أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية

أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ ratmaner
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تساعد هرمونات الغدة الدرقية في التحكم بمجموعة بالعمليات الحيوية كالنمو وإصلاح الخلايا والتمثيل الغذائي، كما تُحقق استنبات البيئة الداخلية لخلايا الجسم، ولذلك تؤثر أمراض الغدة الدرقية التي يرافقها اضطراب في مستوى الهرمونات على أنظمة الجسم كافة.

يصيب قصور الغدة الدرقية 1-2% من البشر وهو يميل لإصابة الإناث بشكل أكبر من الذكور. يعاني المصابون بقصور الغدة الدرقية من نقص واضح في تركيز هرمونات (التيروكسين) و(الثيرونين ثلاثي اليود) ويؤدي هذا النقص لظهور  مجموعة من الأعراض مثل التعب وتساقط الشعر وعدم تحمل الطقس البارد، بالإضافة إلى زيادة الوزن والتي تعتبر الشكوى الأكثر شيوعاً لمعظم المرضى.

لن نستطيع معالجة هذا القصور بالأطعمة وحدها لكن يساعد إجراء بعض التعديلات على النظام الغذائي في الجمع بين العناصر الغذائية الصحيحة والأدوية في استعادة وظيفة الغدة الدرقية والحد من أعراض الإصابة.

كيف يؤثر قصور الغدة الدرقية على عمليات التمثيل الغذائي؟

هرمونات الغدة الدرقية مهمة للغاية، فإلى جانب دورها الجوهري في العديد من التفاعلات الحيوية، تعتبر مسؤولة عن عملية التمثيل الغذائي والتي يحول بها الجسم ما نأكله إلى طاقة.

يؤثر التمثيل الغذائي بدوره على درجة حرارة الجسم ومعدل حرق السعرات الحرارية، ما يُفسر شعور الأفراد المصابين بالتعب وعدم تحمل البرد وزيادة الوزن دون مبرر.

اقرأ أيضاً: هل تساءلت عن السبب الكامن وراء شعورك الدائم بالتعب؟ إليك بعض الأسباب

كلما ازدادت سرعة التمثيل الغذائي عند الشخص، تزداد معها السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم أثناء الراحة. ويؤدي نقص مستوى هرمونات الدرق، كما يحدث في حال الإصابة بقصور الغدة الدرقية، إلى جعل معدل الاستقلاب منخفضاً عند المرضى، فيحرقون سعرات حرارية أقل أثناء الراحة.

عملية التمثيل الغذائي البطيئة تسبب العديد من المخاطر الصحية، قد تجعلك ذلك متعباً، وقد ترفع مستويات الكوليسترول في الدم وتجعل من فقدان الوزن عملية صعبة.

أهم العناصر الغذائية التي تحافظ على صحة الغدة الدرقية 

توجد 3 عناصر غذائية مهمة لصحة الغدة الدرقية وهي اليود والسيلينيوم والزنك. جميعنا نعلم أهمية اليود لصنع هرمونات الغدة الدرقية، ويعتبر نقص اليود أحد عوامل الخطورة للإصابة بقصور الغدة الدرقية، ولهذا السبب يُنصح دائماً باستخدام ملح الطعام أو منتجات الألبان المُدعمة باليود حفاظاً على سلامة الغدة.

يملك السيلينيوم خصائص مضادة للأكسدة، فهو يحمي الغدة الدرقية من التلف المحدث بواسطة الجذور الحرة، وتعد إضافة الأطعمة الغنية بالسيلينيوم إلى نظامك الغذائي طريقة رائعة لزيادة مستويات السيلينيوم لديك، وهذا يشمل الكستناء والتونة والسردين والبيض والبقوليات.

ومع ذلك، ينصح بتجنب تناول أي مكملات إضافية للسيلينيوم ما لم يتم وصفها من قبل مقدم الرعاية الصحية، إذ يكون لهذا المعدن تأثير سام بالجرعات المفرطة.

وكما اليود والسيلينيوم، يساعد الزنك في تنشيط عمل الغدة الدرقية ،كما ينظم إفراز هرمون التيروكسين، ونحصل عليه من المحار ولحم البقر والدجاج.

