ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟

ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Jarun Ontakrai
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتم قياس السكر التراكمي عن طريق أحد اختبارات سكر الدم، والذي يُسمى (A1C) أو الهيموغلوبين (HbA1C) أو السكر التراكمي. يقيس هذا الاختبار تركيز السكر المرتبط بالهيموغلوبين في كرية الدم الحمراء على عكس باقي الاختبارات التي تقيس مستوى السكر في مجرى الدم، ما يعطي فكرة عن مستوى السكر طوال الفترة التي بقيت فيه الكرية الحمراء حيّة أي خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية.

لهذا السبب يستخدم الطبيب عادةً السكر التراكمي لمراقبة تراكيز السكر خلال الأشهر السابقة كإحدى أدوات المراقبة والتشخيص للكشف فيما إذا كان المريض ملتزماً بالدواء ويستجيب له. 

تعاني نسبة من مرضى السكري من مستويات مرتفعة للسكر التراكمي، ويؤدي ارتفاعها لفترة طويلة من الزمن إلى حدوث مضاعفات صحية. ولذلك، أوردنا في هذا المقال أهم أساسيات دمج سلوكيات نمط الحياة كممارسة التمارين المنتظمة، ووضع خطة متنوعة للغذاء لتخفيض السكر التراكمي.

اقرأ أيضاً: نصائح أخصائيي التغذية لتحسين نوعية النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري

بماذا يُنصح المرضى الذين يعانون من مستويات غير مضبوطة من السكر التراكمي؟

تتضمن النصائح التي تساعد على ضبط مستويات السكر التراكمي ما يلي: 

  • زيادة النشاط البدني: تُوصي الإرشادات الحالية بأن يمارس مرضى السكري البالغون ما لا يقل عن 150 دقيقة من التمارين البدنية المعتدلة كل أسبوع.
  • عدم إهمال الأنشطة اليومية: تساعد الأعمال المنزلية كالبستنة وترتيب المنزل وتنسيقه في تحفيز حركة الشخص، وهي لا تقل أهمية عن ممارسة التمرين.
  • مراقبة نسبة الغلوكوز في الدم: والذي يعتبر أمراً بالغ الأهمية لمراقبة مقدار ضبط السكر للقيام بالتعديلات اللازمة.
  • وضع خطة علاج مفهومة وواضحة: حول ما يتعلق بتنظيم الوجبات واستخدام الأدوية.
  • إدارة الوزن: وضع هدف واقعي وقابل للتحقيق هو أحد أهم الخطوات لفقدان الوزن حقاً بعيداً عن التثبيط الذي يحدث عند وضع خطة مستحيلة. يساعد فقدان الوزن في ضبط وإنقاص مستويات السكر التراكمي بشكل كبير.
  • تتبع التقدم: والذي يعتبر مفيداً للتحفيز الذاتي ومراقبة التغييرات وتحديد الاستراتيجيات التي تخدم تحقيق أهداف الشخص بالشكل الأفضل.
  • مشاركة التجربة مع الآخرين: من باب التشجيع ومراقبة التقدم.

اقرأ أيضاً: السكر التراكمي: الدليل القاطع للإصابة بداء السكري

هل يساعد المشي في خفض مستويات السكر التراكمي أم يحتاج الشخص تمريناً أكثر شدة؟

ينصح بالمشي أكثر من أي رياضة أخرى لمرضى السكر التراكمي، فبالإضافة إلى أنه مجاني ويمكنك القيام به في أي وقت تريده وفي أي مكان ترغبه، يساعدك المشي في بناء القدرة على التحمل وحرق السعرات الحرارية الزائدة، وجعل قلبك أكثر صحة دون الإفراط في ذلك. فالإصابة بالسكري تتضمن شيئاً من الخصوصية حول قدرة القلب على تحمل التمارين الأكثر شدة، كما قد تتسبب هذه التمارين بحرق أكبر للسعرات ما يعرض الشخص لحدوث نقص في سكر الدم، لذلك يعتبر المشي أفضل رياضة لمرضى السكري، فهو يساعد الجسم على استخدام الإنسولين بشكل أكثر فعالية، كما أنه لطيف على القلب والمفاصل.

