ما أسباب الصداع في رمضان وكيف يمكن تجنبه؟

ما أسباب الصداع في رمضان وكيف يمكن تخفيفه وتجنبه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Vectorium
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

على الرغم من كل الشوق والسعادة التي يشعر بها الصائمون بحلول الشهر الفضيل وصيام أيامه المباركة، فإن العديد من الصائمين قد يعانون من الصداع خلاله، والذي قد يكون شديداً خاصةً خلال الأيام الأولى من الشهر وهو ما يُسمى بصداع أول رمضان (First-of-Ramadan headache)، ثم ما يلبث أن يخف تدريجياً مع تتالي الأيام. يسبب هذا الصداع الشعور بالضيق وضعف التركيز وعدم القدرة على إكمال المهام، فما أسباب الصداع في رمضان وما النصائح التي يمكنك اتباعها للتخفيف منه أو تجنبه؟

أعراض الصداع خلال رمضان

تتشابه أعراض الصداع في رمضان مع صداع التوتر، وهو الصداع الذي يسبب ضيقاً أو ضغطاً حول الرأس، ولا ينبض نبضاً. ومع ذلك، تختلف شدة الأعراض من شخص إلى آخر، ويمكن أن تكون أعراضه على النحو التالي:

  • ألم في جانبي الرأس.
  • ألم في جبهة الرأس.
  • ألم في الرأس يحدث غالباً في فترة ما بعد الظهر وفي المساء قبل الإفطار، أو قد يحدث بعد الإفطار، أو بشكل خفيف في الصباح.
  • شدة الألم من خفيف إلى متوسط.
  • مدته من ساعة إلى ساعتين.

اقرأ أيضاً: نصائح للتغلب على اضطرابات النوم في رمضان

أسباب الصداع في رمضان

لا يزال السبب الدقيق لحدوث صداع الصيام غير محدد بدقة، لكن ثمة بعض الأسباب المحتملة لذلك، مثل:

  • التغيير في نمط النوم: مع قدوم رمضان، من المتوقع أن ينام الصائم وقتاً أقل بسبب الاستيقاظ عند الفجر لتناول وجبة السحور أو لأداء صلاة إضافية، وهذا التغيّر المفاجئ في ساعات النوم وقلته قد يسبب شعوراً بالدوخة والخمول والصداع.
  • الجفاف: يعني الجفاف أن الجسم يفقد السوائل أكثر مما يستهلك، ما يؤدي إلى نقص محتوى الماء في الجسم، وحينها يستجيب الدماغ عن طريق تقليص حجمه قليلاً ما يؤدي إلى الشعور بألم الصداع.
  • انسحاب الكافيين والنيكوتين: يشير الانسحاب (Withdrawal) إلى رد فعل الجسم عندما ينخفض فجأة المدخول اليومي المعتاد من بعض المواد المسببة للإدمان مثل الكافيين الموجود في القهوة أو النيكوتين الموجود في السجائر، وهو ما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض مثل تقلب المزاج وعدم التركيز والقلق والصداع.
  • نقص التغذية: في حال تخطي وجبة السحور، أو في حال تناول الأطعمة عالية المحتوى بالسكر أو الدهون على الإفطار، أو عدم تناول ما يكفي من السوائل أو الأطعمة عالية المحتوى بالماء، فقد لا يحصل الجسم على الفيتامينات والمعادن الضرورية التي يحتاجها لأداء مهامه بشكل جيد خلال النهار، ما يؤدي إلى النتائج السلبية السابقة نفسها مثل الجفاف ونقص السكر في الدم والخمول والتي تسبب في النهاية الشعور بالصداع.
  • انخفاض سكر الدم: من الأسباب المحتملة للصداع في رمضان انخفاض نسبة السكر في الدم. إذ وبالنسبة لبعض الأشخاص الذين لديهم تركيبة جينية معينة، فقد تؤثر التغيرات الطفيفة في نسبة السكر في الدم على مستقبلات الألم في الدماغ ما يؤدي إلى حدوث صداع الصيام. من ناحية أخرى، لا يعتقد بعض العلماء أن نسبة السكر في الدم هي سبب الصداع أثناء الصيام في رمضان، وذلك لاعتقادهم أن مستويات الغليكوجين في الكبد كافية للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية لمدة 24 ساعة، كما أن صداع الصيام قد يحدث حتى ولو كانت مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الصداع الناجم عن نقص السكر في الدم يتميز بألم نابض في حين أن صداع الصيام ليس كذلك.
  • الصداع الموجود أساساً: وجدت بعض الدراسات أن التغيير في عادات النوم والطعام والجفاف يفاقم وتيرة حدوث الصداع النصفي وحدّته عند الأشخاص الذين يعانون منه مسبقاً. 

