كيف نميّز بين نقص سكر الدم وانخفاض الضغط من حيث الأعراض؟ وكيف يتم التعامل مع كل منهما؟

5 دقيقة
كيف نميّز بين نقص سكر الدم وانخفاض الضغط من حيث الأعراض؟ وكيف يتم التعامل مع كل منهما؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ antoniodiaz
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما يفقد شخص أمامنا الوعي لا نملك سوى لحظات قليلة للتقرير فيما إذا كان فقدان الوعي هذا ناجماً عن هبوط ضغط الدم أو نقص في سكر الدم، وصحيحٌ أن الحالة تبدو خطيرة وتتطلب تقديم علاج فوري، لكن لا تقلق فالتمييز بينهما ليس صعباً والتدبير سهلٌ عند تحديد السبب بدقة.

ما هو انخفاض ضغط الدم وعند مَن يحدث؟

يُحدِث انخفاض ضغط الدم أعراضاً عندما ينخفض الضغط الانقباضي دون 90 مليمتراً زئبقياً، والانبساطي إلى ما دون 60 مليمتراً زئبقياً.

تتباين تظاهرات وأعراض انخفاض ضغط الدم بين الأفراد، إذ قد يكون ضغط الدم المنخفض لأحد ما مستقراً ومحافظاً على استتباب الأجهزة عند شخص آخر. وقد لا يسبب هبوط ضغط الدم أي أعراض ملحوظة أو قد يتظاهر من جهة أخرى بالدوار والإغماء، وقد يكون مهدداً للحياة عند البعض.

أحد أشكال انخفاض الضغط هو “هبوط ضغط الدم الانتصابي”، وهو انخفاض مفاجئ في ضغط الدم بعد الانتقال من وضعية الجلوس أو بعد الاستلقاء إلى الوقوف بسرعة، يحصل هبوط الضغط الانتصابي بشكل طبيعي بعد الراحة الطويلة في الفراش وخلال الحمل وعند استخدام بعض الأدوية، وهو شائع لدى كبار السن. يتظاهر بحدوث غشاوة عينية سوداء لحظية مرافقة لدوار، والتي تستمر عدة ثوانٍ ريثما يستقر الجسم في وضعيته الجديدة لتزول بعدها.

اقرأ أيضاً: لماذا يرتفع ضغط الدم بأقل كمية من الملح؟

كما يحدث انخفاض ضغط الدم نتيجة تفاعل بعض الوسائط العصبية وتسمى عندئذ “الغشي المبهمي”، كما يحدث بعد الوقوف لفترات طويلة. غالباً ما يحدث هذا النوع عند الشباب والأطفال، وسببه سوء في الاتساق القلبي العصبي.

أعراض وأسباب انخفاض ضغط الدم

تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم ما يلي:

  • رؤية مشوشة غير واضحة.
  • الشعور بالدوار.
  • الغثيان والقيء.
  • صعوبة التركيز.
  • الشعور بخفة في الرأس والإعياء.
  • التعرّق.
  • الشعور بالعطش والبرد.

ويحدث انخفاض ضغط الدم في الحالات التالية:

  • الحمل: تؤدي تبدلات الجسم أثناء الحمل إلى تمدد الأوعية الدموية بسرعة، ما يزيد من فرص حدوث انخفاض ضغط الدم.
  • أمراض القلب والصمامات: نظراً لأنها تتسبب بحدوث بطء في معدل ضربات القلب ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم في النهاية.
  • الأمراض الغدية: تؤدي بعض الحالات التي تصيب الغدة الدرقية أو الغدد الكظرية، كما في قصور الغدة الدرقية ومرض إديسون، إلى انخفاض ضغط الدم.
  • التجفاف: ينخفض حجم الدم الذي يشغل الأوعية الدموية في حالات التجفاف، ما يؤدي إلى حدوث نوب هبوط ضغط الدم.
  • النزف وفقدان الدم: والتي تحدث انخفاض ضغط الدم بنفس الآلية السابقة الخاصة بالتجفاف.
  • الإنتانات الشديدة: يحدث ما يُسمى بـ”الصدمة الإنتانية” في حالات الإنتانات الشديدة والتي بدورها تتسبب بحدوث توسع في الأوعية الدموية في الحالات المتقدمة ما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم.
  • ردود الفعل التحسسية الشديدة: تشمل الأعراض التحسسية الشديدة حدوث انخفاض مفاجئ وكبير في ضغط الدم.
  • بعض حالات العوز المزمن كعوز فيتامين B 12 وعوز الحديد كما في فقر الدم وعوز حمض الفوليك.
  • الأدوية: كما يحدث عند استخدام بعض الأدوية مثل مدرات البول وحاصرات مستقبلات ألفا وبعض أنواع مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة توضح العلاقة بين أدوية ضغط الدم والاكتئاب

