شارك
الرئيسية
قد تكون من معارضي التدخين وتكره رائحة الدخان، لكنك مع ذلك تندرج في قائمة المدخنين، فيما يُعرف بـ “التدخين السلبي“، وهذه هي الحالة التي يجلس فيها شخص ما مع آخر يدخن، فيستنشق دخان التبغ الذي ينطلق في الهواء محملاً بالمواد الكيميائية الملوثة، ما يهدد الصحة، وقد يصاب المدخن السلبي بأمراض التدخين التي قد يصعب علاجها. ويتعرض للتدخين السلبي الجميع تقريباً بدءاً من الأطفال الرضع وصولاً إلى كبار السن، ما يجعل الأمر خطيراً.
كيف يتأثر غير المدخنين بالتدخين السلبي؟
وفقاً لـ “منظمة الصحة العالمية” (WHO)، يموت كل عام 8 ملايين إنسان بسبب التبغ، منهم 1.2 مليوناًً من المدخنين السلبيين، فالتدخين السلبي يؤثر على الجسم بعدة طرائق، ويعرضه لمخاطر عديدة من ضمنها:
- الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، من ضمنها ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
- تهديد الرئة نتيجة بعض الأمراض مثل الانسداد الرئوي المزمن والربو والتهابات الشعب الهوائية والتهابات الجهاز التنفسي.
- زيادة احتمالية الإصابة بأحد أنواع السرطان، مثل: سرطان الرئة والمثانة والمعدة والثدي والدماغ وغيرها.
- يعاني الأطفال المعرضون للتدخين السلبي من ضيق التنفس وكثرة السعال والعطس ومشكلات في التنفس وكثرة التهابات الأذن.
- تأثر العيون ببعض الأمراض مثل: إعتام عدسة العين، وكذلك الأسنان، مثل: تلوث الأسنان.
- مواجهة مشكلات في التعلم.
- يتأثر سلوك الشخص المعرض للتدخين السلبي.
- وفاة الأطفال حديثي الولادة بصورة مفاجئة، فيما يُعرف بـ “متلازمة موت الرضيع المفاجئ”.
اقرأ أيضاً: اكتشاف نوع جديد من خلايا الرئة يحيي الآمال بعلاجات واعدة للانسداد الرئوي المزمن وأضرار أخرى يسببها التدخين
متى يبدأ تأثير التدخين السلبي؟
عادةً ما يبدأ تأثير التدخين السلبي بعد مرور 5 دقائق -أو أقل- من التعرض للتبغ، ويحصل الآتي:
- بعد مرور 5 دقائق: تقل مرونة الشرايين، وهذا ما يحصل أيضاً للشخص المدخن نفسه.
- بعد مرور 20 – 30 دقيقة: تبدأ عملية تخثر الدم، وتزداد رواسب الدهون في الأوعية الدموية، ما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
- بعد ساعتين: تكون ضربات القلب غير منتظمة، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية.
كيف تساعد صديقك المدخن على الإقلاع عن التدخين؟
نظراً للأضرار الكثيرة التي يسببها التدخين، فإنّ الإقلاع عنه ضرورة لا بد منها، حتى إنّ أغلب الشركات المصنعة للتبغ تضع على علب السجائر بعض التحذيرات وتشجع على الإقلاع عن التدخين، لكن إذا كان هناك شخص ما يدخن في دائرة أصدقائك ويريد الإقلاع عن التدخين حقاً، قد تفيدك هذه النصائح:
1- أظهر له أضرار التدخين بمنطقية
يعرف أغلب المدخنين -إن لم يكن كلهم- الأضرار الصحية للتدخين، وإن كانوا لا يلتفتون إليها طالما أنهم لم يواجهوا مشكلة صحية بعد، ولكن يجب توضيح الأضرار الحادة مثل أنّ مادة النيكوتين الموجودة في التبغ تسبب الإدمان. ومن الضروري لفت نظر المدخن إلى الأضرار النفسية والجسدية التي تلحق بأحبائه نتيجة التدخين السلبي.
