لماذا يعد الشتاء موسم الأمراض وليس الصيف؟

لماذا يعد الشتاء موسم الأمراض وليس الصيف؟
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Maria Mikhaylichenko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“لا تكثروا الخروج من المنزل في فصل الشتاء” هي كلمات أجدادنا المألوفة والتي اعتدنا سماعها منذ طفولتنا، وكنّا نعتقد أن تفادينا لمطر الشتاء أو الإكثار من الملابس قد يقينا من نزلات برد الشتاء، لنعود إلى المنزل برفقة نزلة برد أو عدوى إنفلونزا بسيطة أو شعور غير مُفسّر بالتعب في كل مرة نخرج فيها خلال الأشهر الباردة ونحن متأهبون ومتأكدون من أن لخطابهم معنا تتمة غنية عن الذكر، لكن لماذا هذا؟ وهل السبب هو المطر أمْ البرد أم هناك عوامل أخرى؟

هل تنتشر الأمراض أكثر في فصل الشتاء؟

بالنسبة للكثيرين يستحضر الشتاء الطقوس الدافئة المليئة بالمشروبات الساخنة ونار الموقد وصوت المطر، وبالنسبة للبعض الآخر هو فصل نزلات البرد وحالات الإنفلونزا وزيادة التردد على عيادة الأمراض الصدرية. يقول الطبيب “ويليام شافنر“، وهو أخصائي في الأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت الأميركية: “موسم الشتاء هو الوقت من العام الذي نشهد فيه المزيد من التهابات الجهاز التنفسي حيث تنتقل العدوى التنفسية بسهولة أكبر في فصل الشتاء لسببين؛ الأول هو قضاء وقت طويل في أماكن مغلقة بالقرب من بعضنا بعضاً والثاني هو انخفاض الرطوبة”.

اقرأ أيضاً: لشتاء دون زكام: إليك 10 فوائد صحية للكركديه تجعله أفضل العلاجات الطبيعية

تنتقل الإنتانات بسهولة أكبر عند وقوع شخصين في “منطقة التنفس”، وهي مسافة تُقدر بـ 3 أقدام تفصلنا عن الشخص الذي يواجهنا. والأمر الذي يساعد ذلك هو انخفاض الرطوبة والتي تُساعد العوامل الممرضة على البقاء في الهواء لفترة كافية حتى يتمكن الشخص المقابل من تنفسه.

العوامل التي تساعد في ازدياد أمراض الشتاء

المطر بحد ذاته لا يزيد من انتشار أمراض الشتاء، إلا أن لبعض العوامل المتعلقة بهذا الفصل دوراً في زيادة معدل حدوثها، ومن هذه العوامل نذكر:

  • قضاء معظم الوقت في الداخل: عندما يكون الطقس بارداً فإننا نقضي معظم وقتنا في الداخل، ومع وجود مدفأة نحن نغلق النوافذ ونمنع بذلك تأمين تهوية جيدة لمنازلنا، ما يزيد من فرص انتشار أمراض الجهاز التنفسي.
  • وجود ظروف ملائمة لنمو الفيروسات: تنمو الفيروسات بشكل أكبر في الطقس الجاف والبارد الذي يرافق فصل الشتاء، إذ يسمح هذا الطقس للفيروسات في البقاء مستقرة ومعدية لفترة أطول. 
  • عدم تأهب أجسامنا لمحاربة الفيروسات: يسيل الأنف عادةً عند انخفاض درجة الحرارة حتّى إن لم نكن مصابين بنزلة البرد، الأمر الذي يجعل الإصابة بالفيروس أسهل نتيجة ضعف القدرة على التخلص من المخاط بشكل فعّال والذي يستقطب الفيروسات بشكل أعلى. الأمر نفسه يزيد من تفاقم الأمراض الصدرية المزمنة مثل الربو، إذ إن الإصابة بأحد الفيروسات التنفسية سيزيد من شدة الربو وأمراض التحسس بشكل عام. من جهة أخرى، قد يؤدي تنفس الهواء البارد دوراً في إضعاف الخطوط المناعية الدفاعية في أجسامنا، ما قد يزيد تهديد الإصابة بالأمراض شتاءً.

اقرأ أيضاً: ما أعراض الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي؟ وهل يمكن التمييز بينهما؟

  • التعرض المنخفض لأشعة الشمس: عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس يعني انخفاض مستويات فيتامين د، ما يؤثر بشكل كبير على الاستجابات المناعية الفعالية لأجسامنا.

نصائح عامة للوقاية من أمراض الشتاء

من أهم النصائح التي تساعد في إعادة التوازن إلى صحتنا وتعزيز مناعتنا التي أضعفتها عوامل لا يمكننا التحكم بها ما يلي: 

  • الحصول على لقاح الإنفلونزا مع بداية فصل الشتاء.
  • الالتزام بنمط غذائي صحي غني بفيتامين د وفيتامين سي والمعادن الأساسية يعزز من مناعة الجسم.
  • الحرص على تعريض أجسامنا لأشعة الشمس لزيادة مستويات فيتامين د.
  • تجنب الأماكن شديدة الازدحام.
  • التأكد من ارتداء قناع وجهي عند استخدام وسائل المواصلات العامة.
  • تجنب الخروج من المنزل أو مخالطة العائلة عند الشك بالإصابة بنزلة البرد أو أحد الأمراض الالتهابية.
  • الحرص على تهوية المنزل لمدة نصف ساعة صباحاً ومساءً.
  • غسل اليدين لمدة 20 دقيقة بالماء الدافئ والصابون في كل مرة نعود فيها من الخارج.
  • تجنب لمس الوجه أو العينين أو الأنف في حال لم نكن متأكدين من نظافتها.

اقرأ أيضاً: من بينها فيروس كورونا: تعرّف إلى 6 فيروسات قاتلة في العالم

فربما كان أجدادنا محقين بشأن تأجيل الخروج من المنزل لطقس أكثر دفئاً، والبقاء في الداخل عوضاً عن الخروج مستمتعين بالدفء وبالوجبات الصحية لتحسين مناعتنا التي أضعفها طقس الشتاء.