متى تفوق إيجابيات الخضوع لجراحة البدانة مخاطرها ؟

متى نلجأ للعلاج الجراحي للبدانة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Terelyuk
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملاحظة عامة: البدانة مرض مزمن  قد يتسبب بأمراض أخرى في حال تفاقمه. ويعاني أكثر من نصف البالغين في الولايات المتحدة الأميركية من البدانة و مضاعفاتها، وقد صُنفت  على أنها السبب الرئيسي الثاني الأكثر شيوعاً للوفيات التي يمكن الوقاية منها في أميركا، إذ يعاني ثلث هؤلاء الأفراد من البدانة المفرطة أو ما يُسمى بـ “البدانة المرضية”.

والأشخاص الذين يعانون من البدانة  معرّضون بشكل أكبر للإصابة بالعديد من المشكلات الصحية الخطيرة. ، فالبدانة تتسبب   بالإصابة بأكثر من 30 مرضاً على رأسها:

  • داء السكري النمط الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • انقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
  • الأمراض القلبية.
  • الاحتشاءات الدماغية.
  • سهولة تجلط الدم وحدوث التخثر الوريدي العميق والانصمام الرئوي.
  • تشحم الكبد غير الناجم عن تناول الكحول.
  • القلس المعدي المريئي.
  • سلس البول واضطراب الحس العصبي.
  • هشاشة العظام.
  • حصيات المرارة.
  • سرطان القولون.
  • سرطان بطانة الرحم.
  • الاكتئاب.

اقرأ أيضاً: كيف تتسبب البدانة في حدوث داء السكري؟

مَن هم الأشخاص المؤهّلون للقيام بجراحة البدانة؟

لا ينصح بالخضوع لجراحة البدانة لكل من يعاني منها، فقبل أن يُصبح الشخص مؤهّلاً لخسارة الوزن جراحياً، عليه في البداية محاولة فقدان بعض الوزن بطرق غير جراحية لمدة 3 أشهر على الأقل ومعاينة النتائج.

وتعتبر الإصابة بالحالات الصحية المتعلقة بالبدانة عاملاً داعماً يوجّه لضرورة  الخضوع لجراحة بسبب ازدياد عوامل الخطورة المرافقة. وبحسب موقع الخدمات الصحية الوطنية البريطاني (The National Health Service)، يعتبر الشخص مؤهّلاً لجراحة البدانة في الحالات التالية:

  1. مؤشر كتلة الجسم (BMI) يعادل 40 أو أكثر، أو في حال تراوح بين 35-40 مع وجود إحدى الحالات الصحية التي قد تتحسن بفقدان الوزن مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
  2. عدم نجاح الطرق الأخرى في إنقاص الوزن.
  3. الموافقة على المتابعة طويلة الأمد بعد الجراحة، وإحداث تعديلات صحية في نمط الحياة وإجراء الفحوص المخبرية المنتظمة.

اقرأ أيضاً: 2.2 مليار شخص يعانون من السمنة والمرض، ولكننا ما زلنا نستخدم معيار قياس خاطئاً

أنواع العمليات الجراحية لنقص الوزن

1. المجازة المعدية

تعد المجازة المعدية من نوع (Rox-en-Y) أكثر عمليات إنقاص الوزن شيوعاً في الولايات المتحدة، حيث يتم فيها تقييد كمية الطعام المتناولة والحد من امتصاص الطعام من خلال إغلاق جزء من المعدة وتصغير حجمها.

ومن ثم ربط المعدة بعد التصغير إلى الأمعاء الدقيقة مباشرةً متجاوزةً القسم الأول من الأمعاء، ما يقلل من امتصاص المواد الغذائية وعلى رأسها الدسم والسكريات، فينقص بذلك عدد السعرات الحرارية الممتصة وبذلك ينقص الوزن.

2. ربط المعدة

إجراء آخر هو ربط المعدة عن طريق المنظار، ويتضمن وضع شريط مطاطي قابل للنفخ حول الجزء العلوي من المعدة، وينتج عن ذلك جيب علوي أصغر للمعدة وفتحة ضيقة تصل بين نصفها العلوي والسفلي، ما يُساعد على تعزيز الشعور بالشبع والامتلاء باكراً.