كيف يتم تدبير انخفاض ضغط الدم؟

نادراً ما يتطلب انخفاض ضغط الدم غير العرضي أي علاج، ويقتصر التدبير على الالتزام بمجموعة من النصائح العامة نذكر أهمها:

  • إضافة المزيد من الملح في الطعام: مثلما يُوصى بالحد من الملح لمرضى ارتفاع الضغط، تكون إضافة المزيد منه مفيدة لمن يعانون من انخفاض ضغط الدم. ولكن على الزيادة أن تكون معتدلة ويٌفضل دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية والبدء بذلك تحت إشرافه.
  • شرب المزيد من الماء: الإماهة وشرب السوائل أساسية لعلاج انخفاض ضغط الدم.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة: كما تُعرف بـ “الجوارب الداعمة” ، تُستخدم هذه الجوارب لتخفيف ألم وتورم دوالي الطرفين السفليين، وذلك لأنها تحسن تدفق الدم من القسم السفلي للجسم إلى القلب، ما يساهم برفع ضغط الدم.
  • الأدوية: من الأدوية التي تستخدم لعلاج انخفاض ضغط الدم”فلودروكورتيزون” وهو من الستيروئيدات القشرية السكرية، يعمل على زيادة حجم الدم ويُستخدم بشكل شائع لعلاج هبوط الضغط الانتصابي.
  • تجنب العوامل المساهمة في حدوث انخفاض ضغط الدم: كإيقاف أحد الأدوية المتهمة وعلاج الحالات الصحية التي تقف وراء ذلك.

أما بالنسبة للإسعافات الأولية لانخفاض ضغط الدم فهي تشمل:

  1. وضع المريض على ظهره ورفع ساقيه للأعلى لتحسين تدفق الدم إلى القلب.
  2. إعطاء كأس ماء صغيرة بعد حلّ ملعقة صغيرة من الملح فيها للمريض، ومساعدته في شربها وغالباً ما تكون بضعة رشفات كافية لإحداث تأثير.
  3. التحدث إلى المريض بصوتٍ واضح والتأكد من أنه يستجيب أو بدأ بمعاودة الاستجابة في حال كان غائباً عن الوعي.
  4. إعطاء المريض بضع لحظات حتّى يصحو ويستقر، وغالباً ما يحتاج دقائق عدة حتّى يعود وعيه وتركيزه إليه.
  5. إحالة المريض لأقرب مركز عناية صحية بعد استقراره للبحث في أسباب حدوث انخفاض ضغط الدم.

اقرأ أيضاً: انخفاض السكر في الدم: دليلك للأعراض والأسباب والعلاج

ما هو نقص سكر الدم وعند مَن يحدث؟

نقص سكر الدم هو الحالة التي ينخفض فيها مستوى السكر، وهو المصدر الرئيسي للطاقة، إلى ما دون 70 مليغراماً لكل ديسيليتر، عندئذ تبدأ أعراضه الجسدية بالتظاهر بشكل خفيف لتزداد كلما انخفضت مستويات السكر أكثر.

ونظراً لأنه مصدر الطاقة الرئيسي للخلايا، تبدأ أنظمة الجسم بالتوقف كلياً عن العمل ويتعذر عليها أداء مهامها عندما تنخفض مستويات السكر دون درجة محددة. غالباً ما يرتبط نقص سكر الدم بعلاج مرض السكري، نتيجة عدم استقرار واستتباب عمل الغدد الصم في الجسم أو كأحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض أدوية خفض السكر بجرعات عالية.

