إليك نصائح تساعدك في تأخير ظهور شيب الشعر

3 دقيقة
إليك نصائح تساعدك في تأخير ظهور شيب الشعر
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

البعض يقول إنه دليل على الحكمة وقَدر السن، والبعض لا يحب أن يراه يتخلل بين أشعار رأسه، يختلف الكثير حول قبول شيب الشعر ويحاول معظم البشر تأخير ظهوره أكثر ما يمكن.

وعلى الرغم من تأثير العديد من العوامل على شيب الشعر والتي يمكن عكسها وتأخير عجلة ظهوره، يبقى الشيب نتيجة لا يمكن ردعها ترافق التقدم بالعمر بصورة طبيعية، لكن يمكن تأخيرها عن طريق إجراء بعض التعديلات في نمط حياتنا.

لمَ يحدث شيب الشعر؟

تمتلك بصيلات الشعر مجموعة من الخلايا الميلانينية المسؤولة عن إعطاء الشعر لونه، إذ تفرز مادة الميلانين بصورة دائمة منذ الولادة حتى الثلاثينيات بصورة منتظمة محافظةً على لون موحد للشعر. تتواجد الخلايا الميلانينية في الجلد أيضاً وهي التي تتأثر بأشعة الشمس وتفرز مزيداً من الصباغ عند تعرضها لها ما يُفسّر اسمرار الجلد أثناء فصل الصيف عند التعرض للشمس. كما تتواجد الخلايا الميلانينية في قزحية العين وهي التي تُضفي اللون المميز للعينين.

اقرأ أيضاً: لماذا يتساقط الشعر؟ وما هو العلاج الأنسب لهذه الحالة لكل من الرجال والنساء؟

يمتلك الجسم “ساعة صباغية” يمكن أن تبطئ أو توقف أو تسرع نشاط الخلايا الميلانينية، ويتم التحكم بهذه الساعة عن طريق حمضنا النووي، كما تؤثر العوامل البيئية عليها، فتسرعها أو تُبطئها. بعد سن الثلاثين، تبدأ الخلايا الميلانينية بالتراجع نتيجة التقدم بالسن وتفقد قدرتها على إنتاج صباغ الميلانين ما يؤدي إلى غياب اللون وتحول لون الشعرة إلى رمادي بدءاً من جذر الشعر وصولاً إلى نهايتها. ولكن يبقى السؤال، هل يؤثر العمر وحده على شيب الشعر؟ وإذا كانت الإجابة “لا” فلمَ لا نقوم بمعاكسة الأسباب الأخرى محاولة منّا في تأخير ظهور الشيب؟

العوامل التي تؤثر في ظهور شيب الشعر

في حال كنت قد لاحظت أن الشيب يغزو شعرك في عمر مبكر وكنت تبحث عن السبب، حاول النظر في قائمة وجباتك وفي صحتك العامة، حيث تؤثر كل من العوامل الهرمونية والغذائية في صحة الشعر ولونه، وكذلك الأمر بالنسبة للمرض والإجهاد والتوتر. إليك مجموعة من العوامل والحالات الصحية التي يُنذر وجودها بحدوث مبكر للشيب :

  • القلق والإجهاد: يُسرّع القلق والتوتر من حدوث تساقط الشعر بمعدل أسرع بثلاثة أضعاف عن الطبيعي، وهذا لا يعني حدوث الصلع؛ إذ إن الشعر يعود لينمو من جديد، إلا أن الشعر الجديد غالباً ما يكون رمادياً أو ضعيفاً وقابلاً للشيب بمعدل أسرع.
  • الوراثة: يتأثر “متى وكيف يتحول شعرك إلى اللون الرمادي” في الغالب بالجينات التي ترثها من والديك، ومن المفيد أن تنظر إلى الأجيال السابقة في شجرة عائلتك للمساعدة في التنبؤ متى سيبدأ الشيب بالظهور عندك.
  • نقص فيتامين B12: يُضعف استنفاد مستويات فيتامين B12 في الجسم نتيجة لسوء التغذية أو للإجهاد عالي الوتيرة من مكونات الشعرة، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور الشيب في عمر مبكر.
  • التدخين والالتهاب المزمن: يرفع التدخين من الإجهاد التأكسدي، وهو تراكم الجذور الحرة في خلايا الجسم ما يُسرّع من إتلافها وحدوث الشيخوخة. يُحرض التدخين أيضاً العملية الالتهابية في الجسم رافعاً مستويات العوامل الالتهابية كالسيتوكينات، والذي بدوره يؤثر في دورة نمو الشعرة ليُضعفها مسبباً حدوث الشيب المبكر.
  • أمراض الغدة الدرقية والأمراض المناعية الذاتية: تعكس صحة كل من الشعر والجلد سلامة الأعضاء الداخلية، إذ ترتبط مكونات الجسم الداخلية والخارجية ارتباطاً وثيقاً. وعادةً ما ترتبط أمراض فرط الدرق والأمراض المناعية بحدوث تساقط الشعر وإضعافه، ما يؤدي إلى تسارع عجلة ظهور الشيب فيه.
  • البهاق: يُسبب البهاق فقدان أو تدمير الخلايا الميلانينية، حيث يهاجم الجهاز المناعي، نتيجةً لوجود خلل فيها، بصيلات فروة الرأس ظنّاً منه أنها أجسام غريبة.

