ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى القصور الكلوي؟

ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى القصور الكلوي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ New Africa
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تتطلب إدارة القصور الكلوي تعديل النظام الغذائي وجعله غنياً بالأغذية التي تُحسّن صحة الكليتين وفقيراً بتلك التي تزيد العبء عليهما. وبعيداً عن الحميات الصارمة التي تُملي علينا ما يجب تناوله وما يجب تجنبه، نقدم لك 5 خطوط عريضة تُسهّل عليك فهم أساسيات النظام الغذائي لمريض القصور الكلوي حتّى تختار ما يناسبك وتضع نظامك الغذائي على هذا الأساس.

الخطوة الأولى: اعتماد الأطعمة التي تحتوي على القليل من الملح والصوديوم

يساعد الحد من الصوديوم إلى ما دون 2300 مليغرام يومياً في التحكم في ضغط الدم والحفاظ عليه منخفضاً، فكما نعلم يعتبر ارتفاع التوتر الشرياني أحد أهم العوامل التي تسيء لوظيفة الكلية وتراجعها.

ينصح بالاعتماد على الأطعمة الطازجة، لأن الصوديوم يُضاف بشكل روتيني إلى العديد من الأطعمة الجاهزة أو المعلبة، لهذا السبب يُنصح المرضى بإعداد الأطعمة والوجبات منزلياً، إذ يمنحك ذلك شيئاً من السيطرة على ما يدخل سبيلك الهضمي. 

كما يُنصح مرضى القصور الكلوي باستخدام التوابل والأعشاب الخالية من الصوديوم بدلاً من الملح، والتحقق دائماً من نسبة الصوديوم على ملصقات عبوات الطعام، وتعني القيمة اليومية البالغة 20% أو أكثر بأن الطعام يحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، ويفضل شراء تلك التي تحتوي على 5% أو أقل.

نصيحة أخرى هي غسل الخضروات والفواكه والبقوليات واللحوم والأسماك المعلبة بالماء قبل تناولها؛ إذ يساعد ذلك في التخلص من جزء من الملح والصوديوم الزائد.

اقرأ أيضاً: اعتلال الكلى السكري وكيف يحافظ مريض السكري على الكلى

الخطوة الثانية: تناول الكمية المناسبة والأنواع المناسبة من البروتين

تقليل البروتين يساعد في حماية الكليتين، نظراً لأنه يمتلك مستقلبات لا تُطرح إلا عن طريق الكليتين، وبالتالي يزيد تناول الكثير من البروتينات العبء على وظيفتهما، حتّى تصبح الكليتان غير قادرتين على طرح المستقلبات ما يؤدي إلى تراكمها في الجسم.

يُنصح بحصة وحيدة من البروتين في كل وجبة، وتعادل الحصة الواحدة 2-3 أونصة من اللحوم والأسماك أو نصف كوب من الزبادي أو شريحة واحدة من الجبن أو نصف كوب من البقوليات. ومن البروتينات الحيوانية نذكر:

  • الدجاج.
  • الأسماك والمأكولات البحرية.
  • اللحوم الحمراء.
  • البيض.
  • الألبان.

ومن أهم أغذية البروتين النباتي نذكر:

  • البقوليات وعلى رأسها الفول والبازلاء.
  • المكسرات.

الخطوة الثالثة: اختر الأطعمة الصحية للقلب والجهاز الوعائي

صحة الكليتين من صحة القلب، إذ يساعد تناول الأطعمة الصحية في تقليل تراكم الدهون والشحوم حول الأوعية الدموية التي تغذي القلب والكليتين وبشكل خاص الشريان الكلوي، ما يُحسّن بدوره من التدفق الدموي للكلية ويحافظ على وظيفتها.

لذلك يُنصح بشوي الأطعمة وخبزها وتحميصها بدلاً من قليها، أو طهيها باستخدام بخاخ طهي غير لاصق أو بكمية قليلة من زيت الزيتون عوضاً عن الزبدة. والحرص على إزالة الدهون من اللحوم وإزالة الجلد من لحم الدجاج قبل الأكل.

كما يُفضل الحد من الدهون المشبّعة وقراءة ملصقات الأطعمة قبل شرائها لمعرفة مدى احتوائها على الدهون التي تسيء لوظيفة القلب والكليتين واختيار ما نود شراءه على هذا الأساس. ومن الأطعمة الصحية لوظيفة الكليتين والقلب نذكر:

  • اللحوم الخالية من الدهون.
  • لحم الدجاج بعد إزالة الجلد.
  • السمك.
  • البقوليات.
  • الخضروات والفاكهة.
  • منتجات الألبان قليلة أو خالية الدسم.