أعراض نقص سكر الدم

تتضمن علامات وأعراض نقص سكر الدم ما يلي:

  • شحوب الوجه.
  • رجفان الأطراف والشفاه.
  • التعرّق الشديد.
  • الشكوى من صداع الرأس.
  • الشعور بالجوع الشديد.
  • الغثيان والقيء.
  • تسارع ضربات القلب وعدم انتظامها.
  • الدوار.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • الكلام غير الواضح.
  • وخز أو خدر في الشفتين أو اللسان أو الخد.
  • فقدان الوعي عندما ينخفض سكر الدم بشكل كبير.

اقرأ أيضاً: كل ما يهمك معرفته حول الفرق بين دوائي جانوميت وجلوكوفاج المُستخدمَين في علاج السكري

أسباب نقص سكر الدم

هناك عدة أسباب وراء حدوث ذلك، ويبقى السبب الأكثر شيوعاً لنقص سكر الدم هو الأدوية المستخدمة في علاج مرض السكري مثل السلفونيل يوريا أو جرعة زائدة من الإنسولين، أو يمكن أن يحدث جراء تناول شخص سليم لأحد أدوية السكري.

ومن الأسباب المحتملة لحدوث نقص سكر الدم والتي لا ترتبط بمرض السكري نذكر:

  • الأدوية: تسبب بعض الأدوية، خاصة عند الأطفال أو الأشخاص المصابين بالفشل الكلوي، حدوث نقص في سكر الدم وعلى رأسها الكينين الذي يستخدم لعلاج الملاريا.
  • الإفراط في شرب الكحول: يمنع الإفراط في استهلاك الكحول دون تناول الطعام الكبد من إطلاق الجلوكوز من مخازن الجليكوجين إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى نقص في سكر الدم.
  • الأمراض المتقدمة: مثل التهاب الكبد الحاد أو تليف الكبد والإنتان الشديد وأمراض الكلى والقلب المتقدمة، إذ يؤثر ذلك على مستويات الجلوكوز نتيجة تراكم الأدوية التي تخفض مستويات السكر في الدم.
  • سوء التغذية والمجاعة: يتم استهلاك معظم مخازن الجليكوجين الذي يحتاجه الجسم لإنتاج الجلوكوز أثناء المجاعات وحالات سوء التغذية كالقهم العصبي.
  • إفراط في إنتاج الإنسولين: كما يحدث في ورم البنكرياس النادر “الإنسولينوما” والذي يتم فيه إفراز الإنسولين بشكل مستمر ،ما يؤدي إلى حدوث نوب نقص سكر متكررة.
  • عوز الهرمونات: ينتج عن اضطرابات الغدة الكظرية وأورام الغدة النخامية كمية غير كافية من بعض الهرمونات التي تنظم إنتاج الجلوكوز أو التمثيل الغذائي. على سبيل المثال يُصاب الأطفال بنقص السكر في الدم إذا كان لديهم القليل من هرمون النمو.

اقرأ أيضاً: ما هي الأغذية التي تساعد في علاج انخفاض سكر الدم؟

تدبير حالة نقص سكر الدم

يشمل تدبير وعلاج نقص سكر الدم لاستعادة نسبة السكر إلى المستويات الطبيعية:

  1. تناول أو شرب ما يُعادل 15-20 غراماً من السكريات سريعة التأثير، مثل أقراص الجلوكوز أو الهلام السكري أو عصير الفاكهة أو العسل. ويمكن حقن هرمون الجلوكاجون أو حقن الجلوكوز وريدياً ولكن يُفضل القيام بهذه الخطوة عن طريق شخص مختص.
  2. إعادة فحص مستويات السكر في الدم بعد 15 دقيقة من تقديم العلاج، وإن كانت مستويات سكر الدم لا تزال أقل من 70 مليغراماً لكل ديسيليتر، فيجب تناول 20 غراماً أخرى من السكريات سريعة التأثير ومن ثم قياسه بعد 15 دقيقة وهكذا حتّى تعود مستويات السكر لأكثر من 70 مليغراماً لكل ديسيليتر.
  3. تناول وجبة خفيفة أو وجبة رئيسية بمجرد عودة نسبة سكر الدم إلى مستوياتها الطبيعية، وذلك لدعم مخازن الجليكوجين في الجسم.
  4. الإحالة لمركز العناية الصحية لتقييم الحالة بدقة بعد استقرار المريض.