5 عادات غذائية نمارسها يومياً ولا ندرك مخاطرها الصحية

5 ممارسات غذائية نمارسها يومياً ولا ندرك مخاطرها الصحية
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تعج رفوف المحال وقوائم المطاعم اليوم بأغرب أنواع الطعام وأصنافه، ونحاط بالعديد من عروض الطعام وإغراءاته المريحة والشهية. واليوم أكثر من أي وقت مضى نعاني من “عدم اليقين” بشأن ما هو صواب وما هو خاطئ حول ما نأكله وكيف نأكله. ودون أن ندرك نفقد “سنوات من الحياة الصحية” بسبب الأمراض المرتبطة بالتغذية. ومن أهم العادات الغذائية التي نمارسها كل يوم ولا ندرك مخاطرها الصحية الكبيرة ما يلي:

1.     وجبة العشاء المتأخرة

لا بد من أن معظمنا قد تناول وجبة عشاء في وقت متأخر من الليل لإشباع معدته التي أيقظته بأصوات خوائها. إلا أن ما لا يدركه الكثيرون أنه يمكن لهذا العادة الغذائية أن تسبب مشكلات صحية عديدة، فضلاً عن تراكم الوزن الزائد غير المرغوب به. إذ يمكن لوجبة العشاء في وقت متأخر أن تتسبب بما يلي:

  •  زيادة الوزن: أشارت الدراسة التي نُشرت في “المجلة الأميركية للتغذية السريرية” (The American Journal of Clinical Nutrition) إلى أن المشاركين الذين تناولوا عشاءً متأخراً في الفترة ما بين 11 مساءً و5 صباحاً كانوا أكثر عرضة لتناول 500 سعرة حرارية في اليوم، بالتالي فهم معرضون للمشكلات الصحية المرتبطة بزيادة الوزن، وبشكل خاص للوجبات الغنية بالدهون والسكريات.
  • تراجع القدرات العقلية والإدراكية: أظهرت الدراسة التي نُشرت في دورية “علم الأعصاب”  (Neuroscience) أن الفئران التي تناولت وجبات متأخرة في الوقت الذي كان من المفترض أن تنام خلاله تعرَضت لتخريب في جزيئات تشارك في تكوين الذاكرة.
  • اضطراب الأكل: وفقاً للدراسة التي نُشرت في دورية “نيتشر كوميونيكيشن” (Nature Communications) تبين أن التعب الذي يصيبنا في الوقت المتأخر من الليل قد يؤثر على الشهية، ما يزيد الرغبة بالأغذية غير الصحية ويؤدي إلى اضطراب الأكل.
  • الارتجاع المعدي المريئي: وهو عودة محتويات المعدة وأحماضها إلى المريء، ويحدث بسبب الاستلقاء والنوم بعد وجبة العشاء  مباشرة.
  • اضطراب التمثيل الغذائي: لأنه في الحالة العامة ينخفض نشاط التمثيل الغذائي في الليل وبالتالي فإن تناول وجبة عشاء متأخرة يسبب اضطراباً بالتمثيل الغذائي بما يفوق قدرة الجسم على هضم الطعام بالسرعة الكافية.

2.     الاعتماد على الوجبات السريعة: الأكل الفارغ

اليوم أصبح تناول الوجبات السريعة هو الحل الأسرع والأنسب لوتيرة الحياة السريعة من حولنا، فعوضاً عن تناول وجبة إفطار غنية قبل الذهاب للعمل، يفضل البعض استبدالها بوجبة سريعة خلال توجههم إليه. كما يفضل المراهقون والشباب تناول الوجبات الجاهزة السريعة مع أصدقائهم مستبدلين الوجبات المنزلية الصحية. إلا أن هذه الأغذية تتميز بسعرات حرارية عالية وقيمة غذائية قليلة، مثل رقائق البطاطا والبسكويت والمشروبات الغازية، ما يجعلها خياراً ضاراً بالصحة. ومن أهم الآثار السلبية لهذا النوع من الممارسات الغذائية:

  • الإصابة بمرض السكري من النوع 2: الوجبات السريعة والمشروبات الجاهزة مليئة بالكربوهيدرات، ما يتسبب بارتفاع نسبة الغلوكوز في الدم وزيادة إفراز الإنسولين، وتعرض الجسم لخطر  الإصابة بمقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع 2 وزيادة الوزن.
  • الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي: الكثير من السعرات الحرارية في الوجبات السريعة والمشروبات الجاهزة تؤدي إلى زيادة الوزن؛ ما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، كما أثبتت الدراسة التي نُشرت في “المجلة الطبية البريطانية” (The BMJ)، والتي أشارت إلى أن الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة لثلاث مرات في الأسبوع على الأقل أكثر عرضة للإصابة بالربو.
  • التأثير على الجهاز العصبي: أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية “ببليك هيلث نيوتريشن” (Public Health Nutrition)، إلى أن تناول الوجبات السريعة والمعجنات المصنعة يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب بنسبة 51%.
  • التأثير على الخصوبة: في الدراسة التي نُشرت في دورية “آفاق الصحة البيئية” (Environmental Health Perspectives) تبين أنه يمكن للمواد الغنية بمادة الفثالات أن تتسبب بانخفاض الخصوبة لأنها تعيق عمل هرمونات الجسم، وقد تؤدي إلى مشكلات في الإنجاب وعيوب خلقية لدى الأطفال.
  • الإصابة بأمراض الجلد: وفقاً للدراسة التي نُشرت في “المجلة الطبية البريطانية” (The BMJ)، تزداد فرص الإصابة بالأكزيما لدى الأطفال الذين يتناولون الأغذية الجاهزة لثلاث مرات في الأسبوع على الأقل.

