ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يلتبس الأمر على الكثيرين فيما يتعلق بأنواع مرض السكري وخيارات العلاج في كلٍّ منها؛ لذا دعنا نأخذ فكرة مبسطة عن أنواع هذا المرض وطرق علاج كلٍّ منها.

ما الفرق بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني؟

ليتضح الأمر تخيل معي أنك أنهيت عملك وعُدتَ إلى شقتك آخر النهار مُتعباً فأخرجت مفتاحك وفتحت به الباب، ودخلت لترتاح في فراشك الدافئ، الآن تعال نعيد توزيع الأدوار في المشهد:

  • تخيل أن شقتك تمثل أية خلية في جسمك.
  • وأن المفتاح الذي في جيبك، والذي بدونه لن تدخل الشقة هو الإنسولين، وهو هرمون يتم إفرازه من “خلايا بيتا” الموجودة في البنكرياس.
  • وأنت السكر فهذا دورك في المشهد.

يمكننا الآن صياغة المشهد السابق بعد أن استبدلنا الأدوار فنقول: حتى يتمكن السكر من الدخول إلى الخلايا فلا بد من وجود هرمون الإنسولين الذي يُسَهِّل هذه العملية، وأي خلل في هذه العملية سينتج عنه عدم قدرة الخلايا على الاستفادة بالسكر مع تراكم السكر في الدم، وهو ما نسميه بـ “مرض السكري”.

اقرأ أيضاً: انخفاض السكر في الدم: دليلك للأعراض والأسباب والعلاج

مرض السكري من النوع الأول

مرض السكري من النوع الأول

يمكننا تشبيه هذا النوع بأن تعود إلى بيتك فلا تجد مفتاحك؛ وبالتالي ستظل في الشارع ولن تستطيع الدخول إلى شقتك حتى تجد مفتاحك أو تصنع نسخة أخرى منه.

لذا يمكننا القول أن ما يسبب مرض السكر من النوع الأول هو غياب الإنسولين أو نقصه الشديد في الدم ما يمنع الخلايا من الاستفادة من الجلوكوز، وبالتالي يزداد مستوى الجلوكوز في الدم عن الحد الطبيعي لأنه لا يجد الإنسولين اللازم لإدخاله إلى الخلايا.

تظهر أعراض النوع الأول من السكر لأول مرة في سن صغيرة غالبًا، وقد تظهر للمرة الأولى لدى كبار السن أيضًا، لكن بنسبة أقل.

ويتم علاج مرض السكر من النوع الأول في الأساس بتعويض النقص من الإنسولين كي يتمكن الجسم من الاستفادة من السكر، بالإضافة للتحكم في كمية السكر التي يتناولها المريض واتباع أسلوب حياة صحي. لكن أساس العلاج هو الإنسولين.

اقرأ أيضاً: كل ما تودين معرفته عن سكري الحمل من الأعراض حتى العلاج

مرض السكر من النوع الثاني

مرض السكري من النوع الثاني

دعنا نتخيل مشهد الشقة مجدداً، لكنك هذه المرة تعود وتقف أمام الباب وتمد يدك إلى جيبك فتجد مفتاحك بالفعل، لكنه لا يفتح. ثم تخرج بقية المفاتيح من جيبك وتجربها جميعاً فلا تستطيع الدخول أيضاً. وبعد ذلك تكتشف أن صاحب البيت قام بتغيير القفل عندما تأخرت عن دفع الإيجار وأن لا سبيل لدخول الشقة إلا إذا استرضيت الرجل ليعيد قفلك القديم أو يعطيك مفتاحاً للقفل الجديد!

ويمكننا أن نصيغ هذه القصة بأسلوب علمي فنقول:

إن السبب الرئيسي لمرض السكر من النوع الثاني هو مقاومة خلايا الجسم للإنسولين (والذي رمزنا له بتغيير القفل)، وبالتالي قد يزيد مستوى السكر في الدم على الرغم من توفر الإنسولين (لاحظ أن مفتاحك كان معك طوال الوقت)، بل وقد يزيد الإنسولين لدى بعض مرضى السكر من النوع الثاني عن الحد الطبيعي في محاولة للتغلب على مقاومة الجسم للإنسولين (هل تتذكر بقية المفاتيح التي أخرجتها من جيبك؟).

تظهر أعراض السكري من النوع الثاني لدى كبار السن -غالباً-، لكنه قد يصيب الأطفال والمراهقين كذلك، وبالأخص مَن يعانون من السمنة المفرطة أو أسلوب الحياة غير الصحي.

علاج السكري من النوع الثاني يعتمد غالباً على التخلص من الأسباب التي أدت إلى مقاومة الخلايا للإنسولين، كإنقاص الوزن وممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة صحي، وتعديل جرعات بعض الأدوية التي تسبب مقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى الاستعانة ببعض الأدوية التي تساعد في تقليل مقاومة الخلايا للإنسولين أو تعمل على تحفيز “خلايا بيتا” لإفراز الإنسولين.

وقد يلجأ مرضى السكر من النوع الثاني لاستخدام حُقَن الإنسولين، كما يفعل المصابون بالنوع الأول، في بعض الحالات كالحمل والرضاعة، أو في الحالات المتقدمة من النوع الثاني، والتي تُستَهلك فيها خلايا بيتا فتصبح غير قادرة على إنتاج ما يكفي من الإنسولين.

أعراض مرض السكري

أما أعراض مرض السكري فهي كثيرة ومتنوعة، لكن الأعراض الثلاثة الأكثر شيوعاً تتمثل في:

  • كثرة التبول: حيث تتخلص الكليتان من السكر الزائد بإخراجه في البول.
  • العطش الشديد والرغبة في الشرب بشكل متكرر: نتيجة لفقدان الجسم كميات كبيرة من الماء أثناء التبول.
  • الجوع المستمر والحاجة المتكررة للطعام: نتيجة لعدم قدرة الخلايا على الاستفادة من الجلوكوز الممتص من الطعام.

اقرأ أيضاً: هل سيُستخدم رذاذ الإنسولين في المستقبل من أجل كبح الشهية للطعام؟

في النهاية نود التنويه إلى أن هذه الإجابة تهدف إلى إعطاء فكرة مبسطة عن طبيعة مرض السكر وطرق علاجه، ولا يجب الاعتماد عليها كمرجع للتشخيص أو العلاج.

 

نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة محمد ياسر، طبيب امتياز في مستشفيات جامعة المنصورة.