الوزن بالإضافة إلى تحقيق بعض الفوائد الصحية الأخرى؛ فالصيام المتقطع على عكس الأنظمة الغذائية الأخرى لا يعتمد على نوع وكمية الأطعمة التي يسمح بأكلها، وإنما يعتمد على توقيت الأكل.

بكلمات أخرى، يسمح الصيام المتقطع للشخص بأكل ما يريد إلى حدٍّ ما خلال عدد ساعات محدد، مقابل الانقطاع التام عن الطعام لعدد ساعات محدد أيضاً، بحيث لا يسمح في فترة الصيام سوى بتناول المشروبات الخالية من أي سعرات حرارية أو مصدر للطاقة كالماء والقهوة والشاي دون أي إضافات، ما يساعد على حرق الدهون بسرعة أكبر وخسارة الوزن الزائد بشكل أسرع، لكن بشرط الابتعاد عن الوجبات ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثل الأطعمة المعلبة والجاهزة والحلويات وغيرها.

ثمة عدة أنواع للصيام المتقطع وأشهرها نظام 8 ساعات طعام مقابل 16 ساعة انقطاع، ونوع آخر يتضمن تناول الطعام بشكل معتاد خلال 5 أيام في الأسبوع ثم الصيام خلال اليومين المتبقيين، بحيث يتم تناول وجبة واحدة فقط خلال اليوم تحتوي على 500-600 سعرة حرارية.

هل الصيام المتقطع آمن للأمهات أثناء الرضاعة الطبيعية؟

بشكل عام لا يمكن للمرأة المرضع القيام بأي نوع من الحميات الغذائية بما فيها الصيام المتقطع خلال 6-8 أسابيع بعد الولادة، فحليب الأم خلال هذه الفترة يتميز بحساسية كبيرة لأي تغيرات في نمط التغذية. أما بعد 3-6 أشهر من الولادة، تكون لدى معظم النساء إمدادات جيدة من الحليب وتقل حساسيته للتغيرات في النظام الغذائي، بالتالي يمكن للأم المرضعة البدء بنظام الصيام المتقطع، لكن ضمن شروط خاصة بحيث لا يتأثر إنتاج الحليب بالصيام.

وقد ثُبت أن الصيام لمدة طويلة تزيد على 24 ساعة يؤدي إلى حدوث العديد من التغيرات في مكونات حليب الأم، كما يظهر نفس التأثير في حال استهلاك الأم لأقل من 1800 سعرة حرارية يومياً. وفي بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤدي الصيام الطويل إلى إصابة الأمهات [tooltip content=”هو مشكلة خطيرة يمكن أن تحدث لدى مرضى السكري، عندما يبدأ أنسولين الجسم في النفاذ، تتراكم فيه مركبات ضارة تدعى الكيتونات، ويمكن أن يهدد الحياة إذا لم يتم معالجتها بسرعة.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%a7%d8%b6-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%8a%d8%aa%d9%88%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a/” ]بالحماض الكيتوني[/tooltip]، وهو عبارة عن إنتاج كميات كبيرة من الكيتونات في الجسم والتي يمكن أن تهدد حياة الأم.

اقرأ أيضاً: ما فوائد الصيام المتقطع لمرضى السكري؟

ماذا يقول الأخصائيون حول الصيام المتقطع للمرضعات؟

يقول أخصائي التغذية المسجّل “توري أرمول” (Torey Armul) المتحدث باسم “أكاديمية التغذية والحميات الغذائية” (Academy of Nutrition and dietetics): “يمكن أن يكون الصيام المتقطع خطيراً أثناء الرضاعة الطبيعية لأنه يحد من كمية الطعام والسوائل لكل من الأم والطفل، إذ تتطلب الرضاعة الطبيعية مصدراً مستمراً من السوائل والسعرات الحرارية للحفاظ على إمدادات حليب المرأة وتلبية احتياجات جسدها، في حين من الممكن أن يؤدي الحد من تناول الطعام والسوائل في أي نوع من أنواع الصيام إلى انخفاض إمدادات الحليب وعدم كفاية الحالة التغذوية وانخفاض مستويات الطاقة والجفاف”.

