هل الكيتو مناسب لمرضى السكري من النوع الأول؟

4 دقيقة
هل الكيتو مناسب لمرضى السكري من النوع الأول؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Chinnapong
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في العقود الأخيرة ارتفعت شعبية حمية الكيتو كنظام غذائي يساعد على إنقاص الوزن، وعلاج بعض الأمراض المزمنة كالسرطان والصرع بالإضافة للسكري. ولكن، لا يزال هناك قلق وتخوّف من المضاعفات التي قد يُحدثها نظام الكيتو الغذائي في الجسم بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول تحديداً، فهل تناسب حمية الكيتو مرضى السكري من النوع الأول؟

ما هو مرض السكري من النوع الأول؟

المصدر الأساسي للطاقة في جسم الإنسان هو سكر الجلوكوز الذي ينتج عن تحطيم الكربوهيدرات المتناولة في الوجبات الغذائية، لذا فإن أي خلل في نسبة السكر في الدم يعني الإصابة بمرض السكري.

لنقل السكر من الدم إلى داخل الخلايا تُفرز الخلايا بيتا في البنكرياس هرمون الإنسولين الذي يرتبط بمستقبلات خاصة على سطح الخلية مسؤولة عن فتح بوابات في غشاء الخلية تسمح بتدفق الجلوكوز إلى داخل الخلية.

في داء السكري من النوع الأول السكري من النوع الأول، يدمر الجهاز المناعي الخلايا التي تصنع الإنسولين في البنكرياس، فلا ينتج الإنسولين أو ينتجه بكميات قليلة، ما يمنع إمداد خلايا الجسم بالجلوكوز، وتراكمه في الدم إلى مستويات عالية وخطيرة.

تتفاوت أعراض الإصابة بداء السكري من النوع الأول وفقاً لشدتها، وتتراوح بشكل عام بين العطش والجوع حتى بعد تناول الطعام، وجفاف الفم، وكثرة التبول، والرؤية الضبابية.

اقرأ أيضاً: ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

نظام الكيتو الغذائي

الكيتو هو أحد الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات (5-10%)، والغنية بالدهون (60-85%)، والمعتدل البروتين (15-30%)، بحيث لا تزيد كمية الكربوهيدرات المتناولة يومياً على 30 ملليغراماً، ما يسمح بانخفاض نسبة السكر في الدم. وبما أن الجلوكوز هو مصدر الطاقة في الجسم، فلا بُدّ من إيجاد بديل له، وهو الدهون المخزّنة في الجسم .

يتم تحطيم الدهون للحصول على الطاقة على شكل كيتونات بوجود الإنسولين، في عملية تُعرف بالكيتوزية، أي ليدخل الجسم هذه الحالة، يجب انخفاض نسبة الإنسولين والسكر في الدم.

فوائد حمية الكيتو

تنتج عن استنزاف احتياطي الجسم من السكريات في نظام الكيتو الغذائي مجموعة من الفوائد ومنها:

  • فقدان الوزن: تُعزز الحالة الكيتوزية التمثيل الغذائي في الجسم، وتقلل من إفراز هرمونات الجوع، ما يعزز فقدان الوزن.
  • علاج حب الشباب: تغير الكربوهيدرات المكررة والدهون غير الصحية حالة التوازن لبكتيريا الأمعاء ما ينعكس على صحة الجلد ويؤدي لظهور حب الشباب، لذا فإن انخفاض الكربوهيدرات في حمية الكيتو يساعد في تقليل حب الشباب.
  • الحماية من بعض أنواع السرطان: في دراسة نُشرت في دورية “ريدوكس بيولوجي” (Redox Biology)، أثبت الباحثون إمكانية استخدام النظام الغذائي الكيتوني إلى جانب كل من العلاج الكيميائي والإشعاعي في علاج بعض أنواع السرطان. وعزوا ذلك إلى الإجهاد التأكسدي الذي يحدثه النظام الكيتوني في الخلايا السرطانية بما يفوق الخلايا الطبيعية.
  • تحسين صحة القلب: بيّنت دراسة نُشرت في دورية “المغذيات” (Nutrients)، انخفاض كل من الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية وارتفاع الكوليسترول الجيد لدى الأفراد المشاركين في الدراسة والذين خضعوا لحمية الكيتو، ما يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية.
  • يقلل نوبات الصرع: وفقاً لمؤسسة الصرع، قد يقلل النظام الغذائي الكيتوني من حدة وتواتر نوبات الصرع.

اقرأ أيضاً: هل تساعدك حمية الكيتو في فقدان الوزن حقاً؟

الاختلاف بين الكيتوزية والحماض الكيتوني

بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول، لا بُدّ من توضيح الاختلاف بين الكيتوزية وحالة الحماض الكيتوني، وهي الحالة التي تزداد فيها نسبة الأحماض الكيتونية في الجسم نتيجة انخفاض مستويات الإنسولين، وتمثل تهديداً خطيراً على حياتهم. إذاً، يتعلق الأمر بمستوى الكيتونات، حيث ينتج عن الكيتوزية إنتاج منظم للكيتونات، بينما ترتفع نسبتها بشكل مفرط في حالة الحماض الكيتوني.

