ما التسمم الحملي وكيف تتم حماية الجنين منه؟

ما التسمم الحملي وكيف تتم حماية الجنين منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Petrovich Nataliya
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعرف تسمم الحمل بأنه ارتفاع ضغط دم الحامل بصورة تتجاوز 140/90 مليمتراً زئبقياً بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل، وُيطلق على هذه الحالة الصحية أيضاً اسم “ما قبل الإرجاج”، والتي تؤثّر في 8% من مجمل حالات الحمل.

وإلى جانب ارتفاع الضغط، يشتمل التسمم الحملي على حدوث إجهاد في عمل الكليتين ما يؤدي بدوره إلى طرح كميات كبيرة من البروتين مع البول، والذي يترتب عليه تعرض كل من الحامل وجنينها لخطر إصابة الدماغ والكبد والكليتين في حال أُهمل تقديم العلاج، ما يجعل هذه الحالة مهددة للحياة وضرورية العلاج.

اقرأ أيضاً: ما أسباب تحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل؟

علامات وأعراض التسمم الحملي

مفاتيح التشخيص الرئيسية في التسمم الحملي هي ارتفاع ضغط الدم والبيلة البروتينية، أي طرح كميات كبيرة من البروتين عبر البول نتيجة لخلل في وظيفة الكليتين. وقد تكون الحامل مصابة دون أن تشعر بأي أعراض ملحوظة، إذ غالباً ما يتم اكتشاف التسمم الحملي أثناء الزيارات الروتينية قبل الولادة مع مقدم الرعاية الصحية. وجنباً إلى جنب مع ارتفاع ضغط الدم، تشمل علامات وأعراض التسمم الحملي الأخرى:

  • البيلة البروتينية.
  • نقص صفيحات الدم. 
  • ارتفاع إنزيمات الكبد.
  • الشكوى من صداع شديد.
  • ضبابية الرؤية وزيادة الحساسية للضوء.
  • ضيق التنفس الناجم عن تراكم السائل في الرئتين.
  • ألم بطني يتوضع عادةً تحت الأضلاع اليُمنى.
  • الغثيان والقيء.
  • التورم وزيادة الوزن خاصة في الوجه واليدين.

ما عوامل الخطر التي تزيد من حدوث التسمم الحملي؟

يزداد خطر الإصابة بالتسمم الحملي إذا كان لدى الحامل تاريخ من:

  • ارتفاع ضغط الدم قبل الحمل.
  • سوابق من الإصابة بالتسمم الحملي.
  • سوابق ارتفاع ضغط الدم الحملي.
  • الإصابة بالسكري أو أمراض الكليتين.
  • الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية الجهازية والتصلب اللويحي.

اقرأ أيضاً: كيف يحدث السكري الحملي؟ وهل يزول بعد الولادة؟

كما تكون الحامل في خطر متزايد في حال تم الحمل أثناء سن المراهقة أو بعد سن الـ 40، وعند وجود زيادة الوزن المفرطة، وفي حال كان حملها هذا الأول أو كانت حاملاً بتوأم. من جهة أخرى، يؤدي العِرق دوراً في زيادة خطر الإصابة، حيث تكون الحوامل من أصل إفريقي أكثر عرضة للإصابة بالتسمم الحملي مقارنةً بغيرهن.

ما السبب وراء حدوث التسمم الحملي؟

لم يتم تحديد السبب الذي يكمن وراء التسمم الحملي على وجه الدقة، إلا أنه يُعتقد أن الخلل يبدأ من المشيمة. ففي المراحل الأولى للحمل، تتطور الأوعية الدموية المشيمية لتكون قادرة على تزويد كميات أكبر من الأوكسجين والغذاء تلبيةً لحاجات الجنين المتنامية.

أمّا عند الحوامل المصابات بالتسمم الحملي، فلا تتطور هذه الأوعية الدموية بالشكل الصحيح ما يؤدي إلى وجود خلل في الدور الذي تؤديه المشيمة، لتؤدي المشكلات المتعلقة بالتروية الدموية للمشيمة إلى حدوث اضطراب في ضغط الدم عند الحامل والذي بدوره يؤثّر في الكليتين ويؤدي إلى ظهور الأعراض.

