ما هي الأطعمة التي يجب إعطاؤها أو تجنبها عند الأطفال من عمر 4 حتى 6 أشهر؟

ما هي الأطعمة التي يجب إعطاؤها أو تجنبها عند الأطفال من عمر 4 حتى 6 أشهر؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إن تغذية الأطفال ذات خصوصية عالية، وخاصة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1 وحتى 5 سنوات، وتُعتبر هذه الفترة جوهرية لكون معظم الملامح الرئيسية الجسمية والعقلية للطفل تترسخ خلال هذه الفترة. يكتسب الطفل خلال هذه الفترة معظم قدراته المعرفية والعقلية الكامنة، حيث إن حصيلة نمو الطفل تتعلق بعاملين: العامل الأول وراثي بحت موروث من الأبوين، والثاني بيئي يتعلق بكل من التغذية والعوامل الصحية المحيطة وعلى رأسها الأمراض. وفي حال لم يحصل الطفل على الأغذية الأساسية فإنه سيعاني من طيف من الأمراض نتيجة لذلك، على رأسها القزامة وضعف المناعة وتراجع الأداء لاحقاً.

دور التغذية المتكاملة عند الأطفال

لكل مرحلة من مراحل نمو الطفل نظام غذائي مناسب، وعلى الأم معرفة مراحل نمو طفلها بالشكل الأمثل لكي تعزز تغذيته بالأطعمة المناسبة أثناء كل مرحلة، حيث يُعتبر حليب الأم الغذاء الأفضل للطفل بعد الولادة مباشرة ولكن لمدة لا تتجاوز الـ 4 أشهر، ومن ثم يُنصح بإدخال الأطعمة الصلبة تدريجياً إضافةً إلى حليب الأم، لأن متطلبات نمو الطفل تزداد بازدياد عمره. كما أثبتت إحدى الدراسات أن إدخال الأطعمة الصلبة في عمر 6 أشهر كان له دوراً كبيراً في تراجع فرص الإصابة بالحساسية والربو.

أهم العناصر الأساسية في تغذية الأطفال

هناك العديد من العناصر الغذائية الهامة التي يحتاج الطفل إليها للنمو والتمتع بصحة جيدة، فالكالسيوم ضروري لبناء العظام والأسنان، ويعتبر الدسم غذاءً أساسياً لتطور الدماغ وتعزيز المناعة، كما يلعب حمض الفوليك دوراً كبيراً في تنظيم عملية انقسام الخلايا، وتأتي أهميته أيضاً في كونه يساهم إلى جانب عنصر الحديد في بناء الخلايا الدموية والحفاظ عليها.

من الواجب التنويه أن حليب الأم حليب فقير بالحديد، ومن هنا تأتي أهمية إدخال الأطعمة الصلبة الغنية بالحديد أو إضافة المكملات الغذائية بعد ذلك العمر.

من الضروري أن يحتوي غذاء الطفل على كميات معتدلة من الزنك وفيتامين أ المهمين لتقوية جهاز المناعة، إضافةً إلى مجموعة فيتامينات ب المهمة للأعصاب.

أما بالنسبة لدور فيتامين سي فهو يتجلى في الوقاية من الالتهابات والمساعدة في التئام الجروح، بالإضافة لتقوية العظام والعضلات.كما يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص الكالسيوم وتثبيت الكلس على العظام. وأخيراً يعتبر فيتامين ك مهماً في منع حدوث الداء النزفي الوليدي عند الأطفال.

اقرأ أيضاً: نظام الطفل الغذائي يبقى أثره مدى العمر

المسموح عند بدء تغذية الأطفال

كما ذكرنا، يُنصح بإدخال الأطعمة الصلبة بعمر 4 أشهر، ولكن يجب تسليط الضوء على نقطة مهمة ألا وهي إدخال كل نوع منها على حدة، وذلك للكشف عن وجود أي حساسية تجاه أي صنف بسهولة.

