كيف تُفرّق بين ألم العضلات وألم الكليتين؟

كيف تُفرّق بين ألم العضلات وألم الكليتين؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ TB studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مع أننا نتفق جميعاً أن لا رغبة أقوى من تسكين الأوجاع وإخماد التأوهات عندما نشكو من ألم في منطقة معينة، لكن ينبغي ألّا ننسى أهمية البحث في العامل المسبب لتلك الآلام، وذلك لتدبير مصدر الألم وعدم التركيز على تدبير تظاهرات المرض كالألم.

وربما يكون ألم أسفل الظهر أكثر آلام الجسم مراوغة وأصعبها تشخيصاً، فمع وجود الطبقة العضلية والكليتين تحتها، كيف يميّز الأطباء إن كان الألم عضلي المنشأ أم ناجماً عن الكليتين؟ والإجابة هي أن الأطباء يعتمدون أثناء أخذ القصة السريرية للألم على عدة محاور تساعدهم على تقرير ذلك وهي: طبيعة الألم وانتشاره والأعراض المرافقة له.

اقرأ أيضاً: كيف تُميّز إن كان ألم الصدر قلبي أمْ عضلي المنشأ؟

النقاط المفتاحية التي تُميّز ألم الكليتين

ألم الكليتين أقل شيوعاً من ألم أسفل الظهر العضلي ويُطلق عليه مسمى “الألم القولنجي”، و ينجم إمّا عن حالة التهابية كالتهاب المسالك البولية أو قد يعود لوجود حصاة في الكلية أو في الحالب. من جهة أخرى، تُسبب الكلية عديدة الكيسات وسرطان الكلية ألماً كلوياً في المراحل الأخيرة.

يتركز ألم الكليتين في الخاصرتين تماماً بين أسفل القفص الصدري والوركين، في جهة واحدة من الجسم أو في الجهتين، إذ يعتمد ذلك على العامل المرضي الذي يُسبب الألم، إلا أنه عادة ما يكون الألم الكلوي أحادي الجانب.

طبيعة ألم الكليتين

ألم الكليتين قولنجي الطبيعة أي أنه حاد ونوبي، بمعنى أنه يشتد ويعود ليهدأ، ويتكرر ذلك. هذا الألم مميز لألم الحصيات الكلوية، أمّا في الحالات الانتانية كالتهاب المسالك البولية، يكون الألم أكثر ثباتاً ويستمر لفترات أطول، وكذلك الأمر بالنسبة لألم الكلية عديدة الكيسات أو آلام سرطان الكلية.

كما يتميز الألم القولنجي بأنه يدفع المريض إلى التحرك بشكلٍ مستمر بحثاً عن وضعية تريحه، فلا تراه هادئاً أو جالساً بهدوء بل يبقى في حالة من الهياج والحركة المستمرة أثناء اشتداد الألم. ويستمر الألم إلى أن يتم تدبير الحالة الصحية التي تقف وراء الأم الكلوي إذ لا يزول من تلقاء نفسه.

انتشار ألم الكليتين

ألم الكليتين لا يثبت في مكان واحد وعادةً ما ينتشر إلى الوجه الداخلي للفخذ أو إلى أسفل البطن وذلك في جهة الإصابة نفسها، فإذا كان الألم متمركزاً في الخاصرة اليُسرى، فينتشر الألم عندئذ للوجه الداخلي للفخذ الأيسر أو لأسفل البطن مع اشتداده في الجهة اليسرى منه.

اقرأ أيضاً: دليل مبسّط للوقاية من ألم الذراع الناتج عن استخدام الهاتف

الأعراض المرافقة لألم الكليتين

على الرغم من تشارك ألم الكليتين بمجموعة من الأعراض مع الألم العضلي مثل ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة، فإن هناك أعراضاً أخرى نوعية تُميّز ألم الكليتين، نذكر أبرزها:

  • الغثيان والقيء.
  • تغير لون البول.
  • وجود دم في البول.
  • الشعور برغبة ملحة ومستمرة للتبول.
  • ألم أثناء التبول.
  • خروج حصيات ناعمة أثناء التبول.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • ارتباك ذهني.
  • اضطراب نظم القلب.
  • الشكوى من طعم معدني في الفم.
  • انتفاخ في الساقين أو الكاحلين.
  • الشعور بكتلة أسفل الظهر وذلك في حال الكلية عديدة الكيسات أو المراحل المتقدمة للسرطان الكلوي.

