ما الأسباب الكامنة وراء حدوث كهرباء الدماغ عند الأطفال وكيف تُعالج؟

حقوق الصورة: shutterstock.com/ SewCream

استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية

“كهربائية الدماغ عند الأطفال” هو المصطلح البديل لـ “الصرع عند الأطفال” في اللغة المحكية، ويشير إلى الحالة الصحية الناجمة عند تفريغ شحنات كهربائية شاذة تعبث بالنسق الطبيعي لكهربائية الدماغ، مؤديةً لحدوث نوبات اختلاجية تشمل غياب الوعي وتشنج كامل الجسم. وقد تمر الحالة دون أن تُبدي أي أعراض، لكن هذا لا ينفي أنها لا تؤثر سلباً على صحة دماغ الطفل وأنها لا تحتاج العلاج، فما أسباب كهربائية الدماغ عند الأطفال وما خياراتها العلاجية؟

أعراض كهربائية الدماغ عند الأطفال

يصبح نشاط الدماغ غير طبيعي أثناء نوب كهربائية الدماغ، ما يُحدث مجموعة من الأعراض التي قد تتفاوت بين ظهور سلوك غير طبيعي لفترة وجيزة موافقة لحدوث النوبة أو نجد المصابين يحدقون ساكنين لبضع ثوانٍ، أو يظهر اضطراب واضح في الأحاسيس، وقد تتسبب هذه الحالة في حدوث نوب اختلاجية في الحالات الأشد.

لتشخيص كهربائية الدماغ عند الأطفال يتوجب توثيق ما لا يقل عن نوبتين دون وجود أي محرضات خلال 24 ساعة، كما تتضمن أعراض كهربائية الدماغ التي توجه نحو التشخيص:

اضطراب في الوعي وقد يصل الأمر لفقدان الوعي التام في الحالات الأشد.
ثبات النظر وكأن الشخص يحدق في نقطة معينة.
تصلب العضلات.
حركات “رمعية” أي اهتزازية ونفضية في الذراعين والساقين.
انفلات المصرات.
ظهور أعراض نفسية مثل الخوف والقلق.
الشكوى من فترة نسيان تالية للنوبة لا يتذكر فيها الشخص ما حدث معه، كما تشمل الشعور بتعب شديد في الجسم وبالصداع.

أسباب حدوث كهربائية الدماغ عند الأطفال

لا يتم تحديد سبب وراء حدوث كهربائية الدماغ في 50% من الحالات، ولكن هناك مجموعة من العوامل المختلفة التي تؤدي دوراً في حدوثها بما في ذلك:

التاريخ العائلي: بعض أنواع كهربائية الدماغ يتم توريثها في العائلة الواحدة، إذ ترتبط بعض أنواع [tooltip content=”هو اضطراب في الدماغ يتميز بنوبات متكررة، تتميز النوبة بتغير مفاجئ في السلوك بسبب تغيير مؤقت في الأداء الكهربائي للدماغ، إذ يولد الدماغ طبيعياً نبضات كهربائية صغيرة بنمط منظم.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%b1%d8%b9/” ]الصرع[/tooltip] بجينات معينة، وبالنسبة لمعظم الناس تكون الجينات سبباً أكثر حساسية لحدوث الصرع بشكل أقوى من الظروف البيئية.
إصابات الرأس: يمكن لصدمات الرأس الرضية أن تسبب الصرع، وبشكل خاص إذا ترافقت مع حدوث ارتجاج في الدماغ أو نزوفات دماغية.
التشوهات الدماغية: تسبب تشوهات وأمراض الدماغ، بما في ذلك أورام الدماغ أو تشوهات الأوعية الدموية -مثل التشوهات الشريانية الوريدية- الصرع.
الالتهابات الدماغية: يتسبب التهاب السحايا والتهاب الدماغ الفيروسي وبعض أنواع العدوى الطفيلية في الإصابة بالصرع عند الأطفال.
إصابات الولادة: يكون الأطفال حساسين لحدوث تلف الدماغ أكثر من البالغين، لهذا السبب تؤدي الإنتانات الرحمية لدى الأم أو سوء التغذية أو نقص الأوكسجين أثناء الولادة إلى زيادة خطر حدوث تلف الدماغ، والذي بدوره يزيد خطر الإصابة بالصرع أو الشلل الدماغي.

علاج كهربائية الدماغ عند الأطفال

يبدأ الأطباء علاج كهربائية الدماغ عند الأطفال بالأدوية، وإذا لم تكن الأدوية قادرة على ضبط الحالة ومنع حدوث النوب، عندئذ قد يقترح الأطباء علاجاً آخر. تمنع الأدوية المضادة للاختلاج مثل “الفينوباربيتال” والفينتوئين” حدوث النوب عن طريق تثبيط الخلايا العصبية أو تقليل حساسيتها، ما يجعلها أقل عرضة للتأثر بالاضطرابات الكهربائية الشاذة.

الخيار العلاجي الثاني هو الجراحة، ولكن شروط اللجوء إليها خاصة، ويتم اللجوء إليها عندما تفشل الأدوية في السيطرة بشكل جيد على النوبات، حيث تتم إزالة المنطقة الدماغية المتهمة بإصدار الإشارات الكهربائية غير الطبيعية، ولهذا يشترط أن تكون هذه المنطقة الدماغية محصورة بمنطقة صغيرة جداً حتى يتمكن الجراح من استئصالها بشكل تام.

ومن مضادات استطباب العمل الجراحي أن تشمل المنطقة المراد استئصالها مناطق الدماغ المسؤولة عن الوظائف الحيوية مثل الكلام أو اللغة أو الوظيفة الحركية أو الرؤية أو السمع.

كما يوجد شكل علاجي آخر وهو “التحفيز العميق للدماغ” والذي يقوم فيه الجراحون بزرع أقطاب كهربائية في جزء من الدماغ، عادةً ما يكون المهاد، ليتم توصيل الأقطاب الكهربائية بمولد يُزرع في منطقة الصدر، ومن ثم يُرسل المولد نبضات كهربائية إلى الدماغ خلال فترات زمنية معينة لكي تلغي التأثير السلبي للإشارات الكهربائية غير الطبيعية ما يقلل من حدوث النوب، وعادةً ما يستخدم التحفيز العميق للدماغ للأطفال الذين لا تتحسن نوبهم بعد تناول الأدوية المضادة للصرع.