كيف يتم حساب فترة الحمل بالأسابيع والشهور؟ وكيف يتم تحديد موعد الولادة؟

كيف يتم حساب فترة الحمل بالأسابيع والشهور؟ وكيف يتم تحديد موعد الولادة؟
حقوق الصورة: شترستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعد تحديد “الموعد المتوقع للولادة” أحد أبرز أسس الرعاية ما قبل الولادة، حيث تساعد هذه المعلومات في تحضير وتجهيز متطلبات الرعاية التوليدية الأولية، إضافةً إلى جدولة بعض اختبارات ما قبل الولادة في الأوقات الصحيحة نظراً لأن كل مرحلة حملية تتطلب اختبارات معينة. خلال الثلث الأول من الحمل يتم الكشف عن السلامة العامة للجنين ومراقبة نموه. أمّا في الثلث الأخير ومع اقتراب موعد الولادة، فيتم تحديد مدى ملاءمة نمو الجنين وتقدير التوافق الجنيني الحوضي لتحديد نوع الولادة. يستمر الحمل الطبيعي عادةً لمدة 280 يوماً أو ما يعادل 40 أسبوعاً، ويقي تحديد العمر الحملي من الولادات المبكرة، والتي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل، والحمول المديدة، والتي يتجاوز فيها الحمل الأسبوع 40، وما يترتب عليها من مضاعفات مرضية.

من إيجابيات تقدير سن الحمل والتي تنعكس على نتائج الحمل أنه يساعد في تقليل الحاجة لإجراء التحريضات عند النساء اللاتي يتقيدن بإجراء اختبارات الأمواج فوق الصوتية بشكل روتيني خلال الثلث الأول. كما يساعد اختبار الأمواج فوق الصوتية في الكشف المبكر عن الحمول المتعددة، والتي تتطلب خطة ولادية مختلفة.

اقرأ أيضاً: خطوة الحمل الأولى: دليلك الشامل لأعراض تلقيح البويضة

ما هي الأساسيات التي يعتمد عليها الأطباء في تحديد موعد الولادة؟

يتم تقدير العمر الحملي والتنبؤ به من خلال مجموعة من الأسئلة والاختبارات التي تُجرى في العيادة النسائية، ومن المهم أن نذكر أن أي قيمة يتم تقديرها هي ليست دقيقة بنسبة مطلقة وإنما يوجد مجال بسيط للخطأ في أي تقدير قد يتراوح من عدة أيام لأسابيع. تكون هذه الأرقام دقيقة على نحو كبير عند السيدات ذوات الدورات الطمثية المنتظمة بينما قد تتأخر نحو 14 يوماً عند السيدات اللواتي يأخذن موانع الحمل الفموية أو ممن تكون دوراتهن الطمثية غير منتظمة. ومن أبرز الطرق التي يعتمد عليها أطباء النسائية والتوليد في تقدير العمر الحملي وتحديد موعد الولادة:

  • السؤال عن موعد آخر طمث: وهي الطريقة الأكثر شيوعاً لحساب موعد الولادة، وتتم من خلال تحديد اليوم الأول لآخر دورة شهرية ومن ثم إضافة 7 أيام إلى ذاك التاريخ والعودة 3 أشهر إلى الوراء، وبذلك يُقدر الطبيب موعد الولادة. على سبيل المثال إذا كان 20 مارس/آذار أول يوم لآخر دورة طمثية، عندئذ تضاف 7 أيام إلى ذاك التاريخ ليصبح 27 مارس/آذار، ومن ثم تُطرح 3 أشهر من ذاك التاريخ لتقدير يوم الولادة ليصبح 27 ديسمبر/كانون الأول. هناك طريقة أخرى لتقدير موعد الولادة وهي إضافة 40 أسبوعاً إلى اليوم الأول من آخر دورة شهرية. 
  • حجم الرحم: طريقة أخرى لمعرفة موعد الولادة هي عبر قياس حجم الرحم. يبقى الرحم عضواً حوضياً حتى الأسبوع 12 من الحمل تقريباً، إذ يمكن للطبيب أن يقدر موقع الرحم عن طريق الجس السطحي فوق الحوض. أما بعد الأسبوع 18 من الحمل، فمن المرجح أن يكون قاع الرحم موافقاً لمنتصف المسافة بين عظم العانة والسرّة، ليصبح في الأسبوع 20 موافقاً ومنطبقاً على السرّة.
  • الأمواج فوق الصوتية: تُقدر اختبارات الأمواج فوق الصوتية العمر الحملي بشكل دقيق، وخاصة إذا تم إجراؤها قبل الأسبوع 20 من الحمل. حيث يعد القياس بالأمواج فوق الصوتية للجنين في الأشهر الثلاثة الأولى أو الأسابيع الـ 13 الأولى من الحمل الطريقة الأكثر دقة لتحديد عمر الحمل أو تأكيده.