حمية الكيتو وتأثيرها على مرضى السكري من النوع الأول

أثبتت دراسة نُشرت في دورية “طب السكري” (Diabetic Medicine) أنه يمكن لنظام الكيتو أن يتحكم في نسبة سكر الدم، ويقلل من احتياجات الجسم للإنسولين، إلا أن بعض المضاعفات قد تصيب الأفراد المصابين بمرض السكري من النوع الأول بشكل خاص. ومن أهم هذه المضاعفات وفقاً لموقع هيلث لاين الطبي:

  • الإصابة بانخفاض سكر الدم: يلجأ المصابون بالسكري من النوع الأول لاستخدام جرعات من الإنسولين سريع المفعول لضبط نسبة السكر في الدم وفقاً لنسبة السكر في الدم. إذا كانت جرعات الإنسولين غير مدروسة فإنها تسبب بالتآزر مع نظام كيتو الغذائي انخفاضاً شديداً في نسبة السكر في الدم إلى ما دون 70 ملليغراماً في الديسيليتر. يمكن لمستويات السكر المنخفضة في الدم أن تؤدي لمشكلات صحية كالدوار والغثيان وصعوبة التركيز وحتى فقدان الوعي.
  • فقدان الوزن غير المرغوب به: يساعد نظام الكيتو بشكل عام على فقدان الوزن نتيجة تأثيره على هرمونات الجوع، ما يمنح شعوراً بالامتلاء، بالإضافة إلى تأثير البروتينات التي يتم تناولها بكميات أكبر من الكربوهيدرات، إلا أن فقدان الوزن بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول قد يكون غير آمن وبشكل خاص لمن يعاني من نقص الوزن.

هل يمكن لمرضى السكري من النوع الأول اتباع حمية الكيتو؟

بشكل عام يجب تجربة نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات قبل اتباع نظام الكيتو، والخضوع لمراقبة طبيب مختص لمتابعة تأثيراته على الجسم قبل أن يتم اتخاذ القرار بالأمان النسبي لحمية الكيتو، وتخطيط البرنامج المناسب لك، مع تعديل جرعات الإنسولين والأدوية الفموية لمنع حدوث المضاعفات.

كما قد يُمنع بعض الأفراد المصابين بالسكري من النوع الأول من اتباع حمية الكيتو، بسبب الآثار الصحية والمضاعفات الخطيرة على صحتهم، وهم الفئات التالية:

  • من يعاني من انخفاض سكر الدم المزمن.
  • المصابون بنقص الوزن أو اضطرابات الأكل.
  • الأطفال والمراهقون تحت سن الـ18 عاماً.
  • المرضعات والحوامل.
  • المستجيبون لفرط الكوليسترول.

أطعمة يمكن لمرضى السكري تناولها

لا يوجد نظام غذائي مخصص لمرضى السكري من النوع الأول، لكن يمكن لأخصائي التغذية أن يصمم نظاماً غذائياً منخفض الكربوهيدرات يناسب المريض على المدى الطويل. إن ما يهم حقاً هو مطابقة الإنسولين مع كمية الكربوهيدرات التي تتناولها، لذا يجب حساب كمية الكربوهيدرات للتحكم في الإنسولين، مع المحافظة على القيمة الغذائية العالية لمكونات النظام الغذائي. تختلف نسب المكونات الغذائية، ولكن يمكن لمرضى السكري من النوع الأول اتباع الإرشادات التالية:

  • اختيار الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهن، والدواجن، والسمك والبيض والفول والعدس والبيض ومنتجات الألبان قليلة الدسم.
  • الخضروات غير النشوية لأنها ذات قيمة غذائية عالية ومحتوى قليل من السكريات، مثل الخس والجرجير والفلفل والباذنجان والفطر والفاصولياء.
  • المكسرات والبذور والبقوليات: تشكل جميعها مصدراً جيداً للألياف التي تحرر السكر في الدم ببطء، بالإضافة لكونها أحد مصادر البروتين، ومن الأمثلة عنها:
    • المكسرات: الجوز واللوز والبندق.
    •  البذور: بذور الشيا واليقطين.
    • البقوليات: كالعدس والحمص والفاصولياء.
  • الحبوب الكاملة: على الرغم من غناها بالألياف، فإنها أيضاً مصدر للكربوهيدرات، لذا يجب تناولها بحذر ووفقاً لتوصيات أخصائي التغذية. توجد في الخبز الأسمر ومعكرونة الحبوب الكاملة.
  • الدهون الصحية: تمنح الدهون الصحية شعوراً بالشبع والامتلاء، ومنها الأفوكادو وزيت الزيتون والأسماك الزيتية كالسردين والتونة.

 اقرأ أيضاً: كم يمكن لمريض السكري أن يتناول يومياً من الخبز؟

قد يتساءل العديد الآن: إذاً هل من الآمن اتباع مرضى السكري من النوع الأول حمية الكيتو؟ إن الإجابة عن هذا السؤال مرتبطة بمجموعة من العوامل، مثل إدارة المرض، ووزن الجسم، والسجل الطبي للمريض، وهو ما لا يستطيع تحديده سوى الطبيب المختص والمشرف على الحالة الصحية، فاستشر طبيبك دائماً.