مضاعفات الإصابة بالتسمم الحملي

تشمل مضاعفات التسمم الحملي على صحة كلٍّ من الحامل والجنين ما يلي:

  • ضعف نمو الجنين: حيث تتأثر تغذية الجنين نظراً لتأثر التروية المشيمية.
  • الولادة المبكرة: عادةً ما يؤدي التسمم الحملي إلى الولادة قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل، إلا أن هذا عامل وقائي إلى حد ما يحمي الجنين من التأثر بالتسمم الحملي. ولكن من جهة أخرى تُعرّض الولادة المبكرة الجنين لخطر حدوث اضطرابات التنفس وصعوبات التغذية ومشكلات الرؤية أو السمع في بعض الأحيان.
  • انفكاك المشيمة: في التسمم الحملي تنتفخ المشيمة وقد تنفصل عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة، الأمر الذي يؤدي لحدوث نزيف شديد يهدد حياة كلٍّ من الأم الحامل وجنينها.
  • متلازمة هيلب HELLP: أعراضها الثلاثة هي: انحلال الدم وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض تعداد الصفائح الدموية، والذي يؤثّر في كامل أعضاء الجسم ويهدد الحمل بالمزيد من خطر حدوث الإجهاض.
  • فشل الأعضاء: ينتهي إهمال تدبير التسمم الحملي بالشكل الصحيح إلى تلف الكلى والكبد والرئتين والقلب والعينين والدماغ، وتعتمد شدة التلف على حدة التسمم الحملي.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية: بشكلٍ عام تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بوجود التسمم الحملي لما له من تداعيات تطول الجهاز الوعائي والذي بدوره يؤثّر في صحة القلب.

اقرأ أيضاً: ما الأمور الواجب تجنبها في الأشهر الأولى من الحمل؟

علاج التسمم الحملي وحماية الجنين من مخاطره

أفضل تدبير للتسمم الحملي هو الوقاية من حدوثه بالدرجة الأولى دون شك، ويتحقق ذلك من خلال اتخاذ خطوات بسيطة مثل:

  • الالتزام بمواعيد زيارة مقدم الرعاية الصحية أثناء الحمل للتأكد من أن صحة الأم الحامل والجنين بحالة جيدة، وخاصة بعد الأسبوع الـ 20 من الحمل.
  • التحقق من ضغط الدم ومستويات البروتين في البول أثناء الحمل، خاصةً عند وجود عوامل خطر تطوير التسمم الحملي.
  • مراقبة نمو الجنين واكتسابه الوزن من خلال الالتزام بمواعيد إجراء التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
  • الحرص على الالتزام بعلاج ضغط الدم بالشكل الأمثل، وذلك عند الحوامل المصابات بارتفاع الضغط الحملي أو ارتفاع الضغط المزمن خارج الحمل. وعادةً ما يوصي الطبيب بأخذ المزيد من الكالسيوم أو الأسبرين والاستلقاء على الجانب الأيسر للراحة عند الحوامل المصابات، حيث يقلل ذلك من المخاطر إلى حد كبير.

كما يوصي مقدمو الرعاية الصحية الحوامل المعرضات للإصابة بالتسمم الحملي بنظام غذائي منخفض الصوديوم وغني بالفاكهة والخضار.

أما بالنسبة للتدبير، فالطريقة الوحيدة التي تعالج التسمم الحملي هي الولادة، ويُنصح بإجراء الولادة القيصرية والابتعاد عن الولادة المهبلية التي تُعرّض صحة كلٍّ من الأم والجنين للخطر. ومن المهم التنويه بأن التسمم الحملي قد يؤثّر في صحة الأم لمدة 6 أسابيع حتى بعد الولادة، لهذا يجب عدم إهمال مواعيد زيارة مقدم الرعاية الصحية حتى بعد الولادة.

اقرأ أيضاً: 5 نصائح للحفاظ على وزن صحي خلال الحمل

وبالوقت نفسه، توجد مجموعة من التدابير العلاجية التي تقلل من خطر التسمم الحملي وتحمي الجنين من مضاعفاته، ومن الأدوية التي تمارس هذا التأثير “الأسبرين”، والذي يُعطى بجرعات منخفضة لا تتجاوز 81 مليغراماً، إذ إن للأسبرين تأثيراً وقائياً ذا فاعلية عالية، لهذا تُنصح الحوامل ذوات الخطورة العالية للإصابة بالتسمم الحملي بالبدء باستخدامه بدءاً من الأسبوع الـ 12 من الحمل.