ما الفرق بين ألم الدورة الشهرية وألم المراحل المبكرة للحمل؟

ما الفرق بين ألم الدورة الشهرية وألم المراحل المبكرة للحمل؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Anastasiia Usenko
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشترك الدورة الشهرية والمراحل المبكرة للحمل بآلام وتقلصات وحتى بأحاسيس نفسية وأعراض جسدية متشابهة، ما يجعل التمييز بينهما محيراً قليلاً، ومع ذلك توجد مجموعة من النقاط المفتاحية التي تعزز التوجه نحو أحد الاحتمالين وتلغي الآخر وهي طبيعة الألم ووقت حدوثه وكم استمر والأعراض التي رافقته.

ما صفات الألم المرافق لكلٍّ من الحمل والدورة الشهرية؟

النجم اللامع في سلسلة التغيرات والأحاسيس المختلفة المرافقة لكلٍّ من المراحل المبكرة للحمل والدورة الشهرية هو “التبدلات الهرمونية المرافقة” لكلتا الحالتين، والتي تكون مسؤولة عن معظم هذه الأعراض، إذ ينجم ألم المرحلة المبكرة من الحمل عن انغراس البيضة الملقحة في بطانة الرحم والتي تستمر في إطلاق هرمون البروجسترون، مسببة شعوراً بالانتفاخ وتقلصات خفيفة تشبه شعور الوخز أو الشد والتي تنتشر في أسفل البطن وأسفل الظهر وتستمر ليوم أو يومين، وقد يكون من الصعب فهم طبيعة هذا الألم على وجه الدقة فلا يوجد ما يكفي من الأبحاث حول تقلصات الانغراس كما أن الإحساس بها يختلف بشكل كبير من أنثى إلى أخرى.

اقرأ أيضاً: كيف تُفرّق بين ألم العضلات وألم الكليتين؟

من جهة أخرى، يحدث ألم الدورة الشهرية نتيجة تمزق وانسلاخ بطانة الرحم عن جسم الرحم وطرحها خارج الجسم، حيث ينجم هذا الانسلاخ عن الانخفاض الحاد والمفاجئ في مستوى هرمون البروجسترون نتيجة عدم حدوث الحمل، الأمر الذي يُفسّر الشعور بتقلصات الدورة الشهرية بشكلٍ أكثر حدة أسفل البطن وفي منطقة الحوض، وعادةً ما تصف الإناث ألم الدورة الشهرية على أنه أكثر شدة وأكثر ألماً من ألم المراحل المبكرة للحمل. 

ماذا عن الدور الذي يؤديه توقيت حدوث الألم ومدة استمراره في تمييز سبب الألم؟

يساعد تقدير وقت حدوث الألم على تحديد السبب إلى حد كبير، فالألم الذي يحدث بعد 14 يوماً بدءاً من أول يوم لآخر دورة طمثية هو ألم الإباضة، أمّا الألم الذي يبدأ بعد 25-28 يوماً من أول يوم لآخر دورة طمثية فينبئ بأن الدورة الطمثية القادمة في طريقها إلى الحدوث، ويستمر عادةً هذا الألم 24 ساعة قبل بدء النزف الطمثي أو لمدة تصل إلى 48 ساعة قبل الطمث في حال الإصابة بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، إذ يكون الألم أشد ويستمر لفترة أطول.

اقرأ أيضاً: الفرق بين الإفرازات المهبلية أثناء الحمل وإفرازات الدورة الشهرية

من جهة أخرى، يحدث ألم الانغراس بعد 10 أيام من الإباضة كحد أقصى، أي بعد 22-24 يوماً من أول يوم لآخر دورة طمثية، فإذا حدثت تقلصات تشبه الوخز خلال هذا الوقت وفي ظل ممارسة العلاقة الزوجية دون أي موانع حمل، فغالباً ما يكون هذا الألم مؤشراً للحمل، وعادةً ما يستمر ألم الحمل لمدة يوم واحد أو اثنين بالحد الأقصى.

ما الأعراض المرافقة لكلٍّ من ألم الدورة الشهرية وألم الحمل؟

تشترك متلازمة ما قبل الحيض والمراحل المبكرة للحمل بمجموعة من الأعراض مثل تبدلات المزاج والاضطرابات الهضمية، إلا أن هذه الأعراض عادةً ما تختفي بمجرد بدء الدورة الشهرية، وبالتالي فإن استمرت هذه الأعراض ورافق ذلك غياب النزيف الطمثي فيشير ذلك إلى احتمال حدوث الحمل.

ومن أبرز الأعراض التي ترافق ألم التقلصات والتي تساعد على تمييز فيما إذا كان الألم مرافقاً للحمل أو للدورة الطمثية نذكر:

  • البقع النزفية: يشيع حدوث نزف الانغراس بعد 10-14 يوماً من انغراس البيضة الملقحة إلى الحمل ويقتصر ذلك على ظهور بقع نزفية خفيفة، بينما لا يحدث في متلازمة ما قبل الحيض أي نزوف أو خسارة دم قبل نزف الطمث الصريح، وبشكلٍ عام يكون نزف الانغراس أخف بكثير من نزف الطمث.
  • الإمساك: يشيع بطء حركية الأمعاء والإمساك في الحمل ومتلازمة ما قبل الطمث، والفرق أن الإمساك يستمر خلال الثُلثين الأوليين من الحمل بينما يغيب في اليوم الذي يسبق الطمث.
  • ألم الثدي: يبلغ ألم الثدي ذروته قبل الحيض مباشرةً عند الإناث اللاتي يعانين متلازمة ما قبل الطمث، ويتحسن بمجرد ظهور النزف الطمثي. في الوقت الذي تبدأ فيه آلام الثدي خلال أول أسبوعين من حدوث الحمل وتستمر حتى الولادة.
  • التعب: هرمون البروجسترون هو المسؤول عن حدوث التعب والإرهاق قبل الدورة الشهرية ليزول هذا التعب بمجرد بدء الطمث، إلا أنه بالمقابل قد يستمر طوال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وفي بعض الحالات يمكن أن يستمر طوال فترة الحمل.

اقرأ أيضاً: كيف تُميّز إن كان ألم الصدر قلبي أمْ عضلي المنشأ؟

ختاماً، يُساعد فهم طبيعة الألم ومرافقاته على تمييز ألم الدورة الطمثية عن ألم الحمل، ومع ذلك لا تعتبر هذه المعلومات حاسمة في التفريق، حيث يبقى إجراء اختبار الحمل المنزلي العامل الحاسم في تحديد إن كانت الأنثى حاملاً أم لا، وذلك في حال غياب النزف الطمثي، وفي الوقت نفسه يكون النزف الطمثي العامل الآخر الحاسم الذي يقرر أن مصدر الألم هو الدورة الطمثية لا أكثر.