3. تحويل مسار البنكرياس

ومن الإجراءات الجراحية الأكثر تعقيداً تحويل مسار البنكرياس الصفراوي، ويتم فيه إحداث سوء في الامتصاص عن طريق استئصال جزء من المعدة ومن ثم وصل الجزء المتبقي مباشرةً بالأمعاء الدقيقة بالقرب من نهايتها، فتُمنع بذلك إنزيمات البنكرياس من ممارسة دورها الهاضم، وبذلك يحدث سوء الامتصاص. ولا يميل المرضى عادة لاختيار هذا النمط الجراحي؛ نظراً لوجود احتمال أكبر لتطوير مضاعفات طويلة الأمد متعلقة بسوء الامتصاص.

4. تدبيس المعدة

يوجد نوع آخر من الإجراءات الجراحية التي تعتمد على إنقاص حجم المعدة واستئصال الأنسجة المعدية المُفرزة لهرمون الغريلين تُسمى تقويم المعدة العمودي أو تدبيس المعدة، والتي تعتبر من الإجراءات التقليدية التي تتضمن وضع دبابيس أو أربطة متتالية على أحد أطراف المعدة، ما يؤدي إلى إنقاص حجمها، ولكن نادراً ما يتم تنفيذ هذا الإجراء اليوم بسبب معدل الفشل المرتفع.

نتائج متباينة

بشكلٍ عام، تُعد الإجراءات التي تقلل من حجم المعدة إضافةً إلى التي تحدث سوء امتصاص مثل المجازة المعدية أكثر نجاحاً من إجراءات ربط المعدة في تعزيز إنقاص الوزن. كما تُعد المجازة المعدية الإجراء الأكثر إنقاصاً للوزن خلال أول سنتين بعد العمل الجراحي، حيث قد يفقد الشخص ما يعادل 65% من وزنه عند القيام بهذا الإجراء مقارنةً بفقدان 35% من الوزن عند القيام بربط المعدة عن طريق المنظار.

اقرأ أيضاً: الآثار الجانبية لعملية تحويل مجرى المعدة التي تؤدي إلى إيقاف مرض السكري

فوائد جراحة البدانة ومخاطرها

مثل جميع العمليات الجراحية، فإن جراحات البدانة لها فوائد ومخاطر، ولا ينبغي لأي شخص أن يقرر إجراء عملية جراحية دون أن يكون على علم تام بكلٍ من الإيجابيات والسلبيات، ويفضل التمهل والتشاور مع المختصين عند أخذ قرار كهذا.

من فوائد جراحة البدانة أنها تؤخر عودة اكتساب الوزن على عكس باقي أساليب وطرق إنقاص الوزن غير الجراحية، ولكن بالمقابل قد لا يستجيب بعض المرضى للجراحة بالشكل المطلوب نتيجة عدم التقيد بتوصيات وتعديلات نمط حياة ما بعد العمل الجراحي كما ينصح الطبيب. إذ تتحقق المحافظة طويلة الأمد على خسارة الوزن بتعديل نمط ونوعية النظام الغذائي والالتزام بممارسة التمارين الرياضية، ولا يتم الاعتماد على العمل الجراحي فقط لتحقيق النتائج المرغوبة.

ومن الفوائد الأخرى تحسين الصحة، إذ ​​تتحسن معظم الحالات الطبية المرتبطة بالبدانة بشكل كبير بعد الجراحة وخاصة مرض السكري وانقطاع التنفس أثناء النوم وارتفاع ضغط الدم.

أما بالنسبة للمضاعفات، فتتراوح بين الخفيفة مثل التعب المرافق لقلة امتصاص المواد المغذية إلى الشديدة مثل “متلازمة الإغراق”، وهي عبارة عن تقلصات وآلام بطنية وإسهال وغثيان يلي تناول الغلوكوز، وقد تتطور لحالات فقدان وعي، إذ ينتقل الطعام بسرعة كبيرة في الأمعاء ما لا يسمح بامتصاص المواد الغذائية بالشكل الصحيح ويحدث نقص في سكر الدم.

كما قد تظهر أعواز غذائية طويلة الأمد مثل عوز فيتامين أ و ب 12 وفيتامين د وحمض الفوليك والتي بدورها تتسبب بحدوث فقر دم، ولهذا السبب يُنصح دائماً بدعم المرضى خلال فترة الرعاية وما بعد العمل الجراحي بالمكملات الغذائية باستشارة الطبيب.

اقرأ أيضاً: ما هي مصادر الحصول على حاجتنا اليومية من فيتامين د؟

ومن المضاعفات المتعلقة بمكان العمل الجراحي نذكر:

  • الإنتان.
  • انسداد الأمعاء.
  • انثقاب الأمعاء.
  • القرحة الهضمية.
  • تجلطات دموية.
  • حصيات المرارة الناجمة عن فقدان الوزن السريع.