ما الوجبات المصممة طبياً وكيف يمكن أن تؤثر على الصحة العامة والاقتصاد؟

ما الوجبات المصممة طبياً وكيف يمكن أن تؤثر على الصحة العامة والاقتصاد؟
تمثّل الوجبات المصممة غذائياً شريان حياة للمرضى والأشخاص الذين لا يستطيعون الخروج من منازلهم. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يقول الكثيرون إن تناول الطعام الصحي يساعد على تجنّب الإصابة بالأمراض. وبالفعل، فإن الحصول على المواد المغذّية يعتبر طريقة فعّالة للوقاية من بعض أنواع الأمراض. يمكن أن يؤدي تناول الطعام الصحي أيضاً دوراً في علاج الأمراض الخطيرة أو المتعلقة بالنظام الغذائي مثل داء السكري وعوز المناعة المكتسب والفشل القلبي. تتمثّل إحدى الطرق الشائعة التي يتبعها الأشخاص المصابون بهذه الأمراض في تناول الوجبات المصممة طبياً، والتي تعتبر مخصصة ومجهّزة بطريقة تناسب احتياجات المريض. يمكن استخدام هذه الوجبات أيضاً من قبل الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والذين خرجوا من المستشفى منذ وقت قريب.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعد تناول هذه الوجبات التي تلبي احتياجات طبية معينة على توفير الكثير من المال.

فوائد صحية ومالية للوجبات المصممة طبيّاً

وجدت دراسة نشرت بتاريخ 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 في مجلة شبكة الجمعية الطبية الأميركية المفتوحة أن تطبيق المزيد من البرامج التي تعمل على تحضير الوجبات المصممة طبياً وتوفيرها يمكن أن يقلل من عدد حالات الدخول إلى المستشفى عبر الولايات المتحدة، ويساعد على توفير 13.6 مليار دولار سنوياً. استخدم مؤلفو الدراسة بيانات مسح عام 2019 الذي أجرته لجنة مسح الإنفاق الطبي وبيانات تم جمعها في أبحاث منشورة أخرى تتعلق بتأثير برامج الوجبات المصممة طبياً على الصحة العامة. ووجدوا أن تطبيق المزيد من هذه البرامج عبر البلاد يمكن أن يقي من 1.6 مليون حالة دخول إلى المستشفى، بالإضافة إلى توفير كمية كبيرة من المال. سيتم توفير معظم هذه الأموال في البرامج العامة مثل برنامج الرعاية الطبية الأميركي (مديكير) وبرنامج المساعدة الطبية الأميركي (مديكيد).

قال المؤلف الرئيسي للدراسة والمرشح لنيل شهادة الدكتوراة في برنامج كلية فريدمان للتغذية والعلوم والسياسة في جامعة تافتس، كورت هيغر (Kurt Hager)، في بيان صحفي: “حالياً، لا تقدّم البرامج مثل مديكير ومديكيد برامج الوجبات المصممة طبياً. لذلك، فهي غير متوفرة للأغلبية الساحقة من المرضى الذين قد يستفيدون منها”، وأضاف: “تعتبر هذه البرامج بالنسبة للأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة والمشكلات الجسدية التي تمنعهم من التسوق والطبخ بأنفسهم آلية واعدة للغاية تساعدهم على تحسين صحتهم ورفاهتهم. وهذا واضح من الانخفاض المقدّر في عدد حالات الدخول إلى المستشفى والأموال التي يمكن توفيرها بتطبيق هذه البرامج”.

تتم إدارة معظم برامج الوجبات المصممة طبياً في البلاد من قبل المنظمات مثل منظّمة خدمات المجتمع (Community Servings) ومنظّمة محبة الله التي نقدّمها (God’s Love We Deliver) ومنظّمة الغذاء هو دواء (Food is Medicine). قدم النائب في الكونغرس الأميركي، جيم ماكغوفرن (Jim McGovern) مشروع قانون الوجبات المنزلية المصممة طبياً التجريبي لعام 2021، وهو برنامج تجريبي تم إنشاؤه لتطوير أكبر برنامج خاص بالوجبات المصممة طبياً تابع لبرنامج مديكير. يتم تمويل هذا البرنامج حالياً من خلال مزيج من المنح والتبرعات وإعفاءات القسم 1115 بموجب برنامج مديكير. تساعد برامج الوجبات المصممة طبياً أيضاً الأشخاص ذوي الدخول المنخفضة والذين لا يستطيعون الحركة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي. توفّر معظم هذه البرامج 5 وجبات غداء و5 وجبات عشاء خلال الأسبوع للمرضى المؤهلين.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر الطعام غير الصحي على نمو أدمغة المراهقين؟

غذاء علاجي أيضاً

قال الأستاذ في كلية فريدمان والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، داريوش موزافاريان (Dariush Mozaffarian)، في بيان صحفي: “لا يقتصر تأثير الغذاء على الوقاية من الأمراض، بل إنه يساعد في العلاج بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من المشكلات الصحية المعيقة مثل الفشل القلبي وداء السكري الخارج عن السيطرة وعوز المناعة المكتسب والسرطان”، وأضاف: “من خلال تناول الوجبات المصممة طبياً، يتم استخدام تأثير الغذاء الصحي لعلاج المرضى وتوجيههم نحو الشفاء. تبين دراستنا أن توسيع برامج الوجبات المصممة طبياً لتغطي جميع أنحاء البلاد، وهو إحدى التوصيات الأساسية في استراتيجية الرئيس الأميركي جو بايدن (Joe Biden) ونائبته كامالا هاريس (Kamala Harris)الوطنية للتعامل مع نقص الغذاء والتغذية والصحة، سيساعد في حل مشكلات نظام الرعاية الصحية وتوفير مليارات الدولارات سنوياً”.

اقرأ أيضاً: هل هناك نوع واحد من الطعام يمكننا الاكتفاء به؟

يعمل الباحثون في جامعة تافتس حالياً مع منظّمة خدمات المجتمع وكلية تشان للطب في جامعة ماساتشوستس لتطوير تقييم يمتد عدة سنوات لبرامج الوجبات المصممة طبياً في ولاية ماساتشوستس. سيدرس الباحثون الطريقة التي تؤثر فيها برامج الوجبات المصممة طبياً على معدلات السمنة والإصابة بداء السكري وانعدام الأمن الغذائي وتطبيق سياسات الرعاية الصحية في هذه الولاية.