النظام الغذائي لمرضى السكر التراكمي المرتفع

تؤدي التغذية دوراً أساسياً في إدارة مستويات السكر التراكمي في الدم، حيث يساعد اتباع خطة غذائية مناسبة في الحفاظ على مستويات السكر التراكمي ضمن المجال الصحي والطبيعي. توجد مجموعة من الخطوط العريضة لمرضى السكري والتي تساعد على تخفيض السكر التراكمي المرتفع لديهم، وهي:

  • مراعاة حجم الحصص الغذائية.
  • تناول الطعام بانتظام كل 3-5 ساعات.
  • تناول حصص متماثلة في الحجم في الوجبات والوجبات الخفيفة، والابتعاد عن تناول وجبة كبيرة وتفويت الوجبة التي تليها.
  • التخطيط للوجبات في وقت مبكر.
  • الاحتفاظ بدفتر عن الطعام والأدوية والتمارين الرياضية.
  • توزيع الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات على وجبات اليوم والابتعاد عن تناول الحصة اليومية منها على دفعة واحدة.
  • اختيار الأطعمة الأقل معالجة أو الأطعمة الكاملة مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات والبقوليات والمكسرات.
  • اعتماد نظام غذائي متوازن متكامل يحتوي على البروتينات والدسم والكربوهيدرات الصحية.
  • طلب المساعدة من أخصائي التغذية في حال كان يشعرك أنك تحت إشراف الطبيب بثقة أكبر.

الأغذية غير المحبذة لدى مرضى السكر التراكمي غير المضبوط

أي طعام منخفض القيمة الغذائية وعالي السكر والكربوهيدرات غير الصحية هو طعام غير محبذ لدى مرضى السكر التراكمي غير المضبوط، وحتّى لأي شخص آخر، ومن تلك الأغذية:

  • الأطعمة والمشروبات المحلاة مثل السكاكر والمشروبات الغازية.
  • الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية المشبعة كالبطاطس المقلية والوجبات السريعة المقلية.
  • الخبز الأبيض والأرز والمعكرونة ،حيث يفضل استبدالها بالأرز البني أو المعكرونة المصنوعة من الحبوب الكاملة.
  • القهوة، ولا يُقصد بذلك القهوة السوداء فتلك منخفضة السعرات الحرارية، وإنما القهوة المضاف إليها الحليب المحلى والكريما المخفوقة.
  • رقائق الذرة، حيث تعتبر منخفضة القيمة الغذائية ولا تحتوي على مقدار كافٍ من الألياف، ما يجعلها لا تصح كوجبة إفطار.
  • العسل وشراب القيقب وعصير الفاكهة والفواكه المجففة، فعلى الرغم من فوائدها العديدة فإنها تحتوي على مستويات عالية من السكر.
  • الوجبات المعلبة نظراً لاحتوائها على كميات كبيرة من السكر والمواد الحافظة، ويفضل دائماً تحضير الطعام في المنزل.

اقرأ أيضاً: علاج تجريبي واعد لمرض السكري يعيد للبنكرياس القدرة على إنتاج الإنسولين

ما هي كمية الفواكه المسموحة يومياً لدى مريض ذي مستويات سكر تراكمي عالية؟

يعتبر تناول الفاكهة طريقة لذيذة لإرضاء الجوع وتلبية الاحتياجات الغذائية اليومية، ومع ذلك فإن معظم الفواكه تحتوي على السكر، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت الفاكهة مناسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري.

يتم اختيار الفاكهة المناسبة لمرضى السكري التراكمي المرتفع عن طريق (المؤشر الغلايسيمي)، والذي يعبّر عن مستوى السكر الذي تحتويه الفاكهة. يتم من خلال هذا المؤشر تصنيف الأطعمة على مقياس من 1 إلى 100، وهذا يشير إلى مدى السرعة التي يرفع بها الطعام من مستوى السكر في الدم، فكلما كان هذا المؤشر منخفضاً كلما كان أفضل للمرضى.

تعتبر الفواكه ذات المؤشر الغلايسيمي المنخفض من أفضل الأغذية التي تساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم، ومن أهمها نذكر:

  • التفاح.
  • الأفوكادو.
  • العليق أو التوت الأسود.
  • الكرز.
  • الحمضيات وعلى رأسها الغريب فروت. 
  • الخوخ والإجاص.
  • الفراولة.
  • الكيوي والمانجو.
  • الموز غير الناضج.

وعلى الرغم من أن الفواكه ذات المؤشر الغلايسيمي العالي آمنة للمرضى، فإنه يفضل الابتعاد عنها. ونذكر منها:

  • الموز الناضج.
  • التمور المجففة.
  • البطيخ.
  • الأناناس.