اقرأ أيضاً: النظام الغذائي المناسب لمرضى السكري في رمضان

كيفية التغلب على الصداع في رمضان

ثمة بعض العلاجات التي قد تستطيع تخفيف الصداع الناتج عن الصيام، مثل:

  • الروائح العطرية: قد تساعد بعض الزيوت العطرية مثل الخزامى (اللافندر) والنعناع على تهدئة الغثيان أو الصداع، فللعطر تأثير إيجابي على الجهاز الحوفي للدماغ، وهو الجزء المسؤول عن تنظيم العواطف والمزاج. ومع ذلك، ينبغي تجنب استنشاق الروائح مباشرة من الزيوت، وإنما نشرها في هواء الغرفة واستنشاق البخار المعطر، أو وضع بعض قطرات من الزيت مباشرة على الجبهة.
  • تدليك الرأس: تدليك الرأس بشكل صحيح فعّال في تقليل الضغط أو التوتر حول الرأس كما قد يقلل من شدة الألم ومدته.
  • وضع الكمادات الباردة: يمكن استعمال كمادات الثلج أو المناشف الباردة المبللة على الرأس أو الرقبة من أجل تخدير ألم الصداع، وذلك عن طريق تقييد تدفق الدم مؤقتاً إلى أعصاب الألم. بكلمات أخرى، سوف يركز الدماغ على الإحساس بالبرودة بدلاً من الشعور بالألم.
  • أخذ قسط من الراحة: إن الاستلقاء في مكان هادئ ومظلم وأخذ قيلولة لمدة 20 دقيقة في منتصف النهار قد يخفف الألم بشكل كبير، وهذه الطريقة قد تكون فعّالة أيضاً للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي، لأن آلامهم تميل لأن تكون حساسة للضوء والصوت، لكن ينبغي تجنب الاستيقاظ بحركة مفاجئة ما قد يؤدي إلى تفاقم الألم.

اقرأ أيضاً: لكِ ولطفك: نصائح للمرأة الحامل في رمضان

كيفية الوقاية من الصداع في رمضان

الوقاية خير من العلاج. لذلك، يمكنك اتباع بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل أو تمنع الإصابة بالصداع في رمضان، ومنها:

  • تناول الطعام باعتدال أثناء الإفطار: لأن الإفراط في تناول الطعام سوف يجعل أعضاء الجسم تعمل بجهد أكبر من المعتاد، وهذا الجهد الإضافي قد يسبب الشعور بالدوخة وربما الصداع. بالإضافة إلى ذلك، تجنب تناول الكربوهيدرات البسيطة مثل الحبوب المكررة والأطعمة عالية المحتوى بالسعرات الحرارية والسكر لأنها ترفع مستوى السكر في الدم بسرعة، ثم يليها انخفاض سريع في هذا المستوى، وهو ما قد يحفّز حدوث الصداع. استعض عنها بتناول الكربوهيدرات المعقدة، مثل الحبوب الكاملة التي تتمتع بمؤشر جلايسيمي منخفض، أي أنها ترفع مستوى الغلوكوز في الدم ببطء وتعمل على توفير الطاقة مدة أطول.
  • لا تتخطَ وجبة السحور: لأنها المصدر الأساسي للطاقة اللازمة للحفاظ على صحتك خلال اليوم، وأعطِ الأولوية لتناول الكربوهيدرات المعقدة والبروتين للحصول على الطاقة، والألياف لإطالة فترة الشبع، وكذلك الفواكه والخضروات عالية المحتوى بالماء، وقلل من الوجبات الخفيفة والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الصوديوم. علاوة على ذلك، قد يساعد تأخير السحور إلى نحو 30-40 دقيقة قبل الفجر على كبح الجوع المبكر.
  • اشرب كمية كافية من الماء: وذلك بأن تشرب كوبين من الماء أثناء الإفطار، ثم 4 أكواب ما بين الإفطار والنوم، ثم كوبين آخرين عند السحور، وتجنب العصائر المنكهة بالفواكه والمشروبات الغازية والكافيين لأن ذلك سيجعلك أكثر عطشاً.
  • حافظ على نمط نوم ثابت: وقد يساعدك المقال التالي في التغلب على اضطرابات النوم خلال رمضان.
  • حاول أن تتغلب على حالات انسحاب الكافيين والنيكوتين: بالتقليل التدريجي من استهلاكها في الأسابيع التي تسبق شهر الصيام، كما أن فنجاناً من القهوة عند الفجر قبل بدء الصيام قد يخفف من صداع أول رمضان، مع تذكر شرب الماء بعده.

بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي والأمراض المزمنة والحالات الطبية، فيُوصى باستشارة الطبيب حول المخاطر التي يمكن توقعها خلال شهر رمضان، وطلب المشورة أيضاً بشأن أي تعديل يخص وقت تناول الأدوية، وإجراء المناقشات حول طرق تقليل شدة أعراض الصداع في رمضان.

اقرأ أيضاً: نصائح للمصابين بأمراض مزمنة لصيام شهر رمضان

ختاماً، يذكر أنه وفي حال عدم القدرة على السيطرة على الصداع في رمضان من خلال التدابير الوقائية أو النصائح السابقة، فينبغي استشارة الطبيب الذي قد يصف بعض الأدوية التي يمكن تناولها في الصباح الباكر قبل بدء الصيام.