اقرأ أيضاً: من يقرر إن كنا جائعين أم لا؟ أهي المعدة أم الدماغ؟

بالمقابل، تحتوي بعض الأطعمة على مواد مثبطة للغدة الدرقية تسمى الجيتروجين (Goitrogens)، وهي مركبات تتداخل مع الوظيفة الطبيعية للغدة الدرقية وتزيد أعراض المرضى المصابين، كما تُحدث تضخماً في الغدة الدرقية، لهذا يُطلق عليها اسم (المواد المُحدثة للدراق)، ومن الأغذية الغنية بهذا المركبات نذكر:

  • منتجات الصويا: وعلى رأسها التوفو.
  • بعض الخضروات: مثل الملفوف والبروكلي واللفت والسبانخ والقرنبيط.
  • بعض الفواكه: مثل البطاطا الحلوة والخوخ والفراولة.
  • المكسرات والبذور: كالصنوبر والفول السوداني.

أفضل الأغذية لمرضى قصور الغدة الدرقية

هناك الكثير من خيارات الطعام إذا كنت مصاباً بقصور الغدة الدرقية، لا يُنصح مريض قصور الدرق سوى بتجنب الأغذية المُحدثة للدراق، عدا عن ذلك يمكن له تناول ما يشاء شرط أن يشمل نظامه الغذائي الأغذية التالية والتي تؤمّن العناصر الغذائية المهمة لصحة عمل الغدة الدرقية بالإضافة إلى دورها في  تعزيز عملية التمثيل الغذائي:

  • البيض: يحتوي صفار البيض على نسب عالية من اليود والسيلينيوم، بينما يعتبر بياض البيض غنياً بالبروتين.
  • اللحوم الحمراء والبيضاء: بما في ذلك لحم الضأن والدجاج.
  • الأسماك والمأكولات البحرية: تُفضل نظراً لغناها باليود، وعلى رأسها السلمون والتونة والجمبري.
  • الخضار والفواكه: يُنصح بدعم النظام الغذائي بشتّى أنواع الخضار، مع ضرورة طهي الأطعمة الغنية بالعناصر المُحدثة للدراق بشكل جيد، إذ يقلل طهيها من فعالية هذه العوامل. كما يعتبر التوت والموز والبرتقال من أفضل الفواكه لمرضى قصور الدرق.
  • الخضار ذات الأوراق الخضراء الداكنة: مثل السلق والتي تحقق نتائج إيجابية نظراً لغناها بالحديد والمغنيزيوم وفيتامين أ، والتي تعتبر عناصر أساسية تحتاجها الغدة الدرقية لكي تعمل بكفاءة.
  • البذور والحبوب الخالية من الغلوتين: مثل الأرز والحنطة السوداء والكينوا وبذور الشيا وبذور الكتان.
  • منتجات الألبان: الزبادي والحليب والجبن جميعها مصادر جيدة لليود، فكوب واحد من الزبادي قليل الدسم يوفر نصف احتياجاتك اليومية من اليود، كما توفر منتجات الألبان أيضاً فيتامين د والذي تزداد الحاجة إليه عند مرضى قصور الدرق.

اقرأ أيضاً: ما هي مصادر الحصول على حاجتنا اليومية من فيتامين د؟

يساعد الاعتماد على نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية غني بالخضار والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون في منع زيادة الوزن المحدثة نتيجة انخفاض مستويات هرمونات الدرق. كما أن النظام الذي يعتمد على البروتين وكمية معتدلة من الكربوهيدرات يساعد في إدارة الوزن، كما يُحسن من معدل الاستقلاب والتمثيل الغذائي للجسم.

علاوة على ذلك، تزيد التمارين الرياضية الهوائية متوسطة الشدة في رفع مستويات هرمونات الغدة الدرقية بالإضافة إلى تعزيز عملية التمثيل الغذائي.

من النصائح المهمة أيضاً التأكيد على أخذ الأدوية المُنشطة للغدة الدرقية قبل الوجبة بساعة أو ساعتين على الأقل، ما لم يقل الطبيب عكس ذلك، حيث قد تمنع بعض امتصاص بعض العناصر الغذائية مثل الألياف والكالسيوم والحديد بشكل صحيح.