اقرأ أيضاً: ما طرق علاج تساقط الشعر بعد الولادة؟

  • داء الثعلبة: هو اضطراب يتم فيه فقدان الشعر غير الرمادي على شكل بقع، وعندما يتساقط الشعر ذو اللون الأساسي يُصبح الشيب أكثر ظهوراً، وهذا ما يميز داء الثعلبة، فهذا الداء لا يُسبب الشيب المُبكر، إنما يُسرّع في ظهوره في حال وُجد.
  • الأورام العصبية الليفية: تحدث هذه الأورام بشكلٍ مرافق لبعض الأمراض الوراثية التي تؤثر على سلامة الأعصاب والعظام والجلد والشعر، وترتبط بحدوث الشيب المبكر.
  • التصلب الحدبي: هو حالة وراثية نادرة، تظهر فيها مجموعة الأورام الحميدة في أعضاء متعددة بما في ذلك الدماغ والقلب والعينين والرئتين والكليتين والجلد، وهو يعبث بعمل الخلايا الميلانينية ما يؤدي إلى حدوث الشيب المبكر.

كيف يمكن تأخير ظهور شيب الشعر؟

لا يمكن العبث بعجلة التقدم بالعمر ولا يمكن التحكم بالحمض النووي الخاص بنا، لهذا السبب يبقى خيار تأخير الشيب محدوداً باختياراتنا حول ما يتعلق بنمط حياتنا.

يستنفد التدخين والقلق والتوتر وما يرافقه من تنشيط العملية الالتهابية مستويات B12، الذي تحتاجه الخلايا الميلانينية وخلايا الشعر لكي تبقى قوية وحتى تعمل بكفاءة أعلى. لهذا السبب يُنصح بإيقاف التدخين لأنه المتهم الأول بحدوث الشيب المبكر لدى جميع الفئات العمرية. وفي حال كانت لديك حياة مرهقة وعمل يتطلب منك أن تكون جاهزاً على الدوام، فيمكنك تخفيف وتيرة القلق المرافق لذلك عن طريق ممارسة التأمل أو اليوغا أو التنزه لمدة 15 دقيقة يومياً، لأنها تدابير فعّالة في الحد من التوتر وتعزيز الاسترخاء.

كما يساعد اتباع نظام غذائي غني ومتوازن في تخفيف الالتهاب وحماية الخلايا الميلانينية، فما نأكله قد يكون منشطاً للالتهاب أو محارباً له، لهذا السبب يُفضل الابتعاد عن النظام الغذائي الغني بالسكريات والأطعمة المُصنّعة والدهون المشبعة الذي يحفّز الالتهاب في الجسم، واعتماد نظام صحي يحتوي على نسبة معتدلة من السكر ويكون فقيراً بالدهون وغنيّاً بالخضار والفاكهة واللحوم البيضاء.

اقرأ أيضاً: هل سمعت باليوغا الساخنة؟ إليك فوائدها ومخاطرها

من جهة أخرى، تحتاج خلايا الشعر مستويات عالية من بعض الفيتامينات والمعادن للمحافظة على صحتها وحيويتها ومحاربة ظهور الشيب فيها أطول فترة ممكنة. لهذا السبب يُساعد دعم النظام الغذائي بمجموعة من المكملات الغذائية مثل فيتامين B12 والحديد وفيتامين C والبيوتين والسيلينيوم وفيتامين D والأحماض الأمينية الأساسية مثل “الليزين” و”الميثيونين”، والتي تعتبر أفضل الفيتامينات الداعمة والمصممة لتلبية احتياجات الشعر.