النقاط المفتاحية التي تُميّز الألم العضلي

بشكلٍ عام، يعتبر ألم الظهر أكثر شيوعاً من ألم الكليتين وعادةً ما يكون ناجماً عن تشنج أو تعب عضلي وما قد يرافقهما من آلام عصبية وعظمية. من الممكن أن يتركز الألم العضلي في أي مكانٍ من الظهر، إلا أنه أكثر شيوعاً أسفل الظهر ويشمل العضلة الخارجية للأرداف.

يظهر الألم العضلي بعد رض على الخاصرة وعندئذ يكون أحادي الجانب، كما قد يحدث نتيجة الإجهاد الناجم عن فرط العمل وقد يحدث نتيجة الجلوس لساعات طويلة ويكون عندئذ ثنائي الجانب.

طبيعة الألم العضلي

يُشعر بالألم العضلي وكأنه نابض كما يكون ثابت الشدة وأقل حدة من ألم الكليتين، وإن ترافق مع إصابة أحد الأعصاب فيأخذ عندئذ طابع الألم الحارق الذي يرافقه حدوث ألم عصبي حاد يستمر لجزء من الثانية، يمتد على طول الطرف السفلي وصولاً للقدم وذلك عند تحريك الجذع او الطرف السفلي.

اقرأ أيضاً: الحمام البارد جيد للصحة، وهذا ما تبيّنه الأدلة العلمية

يبلغ الألم العضلي شدته في ساعات الصباح الباكر، إذ يرافقه ما يسمى “اليبوسة الصباحية” والتي تتطلب 30 دقيقة حتى تبدأ بالزوال، وعندئذ يشعر المريض بأنه قادر على الحركة بشكل طبيعي. بشكل عام، يستمر الألم العضلي بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد يصل إلى أشهر في الحالات المتقدمة التي تشمل الإصابة العصبية، ومن الطبيعي أن يزول الألم من تلقاء نفسه.

انتشار الألم العضلي

لا ينتشر الألم العضلي في حالات التشنج أو التعب العضليين لكن في حالات أخرى، كما يحدث في انقراص الفقرات وما يرافقه من تشنج عضلي وإصابة عصبية، عندئذ ينتشر الألم ليشمل الطرفين السفليين، كما قد يتفاقم الألم العضلي بالانحناء والسعال ويتبدل عند تمديد العضلات.

يتفاقم ألم الظهر مع الحركة، لهذا السبب نادراً ما نرى مريض الألم العضلي يتحرك، وعادةً ما يكون جالساً بهدوء أو يتحرك بهدوء وببطء تجنباً للقيام بأي حركة تحرض الألم.

الأعراض المرافقة للألم العضلي

تشمل الأعراض التي توجه إلى المنشأ العضلي للألم ما يلي:

  • تصلب أسفل الظهر وقساوة المنطقة المصابة نتيجة التشنج العضلي.
  • ألم يشتد عند إجراء حركة معاكسة لجهة تشنج العضلة.
  • محدودية في حركة الجذع وأسفل الظهر والتي تعرف باسم “الاستقامة الظهرية”.
  • يبوسة صباحية.
  • خدر أو ضعف في إحدى الساقين أو كلتيهما، وذلك في حال كان الألم ناجماً عن مشكلة عصبية.
  • خلل في كبح حركة الأمعاء أو عملية التبول كما يحدث في متلازمة ذيل الفرس، وهي تضرر شديد وطويل الأمد في أعصاب العمود الفقري. 

اقرأ أيضاً: ما هي أنماط النوم المفيدة للصحة؟

ختاماً، يفيد التعرف على الفرق بين ألم الكليتين وألم الظهر عضلي المنشأ في التوجه إلى التشخيص أبكر ما يمكن تحقيقاً لأفضل النتائج العلاجية، فإن كان الألم كلوي المنشأ يُنصح عندئذ في البحث بمسببات الأمراض بعمق أكبر لتحديد السبب وعلاجه، أما إن كان عضلي المنشأ فيقتصر تدبيره على تناول مسكنات الألم والأدوية المضادة للتشنج وإعطاء الألم العضلي وقته لكي يتراجع.