وهناك طريقة أخرى منطقية أيضاً، وهي أن تخبره بهدوء كيف يؤثر التدخين على اقتصاد منزله ومصاريفه الشخصية، فوفقاً لتقرير صادر عن مجلة “فورتشن” (Fortune) عام 2017، تُقدر الأموال المصروفة على السجائر سنوياً بنحو تريليون دولار، وهو مبلغ ضخم يؤثر على الاقتصاد العالمي. يمكنك تقدير الأموال التي ينفقها صديقك على السجائر، وتعطيه بعض الاقتراحات الأخرى لإنفاق تلك الأموال في أمور أكثر فائدة مثل الإدخار أو الذهاب لقضاء عطلة مع العائلة أو إنفاقها في الأعمال الخيرية.
تستطيع توضيح أنّ التدخين يؤثر بشكل ما على حياته الاجتماعية، فهناك بعض المناسبات التي يُمنع فيها التدخين، ولأنّه معتاد على السجائر، لا يستطيع المقاومة، ويتأثر مزاجه.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر السجائر الإلكترونية على الراغبين بالإقلاع عن التدخين والأطفال والمراهقين؟
2- اصبر عليه عندما تظهر أعراض الإقلاع عن التدخين
إنّ الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل كما يظن أغلب الناس، فهناك العديد من الأعراض المصاحبة له، من ضمنها: القلق والغضب وصعوبة في التركيز والأرق ومواجهة صعوبة في النوم وزيادة الشهية ما يؤدي إلى زيادة الوزن والتهيج. عندما تلاحظ هذه الأعراض على صديقك، فلا بأس من تحملها معه وتشجيعه على الاستمرار وملء أوقات فراغه بالأنشطة المفيدة، مثل ممارسة هواية يحبها أو قضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء. وشجعه على تناول الطعام المفيد وشرب كميات مناسبة من الماء يومياً.
3- شجعه على الذهاب للطبيب وطلب المساعدة
قد تكون أعراض الإقلاع عن التدخين صعبة لدرجة أنّ صديقك لا يقوى على مواجهتها، في هذه الحالة، يجب الذهاب إلى طبيب معالج يقدم الدعم عبر جلسات وأدوية فعالة تساعده على تخطي تلك الفترة بسلام إلى أن يتعافى جسمه تماماً من الأعراض. يمكن أن تكون جلسة العلاج الجماعي مفيدة أيضاً في العلاج السلوكي المعرفي، كما أنها محفزة تساعد المقلعين عن التدخين في تشجيع بعضهم على إكمال المسيرة حتى يتم الشفاء. ويمكن أيضاً استخدام التطبيقات على الهواتف الجوالة لتتبع مراحل التقدم.
اقرأ أيضاً: أضرار وأسباب التدخين: كيف تُتلف رئتك وتمرض بأموالك؟!
4- تقديم الدعم الدائم
عليك الاهتمام بصديقك المقلع عن التدخين وتقديم الدعم الدائم له طوال الوقت، وكلما أحرز تقدماً احتفل معه وشجعه على الاستمرار، وساعده على إدارة التوتر والخروج من حالة الغضب التي تسيطر عليه بفعل انسحاب النيكوتين من جسمه، فالأيام الأولى للإقلاع عن التدخين تكون قاسية بعض الشيء، ويحتاج المدخن إلى شخص وفي يدعمه، فهذا له الأثر الحسن على نفسيته ويشجعه على التقدم والاستمرار.
5- اجعله يبتعد عن أي مكان فيه تدخين
من الأفضل ألا يرى المدخن أي وسائل للتدخين حوله، وإذا أردت الخروج معه لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء الآخرين، حاول ألا تأخذه بصحبة أشخاص مدخنين، فتضعف إرادته ويعود مرة أخرى للتدخين.
اقرأ أيضاً: لقاح جديد قد يساعد في الإقلاع عن التدخين
منذ الصغر أخبرونا أنَ التدخين عادة سيئة ينبغي الابتعاد عنها، ولكن ما إن يكبر الأطفال ويدخلوا مرحلة المراهقة والشباب، ينتابهم الفضول لتجربة التدخين، وبمرور الوقت تعتاد أجسامهم عليه دون أن ينتبهوا، لذلك يجب نشر الوعي قدر الإمكان حول أضرار التدخين وتشجيع المدخنين على ترك تلك العادة، فالمدخن لا يُضر نفسه فقط، ولكنه يُجهد من حوله أيضاً.