اقرأ أيضاً: حالة نادرة.. ولادة طفلة حامل بتوأمها

المعالم التطورية المميزة خلال الثلث الأول من الحمل

بحلول الأسبوع 7 من الحمل، تكون معظم أعضاء الجنين قد بدأت بالتشكل، إذ يظهر الثلم العصبي البدئي في الأسبوع 2 كما ينمو الجهاز القلبي الدوراني ابتداءً من الأسبوع 3، أما القناة الهضمية والجيب البولي التناسلي فيبدآن بالنمو بدءاً من الأسبوع 4 و6 على التوالي، وأخيراً تكون معظم الأعضاء التناسلية للجنين قد تشكلت بحلول الأسبوع 7.

كما ذكرنا، يعد استخدام الأمواج فوق الصوتية في الأشهر الثلاثة الأولى وحتّى الأسبوع 13 من الحمل، أحد أكثر الطرق دقة لتحديد عمر الحمل أو تأكيده، وبناءً على ذلك يتم تحديد عمر الحمل على أساس قياس “الطول الرأسي الذيلي للجنين”، والذي يقيس بالمحور السهمي المسافة بين أعلى رأس الجنين ونهاية العمود الفقري بدون قياس أطوال الأطراف. تقل دقة هذا القياس بتقدم العمر الحملي وتُستبدل بطرق أخرى مناسبة أكثر لنمو الجنين في الثلث الثاني الحملي والتي سنأتي على ذكرها.

تُسمع ضربات قلب الجنين لأول مرة في الأسبوع 7 أو 8 من الحمل باستخدام الإيكو دوبلر، كما يتم قياس المسافة النيرة خلف نقرة الجنين في الأسبوع 11-13 من الحمل وذلك بحثاً عن وجود متلازمة داون، إذ يعتبر نفيها أساسياً في الرعاية الحملية. وقد يقوم بعض الأطباء بإجراء مس مهبلي بحثاً عن “علامة هيغار”، حيث يصبح الرحم كروياً وتصبح المنطقة بين عنق الرحم وجسم الرحم لينة جداً كأن العنق مفصول عن الجسم، حيث تشير هذه العلامة إلى أن العمر الحملي بين 6 إلى 10 أسابيع.

اقرأ أيضاً: لكِ ولطفك: نصائح للمرأة الحامل في رمضان

المعالم التطورية في الثلث الثاني من الحمل

يعطي جهاز الأمواج فوق الصوتية معلومات محدودة في الثلث الأول فهو يقيس بعض المعالم التشريحية، إلّا أنها تصبح أكثر تعقيداً في الثلث الثاني. يتم قياس محيط رأس الجنين، في المقطع العرضي للرأس عند مستوى المهاد، ويعتبر قياس المحيط العظمي هو المهم في هذه المرحلة وليس محتويات الجمجمة، لأن نصفي الكرة المخية عادةً لا يكونا قابلين للكشف في هذا العمر، ويسمح لنا قياس محيط الرأس في نفي وجود بعض التشوهات النادرة كحالات انعدام الدماغ أو الكشف عن أي زيادة عن القطر الطبيعي والتي تنبئ بوجود إصابة بأحد الفيروسات مثل الفيروس المضخم للخلايا أو طفيليات المقوسات.

كما يتم قياس طول عظم الفخذ والذي يعتبر أحد أهم القياسات التي تعطي فكرة جيدة عن نمو الجنين. يقيس الأطباء محيط البطن في مقطع دائري متناظر وعرضي عند خط الجلد، للتأكد من عدم وجود أي سوائل حرّة في البطن والتي قد تنبئ بوجود أمراض لدى الجنين. كما تصبح معدة الجنين خلال هذه الفترة قابلة للكشف، إضافةً إلى فقراته العظمية والجيب والوريد السري.

تستطيع الحامل جس حركة الجنين في الأسبوع 18 من الحمل، إذ يبدأ الجنين عندئذ باكتساب بعض القوة العضلية، ولا داعٍ للقلق إن كان الجنين كثير الحركة إذ تتناسب السلامة الجنينة طرداً مع مقدار الحركة، كما تعتبر الحركة الهادئة طبيعية في بعض الساعات حيث يكون الجنين نائماً. وبالمقابل، من المهم دوماً زيارة الطبيب إن شعرت الأم بأن جنينها قد توقف عن الحركة بشكل مطلق لأكثر من 24 ساعة.

المعالم التطورية للثلث الثالث من الحمل

يكون الجنين قد اكتسب معظم معالمه التطورية في هذه الفترة من اكتمال نمو جهازه القلبي الوعائي إلى جهازه العصبي، إلّا أن مخازنه الشحمية تكون فقيرة في بداية الثلث الثالث من الحمل إذ يكتسب نحو ثلث وزنه الإجمالي في هذه المرحلة، الأمر الذي يفسر نقص الوزن والخداجة الشديدة في الولادات المبكرة.

من المهم تحديد وضعية الجنين في هذه المرحلة وإعلام طبيب التوليد تحضيراً لأي مجيئات معيبة قد تواجهه أثناء الولادات الطبيعية، ومن المهم الكشف عن سلامة المشيمة وتوضعها. كما تتم مقارنة قياسات الجنين بقياسات حوض الأم لتقرير فيما إذا كانت متلائمة ومناسبة للولادة الطبيعية أم لا.