كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟

4 دقيقة
كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Doro Guzenda
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نقول إن الحامل مصابة بالسكري الحملي عندما يكون ارتفاع مستويات سكر الدم خلال الثلث الأول من الحمل ثابتاً، ونظراً لحساسية هذه الفترة من الحمل لأنها الفترة التي تتشكل فيها الأعضاء النبيلة لجسم الجنين، يتوجب ضبط السكري بالشكل الأمثل تجنباً لحدوث أي مضاعفات صحية للجنين.

وعلى الرغم من أن الإصابة تبدو مقلقة، فإنه يمكن السيطرة على السكري الحملي عن طريق تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة وحقن الإنسولين الآمن على صحة الحامل والجنين، لتصغير حجم الخطر الكامن إلى المستويات الدنيا.

أسباب حدوث السكري الحملي: هل لتناول الكثير من الحلويات دور كأحد الأسباب؟

لا يُعرف حتى الآن سبب إصابة بعض النساء بالسكري الحملي في الوقت الذي لا تُصا به أخريات، وعلى الرغم من حدوث اضطراب في مستويات الهرمونات خلال الحمل، والذي بدوره يجعل من معالجة سكر الدم بكفاءة صعباً ما يساهم في حدوث ارتفاع طفيف في سكر الدم، فإنه ليس السبب المباشر نظراً لأنه لا يرفع من مستويات السكر إلى درجة الإصابة الصريحة بالسكري.

اقرأ أيضاً: كل ما تودين معرفته عن سكري الحمل من الأعراض حتى العلاج

غالباً ما يؤدي الوزن الزائد قبل الحمل دوراً جوهرياً، إذ قد يزيد تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالسكر أثناء الحمل إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسكري الحملي، كما يزيد من فرص حدوث التسمم الحملي ومن تأهب الجنين لاكتساب وزن زائد في مراحل لاحقة من الحياة.

لا يتأخر التشخيص عادةً بسبب كثافة الفحوص الدورية خلال الثلث الأول للحمل، إذ يتحقق مقدمو الرعاية الصحية من وجود عوامل خطر لتطوير الإصابة بالسكري الحملي أثناء التخطيط للحمل حتّى، ليصبح البحث عنه جزءاً من رعاية ما قبل الولادة لاحقاً.

عوامل خطر الإصابة بالسكري الحملي

تزداد فرص الإصابة بالسكري الحملي بازدياد عدد عوامل الخطورة، وهذا يفرض على النساء اللواتي يقعن ضمن دائرة الخطر الالتزام بممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الصحية والتي تقلل من فرص الإصابة بشكل كبير، فامتلاك عوامل خطر متعددة لا يعني حتمية الإصابة، حيث يمكن تجنب ذلك عن طريق الانتباه لنمط الحياة وتعديله بما يتناسب مع الحالة الصحية. نذكر أهم عوامل خطر الإصابة بالسكري الحملي:

  • زيادة الوزن أو البدانة.
  • نمط الحياة فقير الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
  • الإصابة سابقاً بالسكري النمط 2.
  • الإصابة بالسكري الحملي سابقاً.
  • الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات والتي تزيد من مقاومة الإنسولين.
  • إصابة أحد أفراد الأسرة بالسكري.
  • سوابق ولادة طفل عرطل يزيد وزنه على 4 كيلوغرامات.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي الملائم لمرضى السكر التراكمي؟

كيف يؤثر السكري الحملي على الحامل والجنين؟ 

يرفع السكري الحملي الذي لم تتم إدارته بعناية من مستويات السكر في الدم إلى درجة يضع فيها الحامل وجنينها تحت خطر تطوير مضاعفات عدة نذكر أهمها:

مضاعفات السكري الحملي الجنينية

يكون الطفل المولود لأم مصابة بالسكري الحملي أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

  • زيادة وزن الجنين عند الولادة: يكون الأطفال المولودون الذين يزنون أكثر من 4 كيلوغرامات أكثر عرضة للانحشار في قناة الولادة، ما يزيد من حدوث الإصابات أثناء الولادة وتحتاج بعض الولادات إلى التحويل إلى ولادة قيصرية؛ حيث تصبح الولادة الطبيعية شبه مستحيلة.
  • الولادة المبكرة: يكون الخديج عادةً، وهو الطفل المولود قبل أوانه، أكثر عرضة للإصابة بالأمراض عامةً وعلى رأسها متلازمة الضائقة التنفسية.
  • انخفاض سكر الدم عند الولادة: ترتفع مستويات الإنسولين في دوران الأم نتيجة إصابتها بالسكري الحملي، ولمّا كان جريان الدم متصلاً بشكل مباشر مع جريان الجنين هذا يعني ارتفاع الإنسولين لديه أيضاً، والذي يبقى تحت السيطرة حتّى الولادة، عندئذ يعاني الأطفال من انخفاض عابر في سكر الدم.
  • التأهب لتطوير البدانة والسكري النمط 2 لاحقاً.
  • خسارة المحصول الحملي: يؤدي السكري الحملي غير المعالج إلى وفاة الطفل إما قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة في بعض الحالات.