يشير أرمول إلى أن الأم المرضعة تحتاج إلى نحو 500 سعرة حرارية إضافية يومياً حسب وزنها ونشاطها اليومي ومتطلبات الرضاعة. وعلى الرغم من أن الماء والسوائل مسموح بها أثناء الصيام، فإنّ قلة الطعام خلال فترة الانقطاع يمكن أن تؤدي إلى الجفاف أيضاً، لأن الجسم يحصل على 20% من السوائل التي يحتاجها يومياً عن طريق الطعام.

إذاً، يمكن القول إن أهم شروط اتّباع نظام الصيام المتقطع للمرضعات هو أن يكون حصراً بعد 8 أسابيع من الولادة، وأن تلتزم بنظام 8 ساعات طعام مقابل 16 ساعة صيام مع تناول كميات كافية من الطعام، بحيث لا تخسر الأم أكثر من رطل واحد أسبوعياً (453 غراماً)، ما يعني نظاماً ثابتاً وبطيئاً بحيث لا يتأثر مخزون الحليب للأم. وبدلاً من الخوض في تجربة الصيام المتقطع، يمكن للأمهات اتّباع نظام غذائي صحي وجيد للرضاعة الطبيعية، مع القيام ببعض التمارين الرياضية الخاصة بمرحلة ما بعد الولادة، وذلك بعد الحصول على الموافقة من طبيبها الخاص.

اقرأ أيضاً: ما فوائد الصيام المتقطع على الصحة الجنسية؟

 كيف يمكن معرفة أن الطفل قد تأثّر بالصيام المتقطع؟

تشير بعض الأبحاث إلى أنه ليس للصيام المتقطع تأثير على المغذيات الأساسية في حليب الثدي، لكن المغذيات والعناصر الدقيقة مثل اللاكتوز والبوتاسيوم يمكن أن تقل بشكل واضح، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى مشكلات صحية واضحة للطفل أهمها:

  • يعاني الطفل من النوم العميق لساعات طويلة مع الشعور بالنعاس لفترات طويلة خلال اليوم.
  • يتغير الوقت الذي يرضع فيه الطفل عادة، فإما أن يطول الفاصل بين الرضعات بشكل كبير أو يصبح أقصر بكثير.
  • يقل عدد المرات التي يتغوط فيها الطفل.
  • يُصاب الطفل بالجفاف، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الحفاضات أو من خلال رؤية بول في الحفاضات لونه بني محمر أو داكن.

اقرأ أيضاً: 9 آثار جانبية يعاني منها متّبعو نظام الصيام المتقطع

 احتياطات السلامة أثناء الصيام المتقطع

في حال قررت الأم المرضعة اتّباع نظام الصيام المتقطع فهناك مجموعة من  الإجراءات التي يجب عليها الالتزام بها للمحافظة على سلامتها وسلامة طفلها، وهي كالتالي:

  • استهلاك كمية كافية من السعرات الحرارية: إذ تحتاج الأم المرضع يومياً بين 2300-2500 سعرة حرارية من أجل الحفاظ على إمدادات الحليب ثابتة، بالإضافة إلى الحصول على كميات كافية من البروتينات والكربوهيدرات والدهون.
  • شرب كمية كافية من السوائل: تحتاج الأم المرضعة لشرب 16 كوباً من الماء يومياً، وهو ما يساوي ضعف حاجة الإنسان الطبيعي.
  • محاولة تجنب القلق والتوتر قدر الإمكان: فالصيام المتقطع للمرضعات يسبب زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول، كما أن قلة النوم للأمهات في الأشهر الأولى من حياة الطفل تسبب زيادة في الكورتيزول أيضاً، ما يسبب القلق والتوتر الذي يؤدي بدوره إلى التقليل من إنتاج الحليب.

اقرأ أيضاً:

ختاماً، يمكن القول إن الصيام المتقطع للمرضعات سيف ذو حدين يمكن أن يؤدي إلى مشكلات تتعلق بصحة الأم وطفلها، والأفضل اتّباع إجراءات بديلة حتى انتهاء فترة الإرضاع.