ما هو النظام الغذائي لصيام الحامل في رمضان؟

غذاء الحامل في رمضان
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Rimma Bondarenko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما يتزامن الحمل مع قدوم شهر رمضان تتساءل الحامل عما إذا كان يمكنها صيام رمضان، وما النظام الغذائي الأفضل لها. فبعض الحوامل يتمسكن بطقوس هذا الشهر.

ومع ذلك، تزداد حاجات الحامل من الغذاء مع تقدم حملها، حيث تحتاج الحوامل 200-300 سعرة حرارية إضافية مقارنة بغير الحوامل، وهذه نقطة مهمة لتسليط الضوء عليها عند النظر بالنظام الغذائي للحامل في رمضان.

صيام رمضان أثناء الحمل

تبقى الوصاية العامة تأجيل الصيام لحين انتهاء الحمل وتعويض أيام الصيام التي فاتت عندما تصبح المرأة قادرة على ذلك، ولكن يبقى هذا القرار شخصياً وإذا قررت الحامل صيام رمضان عندئذ يجب استشارة مقدم الرعاية الصحية المُشرف على الحمل قبل البدء بالصيام. 

 سينظر مقدم الرعاية الصحية إلى تاريخ الحمل وإلى وزن الحامل ونمط حياتها وعمر الحمل وما إذا كانت قد تعرضت لأي مضاعفات حتى الآن، حيث تساعده هذه المعلومات بشكل كبير في معرفة كيفية التعامل مع قرار الصيام وما إذا كان هناك أي دعم إضافي تحتاجه الحامل.

اقرأ أيضاً: ما احتياجات المرأة الحامل من العناصر الغذائية؟

أُسس النظام الغذائي للحامل عند صيام شهر رمضان

تُنصح الحوامل كقاعدة أولى بأخذ استراحة من الصيام كل يومين، أي صيام يومين وفطور يوم واحد، ومن أبرز أسس صيام الحامل في رمضان التي تُنصح الحامل باتباعها في كل وجباتها :

  • تناول الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن كالحديد والكالسيوم، مع ضرورة عدم إهمال تناول فيتامينات الحمل بعد وجبة الإفطار.
  • تناول الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف أي الأطعمة ذات الطاقة بطيئة التحرر، مثل المعكرونة المصنوعة من القمح الكامل والشوفان أو النخالة والفول والبقول والمكسرات غير المملحة وخبز القمح الكامل.
  • تناول الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والفاصولياء والبيض.
  • الحرص على شرب الكثير من السوائل أثناء السحور ووجبة الإفطار لتقليل خطر الإصابة بالجفاف.

ومن جهة أخرى، توجد مجموعة من الممارسات التي ينبغي أن تلتزم الحامل بالابتعاد عنها عند صيام شهر رمضان:

  • استهلاك الكافيين لأن الكافيين مدر للبول وبالتالي يُحفز طرح سوائل الجسم، ما قد يعرض الحامل لخطر حدوث الجفاف. 
  • الأطعمة صعبة الهضم لما تُسببه من عسر في الهضم.
  • الأطعمة الحامضة أو الدهنية والتي تسبب مشاكل هضمية كحرقة المعدة، وخاصة بعد صيام ساعات طوال.
  • الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكريات، لأنها تمنح دفعة فورية من الطاقة لكنها لا تُحافظ على الشبع لفترة طويلة.
  • الأطعمة غير المطهية بشكل جيد.

ما الأطعمة الأساسية التي يُحرص على تضمينها في كل وجبة عند الحامل أثناء صيام رمضان؟

أهم عنصر يجب أن يُشارك في كافة وجبات الحامل أثناء شهر رمضان من إفطار وسحور وما بينهما هو “الماء”، حيث يتوجب على الحامل أن تشرب ما بين 8-12 كوباً من الماء والتي يُفضل أن توزع بشكل متساوٍ طوال ساعات الإفطار. كما يُساعد تناول الأطعمة الغنية بالماء مثل الخضار والفاكهة كالخيار والطماطم والشمام الحلو في تعزيز ترطيب الجسم، لهذا تُنصح الحامل بتناول 2-3 حصص من الفاكهة الطازجة كل يوم، وإضافة كميات وفيرة من الخضار إلى وجباتها، إذ تعتبر الخضروات الورقية مصدراً جيداً لحمض الفوليك والحديد، ومن أهم الخضار التي يُنصح بالتركيز عليها عند صيام الحامل السبانخ والكزبرة والنعناع والبصل الأخضر وأوراق الفجل.