مضاعفات السكري الحملي على الأم

يزيد السكري الحملي من خطر إصابة الأم بما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم: يزيد السكري الحملي من خطر تطوير ارتفاع ضغط مزمن يبدأ خلال الحمل ويستمر حتى بعد الولادة.
  • التسمم الحملي: من المضاعفات الخطيرة التي يحصل فيها ارتفاع شديد في ضغط الدم والذي بدوره يزيد من حدوث القصور الكلوي عند الحامل إضافةً إلى النوب الاختلاجية الرمعية لديها.
  • الولادة القيصرية: يُفضل القيام بالولادة قيصرياً لأن الولادة الطبيعية تحمل شيئاً من الخطورة عند الحامل.
  • الإصابة بالسكري مستقبلاً: من المرجح أن تصاب الحامل بالسكري في حملها التالي وحتّى قد تطور السكري النمط 2 مدى الحياة.

اقرأ أيضاً: ما هي الأدوية التي يمكن تناولها بأمان أثناء الحمل؟ وما هي التي يجب تجنبها تماماً؟

أفضل الخضروات والفاكهة لحمية السكري الحملي

تُنصح الحوامل ممن تمتلكن عوامل خطر للإصابة بالسكري الحملي ببدء الحمل بوزن صحي، حيث يساعد فقدان الوزن الزائد مسبقاً في الحصول على حمل أكثر صحة. كما يُنصحن بالتركيز على إجراء تغييرات دائمة حول العادات الغذائية الغنية بالخضروات والفاكهة والتي تساعد بشكل كبير في كبح السكري الحملي.

من الطبيعي أن تكتسب الحامل وزناً إضافياً خلال حملها، لكن على ذلك ألا يتجاوز حدّاً معيناً، ويتم ضبط زيادة الوزن هذه من خلال تناول الأطعمة الصحية ومراقبة أحجام الحصص واختيار الأطعمة الغنية بالألياف وقليلة الدهون والسعرات الحرارية،  إضافةً إلى التركيز على الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة.

كما تساعد ممارسة الرياضة قبل الحمل وأثناءه في الحماية من الإصابة بالسكري الحملي، على ألا تتجاوز الرياضة 30 دقيقة من النشاط المعتدل لمدة 5 أيام في الأسبوع.

أما بالنسبة لحمية الحامل المصابة بالسكري الحملي، فيتوجب أن تتضمن ثلاث وجبات رئيسية، صغيرة إلى متوسطة الحجم، ووجبة خفيفة واحدة أو اثنتين في اليوم الواحد لا أكثر. حيث يجب ألا تفرط الحامل بتناول الطعام وبنفس الوقت يجب ألا تهمله لكي تؤمّن متطلباتها وجنينها الغذائية.

تساعد إضافة الخضروات بشكل كبير في ضبط السكري الحملي، ويُنصح بتناول 3-5 حصص من الخضار يومياً، ومن أفضل الخضار التي تُنصح الحامل المصابة بالسكري الحملي بتناولها هي الخضار الورقية كالسبانخ والجزر والبروكلي والفلفل والخس والأفوكادو.

وتعادل الحصة الواحدة من الخضروات كوباً واحداً من الخضروات الورقية الخضراء أو ثلاث أرباع الكوب من عصير الخضار أو نصف كوب من الخضار المطبوخة أو النيئة.

وأما بالنسبة للفاكهة فهي لا تزال أساسية في الحمية حتّى وإن كانت غنية بالسكر، حيث يُنصح بتناول 2-4 حصص من الفاكهة يومياً، وتساوي الحصة الواحدة مقدار قطعة فاكهة كاملة أو نصف كوب من الفاكهة المقطعة أو ثلاث أرباع الكوب من عصير الفاكهة. ومن أفضل الفاكهة للسكري الحملي نذكر الموز والبرتقال وخاصة الكريب فروت والتفاح والفراولة والتوت والدراق.

اقرأ أيضاً: علاج تجريبي واعد لمرض السكري يعيد للبنكرياس القدرة على إنتاج الإنسولين

هل يزول السكري الحملي بعد الولادة؟

يزول السكري الحملي خفيف إلى متوسط الشدة عند معظم المصابات لفترة وجيزة، مع وجود بعض القلق حول عودته وخاصةً في حال العودة إلى نمط الحياة فقير الحركة والغني بالأطعمة غير الصحية. فبشكل عام، تُصاب نصف النساء اللواتي طوّرن السكري الحملي بالسكري النمط 2 في مرحلة من مراحل حياتهن لاحقاً،  ويتحول اسم السكري الحملي عندما يستمر ولا يزول مع الولادة إلى السكري النمط 2 والذي بدوره يتطلب زيارة مقدم الرعاية الصحية لوضع خطة علاجية تتناسب مع الفترة ما حول الولادة.