هل يؤثر داء السكري في الرغبة الجنسية عند المصابين به؟

حقوق الصورة: shutterstock.com/ Tero Vesalainen

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

غالباً ما يضع المرضى المصابون بالسكري صحتهم الجنسية في آخر قائمة أولوياتهم، نظراً للمضاعفات التي يواجهها هؤلاء الأفراد من كلا الجنسين جراء الإصابة بهذا الداء المزمن. ينجم عن تراجع الاهتمام بالصحة الجنسية تلف الأعصاب ومشكلات القلب والأوعية الدموية نتيجة ارتفاع مستويات السكر في الدم والارتفاع المزمن للإنسولين.

ما سبب حدوث تراجع الرغبة الجنسية عند المصابين بالسكري؟

الشكاوى التي تتضمن انخفاضاً في الرغبة الجنسية وقلة الدافع الجنسي عند المصابين بداء السكري شائعة للغاية، الأمر الذي يكون محبطاً وخاصةً عند إصابة اليافعين بهذا المرض، في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون حياتهم الجنسية مزدهرة، إذ يحدث انخفاض الرغبة الجنسية المرتبطة بمرض السكري نتيجة:

الآثار الجانبية للأدوية مثل أدوية ارتفاع الضغط والأدوية المضادة للاكتئاب.
التعب المستمر ونقص مخازن الطاقة.
الكآبة وغياب الدافع.
المعاناة من القلق والتوتر.
الاضطرابات الهرمونية.
الإصابة بالاعتلال العصبي السكري: وهو نوع من تلف الأعصاب المرتبط بمرض السكري، والذي يُحدِث خدراً أو ألماً أو غياب الإحساس بالأعضاء التناسلية. ما يؤثر على الانتصاب عند الذكور ويُضعف التحفيز الجنسي عند الجنسين.

كيف يؤثر السكري على الرغبة الجنسية عند الذكور؟

يحدث التثبيط الجنسي وغياب الرغبة الجنسية عند مرضى السكري نتيجة الإصابة بمضاعفات تؤثر على أجهزتهم التناسلية، ومشكلة الصحة الجنسية الرئيسية التي تؤثر على الذكور المصابين بالسكري هي عدم القدرة على الانتصاب أو ضعف الحفاظ عليه والذي يُعرف علمياً باسم “ضعف الانتصاب“.

والسبب هو تلف الأوعية الدموية نتيجة الإصابة بداء السكري، ما يؤثر على تدفق الدم في الأوعية التي تغذّي أعضاء التناسل الذكرية. كما يمكن أن يحدث “ضعف الانتصاب” بآلية أخرى، وهي تلف الأعصاب بالمنطقة التناسلية، بالإضافة إلى حدوث اضطراب في مستويات هرمون [tooltip content=”هو هرمون الذكورة لدى الإنسان، يُصنع في الغدد الجنسية لدى الذكر (الخصيتين)، وتعد مستويات التستوستيرون مهمة للنمو وتطور الوظائف الجنسية الذكرية الطبيعية وصفات الذكورة.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%aa%d8%b3%d8%aa%d9%88%d8%b3%d8%aa%d9%8a%d8%b1%d9%88%d9%86/” ]التستوستيرون[/tooltip] كأحد الآثار الجانبية للأدوية المستخدمة في علاج السكري.

تعاني فئة من الذكور المصابين بحالة تسمى “القذف إلى الوراء“، ويتم فيها قذف السائل المنوي إلى المثانة بدلاً من الخروج من فوهة الأعضاء التناسلية، والسبب هو ضعف في عضلات المعصرة الداخلية المسؤولة عن فتح وغلق فوهة الإحليل. كما تتسبب مستويات السكر المرتفعة بإحداث تلف في الأعصاب المغذّية لهذه العضلة، ما يساهم أيضاً في حدوث القذف إلى الوراء.

كيف يؤثر السكري على الرغبة الجنسية عند الإناث؟

أما بالنسبة للإناث، يعتبر جفاف المهبل أكثر مضاعفات الإصابة بداء السكري المرتبطة بالصحة الجنسية، حيث يحدث جفاف المهبل نتيجة التبدلات الهرمونية وضعف تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.

من جهة أخرى، تزداد فرص حدوث الالتهابات المهبلية عند الإناث المصابات بالسكري ما قد يثبط الرغبة الجنسية، إضافة إلى حدوث التهابات المسالك البولية المتكررة نتيجة حدوث ركودة بولية ناجمة عن أضرار المثانة العصبية.

كيف يتم التعامل مع ذلك؟

مشكلات الصحة الجنسية التي ترافق مرض السكري محبطة ومحدثة للقلق، فقد يكون التخلي عن هذا الجانب من حياة مرضى السكري بالكامل أسهل من إيجاد طرق للتعامل أو التكيّف معه، إلا أن هناك بعض النصائح المفيدة التي تعيد شيئاً من الرغبة للمصابين بالتمسك بهذا الجانب من حياتهم، نذكر أهمها:

تجربة أوقات مختلفة من اليوم للتقرب من الشريك: فإذا كان التعب والطاقة المنخفضة هما سبب تثبيط الرغبة الجنسية، يُفضل المحاولة في وقت تكون فيه الطاقة في ذورتها كالصباح أو بعد الظهر، فقد لا يكون الليل دائماً هو الوقت المناسب.
استخدم المواد المزلقة للتغلب على الجفاف: يُفضل استخدام المزلقات ذات الطبيعة المائية لإعادة التزليق الطبيعي للمهبل، كما يمكن للإناث استخدام الكريمات الحاوية على الأستروجين في حال غياب عوامل خطورة استخدامها.
استخدام الأدوية: يساعد العلاج الهرموني كلاً من الذكور والإناث في تدبير انخفاض الرغبة الجنسية، إلا أنه يوصى باستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء بأي دواء.
تدبير السكري بالشكل الأمثل حفاظاً على الصحة الجنسية: الحفاظ على الصحة العامة جيدة أمر مهم وأساسي للحفاظ على الصحة الجنسية، ولما كان داء السكري أكثر الأمراض تأثيراً على نوعية الحياة، يُنصح الأفراد بالالتزام بالأدوية والحمية الغذائية وممارسة التمارين بالشكل الأفضل حفاظاً على قوة الجسم.

البحث عن طرق أخرى للتقرب من الشريك: غياب الرغبة الجنسية لا يعني بالضرورة غياب الرغبة بقضاء الوقت مع الشريك، يُمكّن التواصل الجيد بين الزوجين من التوصل إلى طرق بديلة للتعبير عن المشاعر مثل التدليك أو الاحتضان.
التحدث مع الطبيب في حال تطور التثبيط الجنسي: إذ قد يكون الخلل علامة على تطور المرض أو أن العلاج لا يعمل.

ختاماً، يوصى دائماً باستشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية لاتباع الحلول المناسبة لتدبير هذه المشكلة.