كما يُفضل التقليل من استهلاك الكحول عند مرضى القصور الكلوي، على ألا تتجاوز الكمية المتناولة يومياً مشروباً واحداً عند الإناث أو مشروبين عند الذكور، فاستهلاك الكثير من الكحول لا يضر بالكليتين فحسب، وإنما بالكبد والقلب والدماغ ويسبب مشكلات صحية خطيرة. 

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى النقرس؟

الخطوة الرابعة: اختر الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة قليلة من الفسفور

يحتاج مريض القصور الكلوي إلى الحد من الأطعمة الغنية بالفوسفور، وبشكل خاص عندما تبدأ وظيفة الكليتين بالتدهور والتراجع، حيث يتراكم الفوسفور في الدم عندما تعجز الكليتان عن طرحه ما يؤدي إلى سحب الكالسيوم من العظام، ما يجعلها ضعيفة وأكثر عرضة للإصابة بالكسور. من جهة أخرى، تتسبب المستويات العالية من الفوسفور بأعراض تشابه أعراض التحسس أو التسمم الغذائي مسببةً حكة جلدية وآلاماً عظمية ومفصلية.

تعتبر اللحوم الباردة من أغنى الأطعمة بالفوسفور والصوديوم وخاصةً المُدخنة منها، ومن الأطعمة الأخرى الغنية بالفوسفور نذكر:

  • اللحوم البيضاء والحمراء.
  • الشوفان.
  • منتجات الألبان.
  • البازلاء والمكسرات والعدس.

قد يبدو مربكاً كيف ننصح باستهلاك البروتين باعتدال على الرغم من غناه بالفوسفور، الفكرة تكمن بالحد من الأغذية الغنية بالفوسفور عندما يدخل المريض بقصور كلوي صريح يتطلب غسيل الكلى، أما في المراحل المبكرة من المرض الكلوي فيُسمح باستهلاكها باعتدال. بالمقابل، من الأطعمة الفقيرة بالفوسفور والتي يُنصح مريض القصور الكلوي بضمها إلى نظامه الغذائي:

  • الفواكه والخضروات الطازجة.
  • الخبز والمعكرونة والأرز والذرة.
  • حليب الأرز غير المدعم.

وإلى جانب تعديل النمط الغذائي، ينصح بتناول الأدوية الطارحة للفوسفور في المراحل المتقدمة من القصور الكلوي، حيث يرتبط الدواء بالفوسفور عند وصوله للمعدة ويشكل مُعقداً قابلاً للطرح خارج الجسم عبر السبيل الهضمي، وبذلك لا يدخل الفوسفور إلى الدم أبداً.

الخطوة الخامسة: اختر الأطعمة التي تحتوي على الكمية المناسبة من البوتاسيوم

يساعد البوتاسيوم في التحكم بوظيفة الأعصاب والعضلات والسماح لها بالعمل بشكل متوازن وصحيح، إذ يساعد البوتاسيوم في تشكيل وتكوين حزم السيالات العصبية وإرسالها عبر الأعصاب، وتحدث المشكلات عادةً عندما تكون مستويات البوتاسيوم في الدم مرتفعة جداً أو منخفضة جداً.

قد تكون الكليتان في المراحل المتقدمة من المرض الكلوي غير قادرة على طرح البوتاسيوم، ما يؤدي إلى تراكمه في الدم والذي بدوره يسبب مشكلات قلبية خطيرة. لهذا السبب، فإن الحد من استهلاك الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تضع المريض في دائرة الخطر يعتبر أساسياً.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟

ينصح بتجنب بدائل الملح نظراً لاحتوائها على نسبة عالية جداً من البوتاسيوم، إذ نحصل على بديل الملح عن طريق استبدال الصوديوم بالبوتاسيوم أو المغنيزيوم، كما ينصح بتصفية المعلبات قبل تناولها وغسلها بالماء في محاولة منّا للتخلص من الصوديوم والبوتاسيوم الزائد. ومن الأطعمة منخفضة البوتاسيوم والتي تعتبر ضرورية في النظام الغذائي لمريض المراحل المتقدمة للقصور الكلوي:

  • التفاح والخوخ والجزر.
  • العنب والتوت البري.
  • الفاصوليا الخضراء.
  • الخبز الأبيض والمعكرونة.
  • الأرز الأبيض.
  • حليب الأرز غير المدعم.

وبالمقابل، يُفضل الابتعاد عن الأطعمة التالية بسبب غناها بالبوتاسيوم:

  • البرتقال والموز.
  • البطاطس والطماطم.
  • الأرز البني.
  • حبوب النخالة.
  • منتجات الألبان.
  • خبز القمح الكامل والمعكرونة المصنوعة من القمح الكامل.
  • البقوليات.
  • المكسرات.