تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم

تعرّف إلى الهرمونات التي ترتفع مستوياتها في الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Csaba Peterdi
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الاجتماع لمشاهدة مباراة كرة القدم ليس مجرد وقت هادئ يجتمع فيه الأصدقاء حول أجهزة التلفاز لتشجيع الفريق المفضّل لديهم وحسب، بل هو وقت مليء بالمشاعر المحتدمة لدرجة أنه من الطبيعي للغاية أن تجد معجباً يصرخ ويهتف ويقفز للأعلى وللأسفل. ويبقى السؤال ما السبب الذي يُحرك مشاعر الفرح والحزن والغضب والحماس بهذا الشكل؟ الإجابة هي “الهرمونات والنواقل العصبية الكيميائية“.

وفي حال كنت من الأشخاص الذين يؤمنون حقاً بأنهم كمشجعين جزء واحد مع الفريق، وعادة ما تشير إلى فريقك المفضّل بضمير “نحن” فهذا المقال حتماً لك.

اقرأ أيضاً: 7 أسباب وراء شهرة وشعبية كرة القدم الكبيرة

ما النواقل العصبية الكيميائية التي تُفرز أثناء مشاهدة كرة القدم؟

يتفاعل الجسم مع الدماغ بشكلٍ وثيق، إذ قد يستغرب الشخص عن السبب وراء تعرّقه المفرط كما وأنه في منتصف الملعب بينما لا يزال جالساً على أريكة منزله بشكلٍ مماثل للطريقة التي يتوتر فيها وهو يُحضّر نفسه لإجراء عرض تقديمي في العمل. وهذا ما هو إلا استجابة لـ”سيناريو الضغط العالي”، وهو مزيج من الحماس والقلق والتوتر. كما تعتبر الغدد العرقية أول المتفاعلين مع هذه التبدلات وهذا ما يفسر التعرّق أثناء مشاهدة مباريات كرة القدم.

عندما يفوز فريقك المفضّل أو عندما يلعب بشكلٍ جيد، يبدأ الدماغ في إطلاق الناقل العصبي “الدوبامين” الذي يشارك بشكلٍ مباشر في تنظيم مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ. وفي الوقت نفسه، تقل كميات الناقل العصبي “السيروتونين” الذي يفرزه الدماغ والذي يعتبر المسؤول عن زيادة الغضب والاكتئاب.

بالمقابل، تفرز بعض الهرمونات التي تعاكس تأثير هذه النواقل، وهذا ما يفسر الانتقال السريع من حالة مزاجية معينة إلى أخرى في المباراة الواحدة، والتي تكون مسؤولة عن التسبب بالمشاكسات وإطلاق الشتائم خلال المباراة.

اقرأ أيضاً: كيف ستبدو كرة القدم عام 2050؟

الهرمونات التي يُفرزها الجسم أثناء مشاهدة كرة القدم

دور الهرمونات لا يقل أهمية عن دور النواقل العصبية في أنها مسؤولة عن حماسنا المفرط أثناء مشاهدة كرة القدم، وعلى رأس هذه الهرمونات نذكر “هرمون التستوستيرون“؛ إذ يزداد إفرازه في الحالات التنافسية التي يشعر فيها الجسم بالتهديد. كما ترتفع مستويات “هرمون الكورتيزول” الذي يُفرز في الحالات التنافسية أيضاً وعندما يكون الشخص تحت ضغط شديد.

أما في حال كنت تتساءل عن السبب وراء تسرع ضربات قلبك في الوقت الذي تقترب فيه الكرة من مرمى فريقك، فالإجابة هي “الأدرينالين“؛ فعندما يكون الشخص تحت ضغط كبير يُرسل الدماغ إشارة للغدد الكظرية لإفراز الأدرينالين والذي بدوره يزيد من تدفق الدم إلى القلب والعضلات والجلد وكافة أعضاء الجسم، وعندما تزداد تروية الغدد العرقية يزداد إفرازها للعرق، كما أن الزيادة في تروية الجلد هي ما يتسبب بالاحمرار والاحتقان الذي يُشعر به. ولهذا السبب يمكن أن تؤدي مشاهدة كرة القدم إلى حدوث زيادة في معدل ضربات القلب بشكل مماثل لما يحدث أثناء ممارسة التمارين الرياضية المكثّفة.

لهذا سنترك لكم حرية التخيل حول مستويات هذه الهرمونات في يوم المباراة النهائية لكأس العالم والتي يصفها مشجعو كرة القدم الأصليون بأنها تهديد لـ”الكيان الاجتماعي” لهم. قد يكون الانخراط بهذا القدر بحماس كرة القدم أمراً مقبولاً لدى الأفراد الذين لا يعانون من أي مشكلات صحية واليافعين، إلا أن ذلك قد يحمل شيئاً من الخطورة عندما نتحدث عن الأفراد الأكبر سناً أو ممن يعانون من بدانة أو أمراض القلب، إذ يتسبب ذلك في زيادة خطر الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة احتشاء قلبية.

اقرأ أيضاً: على أعتاب مونديال قطر 2022: إليك أرقاماً قياسية من ملاعب كرة القدم

تتصاعد المشاعر بسرعة كبيرة مع الفوز أو الخسارة، وفي النهاية هناك دائماً شيء من “العاطفة الشديدة والمُبالغ بها” عندما نتحدث عن كرة القدم، وهذا يُعزى لتأثير النواقل العصبية والهرمونات، إلا أنه علينا أن نتذكر دائماً أن الرياضة هدفها ترفيهي بالدرجة الأولى وما هي إلا مَنفذ لإشغال أذهاننا عن ضغوطات العالم الحقيقي، لهذا السبب علينا ألا نجعل منها ضغطاً إضافياً ومصدراً للقلق والغضب.