لنبدأ بـ ما قبل وجبة الإفطار، يُفضل أن تفطر الحامل بتناول 3 حبات تمر وشرب كوب من العصير الطازج، للحصول على العناصر الغذائية التي تساعد جسم الحامل على استعادة مستويات السكر الطبيعية في الجسم، ويتبع ذلك بتناول كأس من اللبن الرائب الطازج متبوعاً ببعض الحساء.

من المهم أن تكون وجبة الإفطار متوازنة، ولأن جسم الحامل يحتاج الطاقة المخزنة لمساعدته في تجاوز يوم الصيام بأمان، يُنصح بدمج الكربوهيدرات البسيطة والمعقدة في وجبة الإفطار، حيث تؤمن الكربوهيدرات البسيطة حاجات جسم الحامل على المدى القريب بينما تؤمن الكربوهيدرات المعقدة ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض التي تطلق السكر ببطء حاجات جسمها على المدى الطويل مثل الخبز الكامل والأرز البني والشوفان والبطاطا الحلوة ومنتجات الحبوب المتعددة. كما يساعد المحتوى الغني بالألياف في إبطاء إطلاق السكر من الطعام على فترة طويلة من الزمن، إضافةً لأنها تقلل من حدوث الإمساك خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل.

اقرأ أيضاً: لكِ ولطفك: نصائح للمرأة الحامل في رمضان

حتى تكون وجبة الإفطار متكاملة، يجب أن تشكل الأطعمة الغنية بالبروتين ثلث كمية الوجبة، وتشتمل البروتينات المُفضلة للحوامل على اللحوم البيضاء والأسماك والبيض والفول والعدس والصويا والحليب.

أما بالنسبة لـ السحور، فهو الوجبة التي ستوفر مصدر الطاقة للجسم طوال ساعات الصيام، لهذا ينُصح بالتركيز على الأطعمة التي تُطلق السكر ببطء وتضمين البروتين والكربوهيدرات المعقدة والأطعمة الغنية بالألياف، والحرص على تناول وجبة متكاملة من الحبوب الكاملة والبقول والمكسرات والفواكه المجففة والموز والتمر.

ومن النصائح المهمة الأخرى التي تُقدم للحامل في رمضان، تجنب الإفراط في تناول الطعام والاستمتاع بتناول الوجبة ببطء مع العائلة، وذلك تجنباً لاستهلاك سعرات حرارية إضافية ما يعرض لزيادة خطر الإصابة بزيادة الوزن أو السكري الحملي وعسر الهضم والحموضة. كما أنه من المفيد القيام بنزهة قصيرة بعد الإفطار تعزيزاً للاسترخاء وحفاظاً على مستوى النشاط في المساء، وللمساعدة أيضاً في تحسين عملية الهضم وامتصاص الطعام.

ما أهم الآثار الجانبية لصيام رمضان عند الحامل؟

خارج فترة الحمل، يساعد الصيام في زيادة معدل الاستقلاب وحرق السعرات الحرارية ومنع حدوث زيادة الوزن. وبشكل مشابه، قد لا يؤدي صيام شهر رمضان عند الحامل إلى فقدان وزنها وإنما يُساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري الحملي.

من جهة أخرى، توجد بعض الآثار الجانبية السلبية لصيام شهر رمضان على الحامل، وبشكل خاص في حالات الحمل عالية الخطورة، حيث تحتاج الحامل إلى عناصر غذائية أكثر من المعتاد، لهذا قد يؤدي عدم الحصول على كمية كافية من الغذاء خلال النهار إلى إجهاد جسمها، ما يزيد خطر حدوث نوب نقص سكر الدم عند الحامل والولادة المبكرة وانخفاض وزن الوليد.

ومع ذلك، لا يوجد إجماع واضح أو أدلة مثبتة على الآثار الصحية للصيام أثناء الحمل، ويكفي أن تكون الحامل على دراية جيدة ومسبقة بالتأثيرات السلبية التي قد تحدث لاتخاذ قرار مستنير فيما إن كانت ستصوم أم لا استدراكاً لصحتها وصحة جنينها.

اقرأ أيضاً: أغذية أساسية يجب توافرها في إفطار كل مُرضع في رمضان

ختاماً، تُنصح الحامل بالتركيز على شرب السوائل وتضمين 200-300 سعرة حرارية إضافية في وجباتها وأخذ قسط وافر من الراحة أثناء الصيام، وعدم إهمال تناول المكملات الغذائية وفيتامينات الحمل والاتصال بمقدم الرعاية الصحية في حال تحسس وجود أي أعراض مثل الدوخة والصداع والضعف واغمقاق لون البول، والتي قد تشير لحدوث التجفاف.