هل تناول الطعام قبل النوم ضار؟ إليك ما يقوله الخبراء

هل تناول الطعام قبل النوم ضار؟ إليك ما يقوله الخبراء
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

التسلل خلسة في الليل إلى المطبخ، وتناول وجبة عشاء سريعة ولذيذة ثم العودة إلى السرير، ومحاولة هضم الإحساس بالذنب مع الوجبة الشهية قبل النوم، خوفاً من بضعة غرامات إضافية في محيط الخصر أو الوركين. من منا لم يمر بهذا الموقف مسبقاً، ولكن هل تناول الطعام قبل النوم يسبب زيادة الوزن فعلاً وهل هناك آثار ضارة له؟

هل يتسبب تناول الطعام قبل النوم في زيادة الوزن؟

يسود الاعتقاد الشائع بأن تناول الطعام قبل النوم يتسبب في زيادة الوزن بسبب تباطؤ التمثيل الغذائي قبل النوم. وفقاً لأخصائية التغذية الدكتورة ميليسا بيرست، والمتحدثة باسم “أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية” (Academy of Nutrition and Dietetics)، يتباطأ التمثيل الغذائي خلال النوم ليصبح أقل بنسبة 10-15% مما هو عليه أوقات الاستيقاظ.

ولكن وعلى الرغم من الدراسات التي ربطت بين تناول الطعام قبل النوم وزيادة الوزن، مثل الدراسة المنشورة في دورية الشهية (Appetite)، فإنه لم يتم تحديد سبب فيزيولوجي واضح لتلك الزيادة.

يقترح خبراء موقع هيلث لاين الطبي مجموعة من الأسباب لزيادة الوزن الناتجة عن تناول الطعام قبل النوم، بما في ذلك:

  • زيادة السعرات الحرارية نتيجة تناول وجبة غذائية إضافية.
  • زيادة إفراز هرمون الجوع (الغريلين) نتيجة الإجهاد، ما يزيد من احتمالية تناول وجبة غذائية إضافية قبل النوم، وزيادة المدخول من السعرات الحرارية، كما بينت الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية للبدانة (International Journal of Obesity).
  • وفقاً للدراسة المنشورة في المجلة الدولية للبدانة (International Journal of Obesity)، يتسبب الجوع الشديد قبل النوم بالإفراط في تناول الطعام ثم الشعور بالشبع بحيث لا يمكنك تناول الطعام في الصباح التالي، يليه الشعور بالجوع مرة أخرى قبل النوم في مساء اليوم التالي، وهكذا في دورة متكررة يومياً تنتج عنها زيادة المدخول اليومي من السعرات الحرارية وزيادة الوزن.
  • الوجبة الغذائية الغنية بالدهون أو الكربوهيدرات يمكن أن تسبب ارتفاع نسبة الإنسولين في الدم، ما يدفع الجسم بالتزامن مع تباطؤ التمثيل الغذائي إلى تخزين الطاقة في الدهون.

اقرأ أيضاً: ما هي الكربوهيدرات الجيدة وما الفرق بينها وبين الكربوهيدرات السيئة؟

هل يسبب تناول الطعام في وقت متأخر صعوبة بالنوم؟

يمكن لتناول الطعام قبل النوم أن يغيّر من ساعتك البيولوجية، فكيف ذلك؟ وفقاً لعالمة النفس وخبيرة النوم ليندسي براوننغ (Lindsay Browning)، يعمل الجسم خلال إيقاعه اليومي على إغلاق الجهاز الهضمي في الليل عبر التحكم في إنتاج الإنزيمات؛ أي أننا لسنا مستعدين لتناول الطعام ليلاً عندما يعتقد الجسم أننا نائمون.

وبالتالي فإن تناول الطعام في الليل يجعل الجسم يعتقد أنك يجب أن تكون مستيقظاً، ويؤدي لمشكلات في الجهاز الهضمي وصعوبة في النوم.

دعمت الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة (International Journal of Environmental Research and Public Health)، وجهة نظر الدكتورة براوننغ، حيث تبين أن طلاب الجامعة الذين تناولوا وجبة غذائية إضافية قبل النوم قد عانوا من سوء نوعية النوم، واستيقاظ متكرر في الليل.

اقرأ أيضاً: هل نحتاج حقاً إلى 3 وجبات طعام في اليوم؟

الفوائد المحتملة لتناول الطعام قبل النوم

على الرغم مما قد يتسبب به تناول الطعام قبل النوم من آثار سلبية، فإن له بعض الفوائد ومنها:

  • إنقاص الوزن: يشير الباحثون في دراسة نُشرت في دورية مجلة الكلية الأميركية للتغذية (Journal of the American College of Nutrition)، إلى أن الوجبة الغذائية الخفيفة تساعد بعض الأشخاص في إنقاص الوزن. استمرت الدراسة لـ 4 أسابيع، تناول فيها المشاركون وجبات خفيفة من الحبوب والحليب قبل النوم، وفقدوا في نهايتها نحو 0.8 كيلوغرام.
  • تعزيز النوم: تحتوي بعض الأغذية على مركبات معززة للنوم، على سبيل المثال:
  • تنظيم نسبة السكر في الدم صباحاً، حيث يحتاج الجسم للطاقة الكافية لبدء اليوم، لذا يقوم الكبد بإفراز الإنسولين لإدارة نسبة الغلوكوز في الدم، إلا أن المصابين بمرض السكري لا يتمكنون من إنتاج ما يكفي من الإنسولين، فيصابون بارتفاع نسبة السكر بالدم، وهو ما يُعرف بظاهرة الفجر. لكن دراسة نُشرت في دورية مرض السكري للأطفال (Pediatric Diabetes) اقترحت أن تناول وجبة خفيفة قبل النوم يوفر الطاقة اللازمة في الليل ويمنع التغيرات في نسبة السكر في الدم.

اقرأ أيضاً: ما النشويات التي تزيد الوزن؟

إذاً، هل تناول الطعام قبل النوم ضار؟ يبدو أن الإجابة عن هذا السؤال معقدة بعض الشيء، حتى إن الخبراء لا يتفقون على إجابة واحدة، لأن لكل فرد حالته الخاصة، لذا فإن التحدث مع الطبيب المختص حول وضعك الصحي هو النصيحة الأفضل.