من الأطعمة التي يحبذ البدء بها عند تغذية الطفل:

  •  حساء البازلاء الغني بفيتامين أ وفيتامين سي والحديد والبروتين والكالسيوم، وهي مكملات مهمة في بناء العظام وفي تقوية جهاز المناعة ومحاربة الالتهاب وتعزيز عمل كريات الدم الحمر.
  • يعتبر هريس الموز غذاءً متكاملاً للطفل بالإضافة لكونه وجبة خفيفة وسهلة الهضم، إلا أن الإفراط في تناوله قد يسبب الإمساك.
  • الأرز البني، حيث يُفضل أخصائيو التغذية والماكرو بيوتيك الاستعاضة عن الأرز الأبيض بالأرز البني، نظراً لكونه أغنى بالألياف والعناصر الغذائية.
  • يعتبر هريس الأفوكادو أحد أهم مصادر الدسم غير المشبعة الضرورية لبناء الجملة العصبية عند الأطفال كالدماغ والنخاع الشوكي والأعصاب، أي أنه عنصر أساسي في تغذية الأطفال لكونه يحقق قفزة نمو جسمانية مهمة، كما أن الأفوكادو مرغوب عند الأطفال نظراً لقوامه الخفيف.
  • أفضل ما قد يقدم للطفل أثناء النمو هو هريس البطاطا الحلوة، فهي مصدر غني بالألياف والمواد المضادة للأكسدة والفيتامينات. 

اقرأ أيضاً: قرارات الآباء المبكرة قد تؤثر على صحة الطفل المستقبلية

ما يجب تجنبه عند تغذية الأطفال

أجسام الأطفال غير مهيأة لهضم بعض الأغذية كالبالغين، نظراً لعدم نضج جهازهم الهضمي بشكل كامل. توجد قائمة من الأغذية التي يُفضل تجنبها وذلك لبعد عمر السنة، من هذه الأغذية:

  • تجنب التغذية بحليب البقر للطفل قبل عمر السنة، والسبب هو احتواء حليب البقر على أضداد موجهة ضد الخلايا البنكرياسية، وبالتالي يكون الطفل معرّضاً أكثر للإصابة بالسكري الشبابي. ومن مساوئ حليب البقر بالنسبة لتغذية الأطفال أنه كامل الدسم وفقير بالحديد وفيتامين هـ والأحماض الدهنية الأساسية لنمو الطفل.
  • يُمنع إعطاء العسل قبل عمر السنة للطفل، نظراً لكونه يحتوي على جرثومة كلوستريديوم البوتولينوم (المطثية الوشيقية) والتي تتواجد في العسل على شكل أبواغ تطلق مادة سامة ويحدث حالة تدعى التسمم الوشيقي.
  • من المُفضل تجنب حليب الصويا والعصائر المحلاة عند تغذية الأطفال لكونها فقيرة بالمغذيات، كما يُمنع إعطاء أي نوع من مشتقات الألبان والأجبان غير المبسترة للأطفال، فهي تحمل خطر التلوث بجرثومة السالمونيلا وبذلك فهي قد تعرض الطفل للإصابة بالحمى التيفية. 
  • التقليل قدر الإمكان من اللحوم المُدخنة الحاوية على مستويات عالية من النترات وبعض أنواع الأسماك الغنية بالزئبق.
  • من الواجب نصح الأم بتجنب استخدام الأطعمة المعلبة قدر الإمكان أثناء تغذية الطفل، نظراً لكونها تفقد قيمتها الغذائية نتيجة التخزين، والاعتماد على صنع الوجبات الطازجة في المنزل.

أصبحت التغذية عند الأطفال علماً قائماً بحد ذاته، حيث إن معرفة الاختلاف بين أجسام الأطفال واحتياجاتها مقارنة بالبالغين أمر مهم يساعدنا في استثمار طاقات النمو الكامنة لديهم بتوفير عوامل بيئية تغذوية مناسبة. إن التقيد بهذه النصائح يجنبنا الوقوع في أخطاء نحن بغنى عنها، وبالمقابل، قد يكون للإفراط بالتغذية آثاراً سلبية متعددة، لذلك يعتبر التوازن هو المعيار الذهبي عندما يتعلق الأمر بتغذية الطفل.