لمَ ترتفع إنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟

لمَ ترتفع إنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Shidlovski
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تساعد الإنزيمات الكبدية الخلايا الكبدية في معالجة العناصر الغذائية وتخزين الغليكوجين وتنقية الدم من السموم وطرحها مع الصفراء. ولأن ارتفاع الإنزيمات الكبدية غير عرضي بحد ذاته، إذ ترتبط الأعراض بشكل رئيسي بالحالة الصحية التي أدت لارتفاع مستوياته، فهو حتماً يشير إلى وجود مشكلة صحية تتطلب التشخيص، لهذا السبب ينبغي ألا تُهمل.

ما هي الإنزيمات الكبدية ولمَ ترتفع عند الإصابة بأمراض الكبد؟

ترتفع إنزيمات الكبد عند التهاب الخلايا الكبدية أو تلفها، حيث تتسرب الإنزيمات بشكل زائد من داخل الخلايا المصابة لتصل إلى مجرى الدم نتيجة تلف الغشاء الخلوي للخلايا الكبدية الذي يفشل في احتواء كامل محتوى الخلية من الإنزيمات. ونذكر أهم الإنزيمات الكبدية التي تتم معايرة مستوياتها في اختبارات الدم الروتينية:

  • الإنزيم الناقل للأمين ألانين (ALT).
  • الإنزيم الناقل للأمين أسبارتات (AST).
  • الفوسفاتاز القلوية (ALP).
  • غاما غوتاميل ترانسببتيداز (GGT).
  • ألفا فيتو بروتين (AFP).

ترتفع تراكيز هذه الإنزيمات في التليف الكبدي وتشحمه وفي التهاب الكبد B والتهاب الكبد C لتعود وتنخفض عند تدبير هذه الحالات الصحية. ولمّا كانت هذه الأمراض الكبدية عوامل خطر لتطوير سرطان الكبد، فقد يشير ارتفاع الإنزيمات الكبدية مرة أخرى بعد العلاج إلى بدء نشوء خباثات في الكبد.

اقرأ أيضاً: متى ترتفع الإنزيمات الكبدية وهل يعتبر ارتفاعها خطيراً دائماً؟

هل يرتبط ارتفاع الإنزيمات الكبدية عادةً بالسرطان؟

بالطريقة نفسها التي يُتلف فيها الالتهاب الغشاء الخلوي للخلايا الكبدية، تتلف الإصابة بالسرطان خلايا الكبد وتخرب الغشاء الخلوي سامحةً للإنزيمات بالخروج إلى مجرى الدم، ما يرفع مستوياتها فوق الحد الأعلى الطبيعي. لهذا السبب ترتفع إنزيمات الكبد في سرطان الخلية الكبدية وسرطان الأقنية الصفراوية داخل الكبد والورم الأرومي الكبدي. واعتماداً على ذلك، نستطيع القول إنه كلما كانت مستويات الإنزيمات الكبدية مرتفعة أكثر، كان ضرر الكبد أكبر.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لالتهاب الكبد: ماذا تعرف عن هذا المرض المميت أحياناً؟

من جهة أخرى، لا يترافق ارتفاع الإنزيمات الكبدية مع حالات السرطان خارج الكبدية، إلا أنها ترتفع في أنواع السرطان التي تؤثّر بشكلٍ أو بآخر على وظيفة الكبد مثل سرطان المرارة وسرطان البنكرياس. كما ترتفع عند إصابة الكبد بالنقائل السرطانية، حيث يرتفع عادةً الإنزيم الناقل للأمين ألانين والإنزيم الناقل للأمين أسبارتات في سرطان الخلية الكبدية، بينما يرتفع ألفا فيتو بروتين في الورم الأرومي الكبدي وسرطان الأقنية الصفراوية داخل الكبد.

ويمكن أن نلخص ذلك بالقول إن الإنزيمات الكبدية لا ترتفع في كل أنواع السرطان غير الكبدية، إلا أن ارتفاعها قد يشير إلى أن السرطان وجد طريقه إلى الكبد، وبناء على ذلك ينبغي على المريض القيام بالاختبارات والفحوص المخبرية والشعاعية المتممة.

أي أن ارتفاع الإنزيمات الكبدية علامة على إصابة الكبد بالسرطان ولكن ليس دائماً، ولكن ارتفاع الإنزيمات الكبدية عند شخص مصاب بالسرطان سابقاً يعني انتشار نقائل سرطانية إلى الكبد.

ما أنواع السرطان التي ترتبط بالنقائل الكبدية؟

تعتبر النقائل السرطانية الدرجة الرابعة والأخيرة للإصابة بأي سرطان غير معالج، وعلى الرغم من أنها تحدث عند الإصابة بأي سرطان فإن النقائل الكبدية أكثر شيوعاً عند الإصابة بسرطان الثدي وسرطانات الجهاز الهضمي، لهذا السبب يُبحث عن مستويات الإنزيمات الكبدية إلى جانب معايرة الواسمات الورمية.

فأثناء متابعة المريض في سرطان القولون والمستقيم والثدي، يقوم الأطباء بمعايرة مستوى الواسم الورمي CEA Carcinoembryonic Antigen ومستويات الواسم الورمي CA 15-3 على التوالي لأنها تعتبر الواسمات النوعية التي تنتجها الخلايا السرطانية، ويلازم متابعة هؤلاء المرضى إجراء الفحوص المتممة من تصوير طبقي محوري وفحوص مخبرية تتضمن معايرة الإنزيمات الكبدية، نظراً لارتفاع خطر الإصابة بنقائل الكبد لديهم.

اقرأ أيضاً: ما الذي نعرفه حتى الآن عن حالات التهاب الكبد الغامضة التي انتشرت مؤخراً بين الأطفال؟

ختاماً، ارتفاع الإنزيمات الكبدية يشير إلى أن الكبد لا يعمل بشكلٍ صحيح، وعلى الرغم من أن أسباب ارتفاعها قد تكون سليمة وتعود لتغيير نمط حياة الشخص وعاداته الغذائية، فإنها توجّه من جهة أخرى لحالات صحية قد تنطوي على بعض الخطورة عند إهمالها، لذلك لا يهمل الأطباء عادةً أي ارتفاع مرضي للإنزيمات الكبدية حتى وإن كانت الحالة العامة للشخص جيدة جداً، حيث يحرصون على نفي الأسباب الخبيثة قبل البحث في الأسباب الحميدة كالالتهابات العابرة.