يذكر أن الفواكه عالية المؤشر الغلايسيمي لا تزال تحتوي على كربوهيدرات أقل من الوجبات الخفيفة الأخرى الأقل كثافة. فعلى سبيل المثال، تحتوي موزة واحدة كبيرة نحو 30 غراماً من الكربوهيدرات، بينما تحتوي قطعة من كعكة الشوكولاتة على ما يعادل 55 غراماً. لذلك يُفضل التركيز على الحد من تناول الأطعمة الأخرى عالية الكربوهيدرات قبل الاستغناء عن الفاكهة.

لا تزال الإرشادات التي تنصح بتناول 5 حصص من الفاكهة جيدة بالنسبة للمرضى السكريين مع تعديل مقدار الحصة الواحدة، وتُقدر الحصة الواحدة بفاكهة متوسطة الحجم أما بالنسبة للفاكهة الصغيرة مثل التوت فكوب واحد يعادل حصة واحدة.

من جهة أخرى، في حال كنت تريد حصتك من الفاكهة على شكل عصير فالحصة الواحدة تعادل نصف كوب، وأما بالنسبة للفواكه المجففة مثل الزبيب والكرز فهي ملعقتان كبيرتان.

اقرأ أيضاً: بدائل السكر: هل هي آمنة لمرضى السكري؟

نظام غذائي لمرضى السكر التراكمي غير المضبوط

عندما يتعلق الأمر بالسكري، فالخطة الغذائية هي علاج بحد ذاتها، إذ تساعد على التحكم في نسبة غلوكوز الدم وفي إدارة الوزن والتحكم في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب مثل: ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم.

على النظام الغذائي لمرضى السكري أن يتكون من ثلاث وجبات يومياً، والتي يتم تناولها في أوقات منتظمة ومتوافقة مع استخدام الإنسولين. يتضمن النظام الغذائي الجيد لمرضى السكري التراكمي غير المضبوط:

  • تضمين المزيد من الخضروات غير النشوية مثل البروكلي والسبانخ والفاصوليا الخضراء في النظام الغذائي.
  • تضمين كمية أقل من السكريات المضافة والحبوب المكررة مثل الخبز الأبيض والأرز والمعكرونة.
  • التركيز على الأطعمة الكاملة بدلاً من الأطعمة المعالجة.
  • الاعتماد على الكربوهيدرات الصحية البسيطة، والتي تعتبر سهلة الهضم مثل البقوليات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • تجنب الكربوهيدرات الأقل صحة مثل الأطعمة أو المشروبات المحلاة والأغذية عالية الأحماض المشبعة والصوديوم.
  • الاعتماد على البروتين الصحي قليل الدهون مثل الأسماك، حيث إن تناول المأكولات البحرية مرتين أسبوعياً صحي للقلب، فهي غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي قد تمنع الإصابة بأمراض القلب. 

مثالٌ على نظام غذائي يمكن تطبيقه لمدة أسبوع عند مرضى السكر التراكمي غير المضبوط

يمكن تعديل النظام التالي بإنقاص أحد المكونات في حال كنت تفضّل ذلك، ولكنه يتضمن النسبة العُظمى لعدد السعرات الحرارية، فلا يُحبذ إضافة أي مكون آخر إليه. بشكل عام على الوجبة الواحدة أن تتضمن 10-35% من البروتين و45-65% من الكربوهيدرات، والباقي دُسم.

يتضمن الإفطار شريحة متوسطة من الخبز الأسمر كامل الحبوب مع ملعقتين صغيرتين من المربى ونصف كوب من حبوب القمح الكاملة مع كوب من الحليب قليل الدسم وحصة واحدة من الفاكهة وقهوة.

أما بالنسبة لوجبة الغذاء فهي شطيرة من القمح كامل الدسم، مكونة من اللحم الأحمر والجبن قليل الدسم وطماطم وخس، مع تفاحة متوسطة الحجم.

تتضمن وجبة العشاء قطعة من سمك السلمون مع كمية معتدلة من البطاطس المخبوزة ونصف كوب من الجزر المطبوخ مع نصف كوب من الفاصولياء الخضراء، بالإضافة إلى الشاي المثلج غير المُحلى.

اقرأ أيضاً: السكر يقتل: وجهُ السكر الأشدُ مرارة

وأما بالنسبة للوجبات الخفيفة، فيمكن تناول 2-3 منها على مدار اليوم، ويُفضل أن تكون إما حصة واحدة من الفاكهة وإما نصف كوب من الفشار.