3.    عدم كفاية الخضار

توفر الفواكه والخضروات الفيتامينات والمعادن والألياف للجسم، بالإضافة للمواد النباتية الثانوية التي تمنحها لونها ورائحتها ومذاقها، والتي تؤمن فوائد صحية عديدة لجسم الإنسان، لذا فإن النظام الغذائي الفقير المحتوى بالخضار والفواكه يتسبب بالعديد من المشكلات الصحية، ويعد أحد العادات الغذائية الخاطئة التي تحمل آثاراً سلبية على الجسم، مثل:

  • أثبتت الدراسة التي نُشرت في دورية “أبحاث الطب النفسي” (Psychiatry Research) وجود علاقة بين النمط الغذائي الفقير المحتوى بالفواكه والخضروات والغني باللحوم والحلويات ومنتجات الألبان والإصابة بالاكتئاب.
  • الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية “المغذيات” (Nutrients) إلى وجود علاقة عكسية بين استهلاك الخضروات كالهليون والكرفس والخس والبروكلي والطماطم، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لاحتوائها على مواد مضادة للأكسدة والالتهاب، وقدرتها على تنظيم نسبة السكر في الدم.
  • مشكلات في الجهاز الهضمي: بالإضافة إلى كون الفواكه والخضروات غنية بالألياف الضرورية لحركة الأمعاء ومنع الإصابة بالإمساك، فقد أثبتت الدراسة التي نُشرت في دورية “بيولوجيا الطبيعة الكيميائية” (Nature Chemical Biology) أن الخضار الورقية تحتوي على سكر سلفوكينوفوز الذي يشكل مصدر طاقة بكتيريا الأمعاء “الإشريكية القولونية” (E. coli)، والتي تحمي الأمعاء من نمو البكتيريا الضارة.
  • الوقاية من السرطان: يمكن لبعض المواد النباتية الثانوية في الخضار والفواكه أن تعمل كمضادات أكسدة تحمي من الإصابة بالسرطان. أثبتت الدراسة التي نُشرت في “مجلة تحليل الغذاء والدواء” (Journal of Food and Drug Analysis) أن مركب البوليفينول فلوريتين في التفاح يساعد على منع نمو خلايا سرطان الثدي.

اقرأ أيضاً: كيف تعرف القيمة الغذائية والفوائد الصحية للخضروات والفواكه انطلاقاً من لونها؟

4.     عدم الاستمتاع بالطعام: الأكل المشتت

لا بد وأن معظمنا قد تناول وجبة غذائية وهو يتصفح الأخبار على هاتفه المحمول، أو يشاهد التلفاز، أو وهو يمشي في عجلة من أمره، في جميع الحالات لقد فقد عنصراً مهماً للغذاء وهو الاستمتاع به. إن الانخراط في نشاط آخر أثناء تناول الطعام هو ما يُعرف بالأكل المشتت، بحيث لا يتم إدراك الكمية المتناولة وقد تفوت إشارة الامتلاء. أشارت الدراسة التي نُشرت في “المجلة الطبية البريطانية” (The BMJ)، إلى أن الأكل المشتت يمكن أن يتسبب في تناول كميات كبيرة تفوق قدرة الجسم على التمثيل الغذائي، الأمر الذي يتسبب بمشكلات صحية عديدة للجسم، وفي مقدمتها السمنة وما يرتبط بها من أمراض.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟

5.    الأكل العاطفي

الأكل العاطفي هو أحد الممارسات الغذائية التي يلجأ لها البعض عندما يكونون في حالة توتر وألم عاطفي، لذا يحاولون تناول الطعام لتغييب الشعور بالألم، أو لملء فراغ عاطفي. غالباً ما يؤدي الأكل العاطفي إلى التناول المفرط وغير المنظم للطعام، وبشكل خاص الأغذية الغنية بالدهون أو السكريات أو كليهما. وفقاً لباحثين من جامعة هارفارد، يؤدي التوتر والقلق المستمر إلى تحفيز الغدد الكظرية لإفراز هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الشهية. وهو ما يترافق بآثار جانبية عديدة، ومنها:

  • الشعور بالغثيان: قد يعاني الأفراد الذين يمارسون الأكل العاطفي من الغثيان بسبب الحالة العاطفية التي يمرون فيها والتي تتسبب في الأكل السريع للطعام وبالتالي الشعور بالغثيان وآلام في المعدة لعدة أيام بعد الأكل العاطفي.
  •  زيادة الوزن: يتسبب الأكل المفرط للطعام في الأكل العاطفي بزيادة الوزن المرتبط بارتفاع نسبة الإنسولين، وارتفاع نسبة السكر في الدم وبالتالي ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم والسكري.

اقرأ أيضاً: جسدك يواجه صعوبات الحياة معك أيضاً: كيف يمكن للتوتر أن يقتلك؟

وهكذا ودون أن نلحظ قد تحملنا الممارسات الغذائية “ذنوباً صحية” تدمر جهوداً طويلة من الأكل الصحي فيما لو تحولت إلى عادات غذائية خاطئة.