لماذا تظهر الكدمات الزرقاء مجهولة السبب على جسم المرأة؟

لماذا تظهر الكدمات الزرقاء مجهولة السبب على جسم المرأة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ CGN089
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يلاحظ بعض الناس وخاصة النساء ظهور بقع زرقاء على الجلد دون سبب واضح لذلك. وعلى الرغم من أن هذه الكدمات العشوائية أو المفاجئة لا تعني بالضرورة أن الشخص يعاني من حالة صحية ما، فقد تنتج عن الارتطام بشيء ما أو نقص في بعض الفيتامينات أو تناول بعض الأدوية وغيرها. ومع ذلك، فقد لا يكون تفسيرها بسيطاً دائماً وقد يحتاج الأمر إلى المناقشة مع الطبيب. 

تعرّف إلى أسباب ظهور الكدمات الزرقاء على الجلد خاصة عند النساء وما يجب الانتباه إليه، ومتى عليك اللجوء إلى الطبيب.

العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالكدمات الزرقاء

تحدث الكدمات (Ecchymosis) نتيجة تمزق بعض الأوعية الدموية السطحية، ما يسبب تسرب الدم منها وتجمعه تحت الجلد، مسبباً ظهور بقع زرقاء أو أرجوانية، وتكون الكدمات مجهولة السبب سطحية ليست ناتئة ويزيد قطرها على سنتيمتر واحد. قد تكون منطقة الكدمة حساسة ومؤلمة عند لمسها، وعادة ما تستغرق الكدمة نحو 1-3 أسابيع لتشفى، وغالباً ما يتغير لونها خلال هذا الوقت من الأرجواني أو الأزرق الداكن إلى الأصفر أو البني إلى الأخضر.

اقرأ أيضاً: ما أعراض نقص البوتاسيوم عند الإناث؟

وعلى الرغم من أن الكدمات شائعة جداً وتؤثر على الجميع، فإن بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بها من غيرهم وذلك وفقاً للعوامل التالية:

  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالكدمات مقارنة بالذكور، وذلك لأن الأوعية الدموية عند الذكور تكون مغلفة ومحمية بواسطة الأنسجة الدهنية أكثر من النساء، ما يجعل الأوعية الدموية أقل عرضة للأذى، بالإضافة إلى أن النساء يتمتعن بجلد أقل سماكة ما يسهل ظهور الكدمات. 
  • العمر: كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالكدمات الزرقاء بسبب قلة مرونة الأوعية الدموية وسهولة تمزقها، بالإضافة إلى ضعف بنية الجلد والأنسجة الدهنية التي تحمي الأوعية الدموية بمرور الوقت، وهذا يعني سهولة الإصابة بالكدمات حتى بعد إصابات خفيفة للغاية.
  • عوامل وراثية: قد يميل بعض الأفراد لأن يصابوا بالكدمات بسهولة كبيرة نتيجة وجود بعض الاضطرابات الموروثة في العائلة، مثل داء فون ويلبراند (Von Willebrand’s disease)، وهو اضطراب نزفي يسبب عدم تجلط الدم بشكلٍ صحيح، ما يؤدي إلى الإصابة بالكدمات بسهولة أو الإصابة بكدمات كبيرة الحجم.

اقرأ أيضاً: هل تساعد مرطبات الجسم على إبطاء الشيخوخة؟

أسباب ظهور الكدمات الزرقاء على الجلد

الكدمات المتفرقة عَرَض شائع وتحدث كثيراً عند الارتطام بشيء ما مثل السرير أو الباب أو المكتب أو غير ذلك. لكن وبالنسبة للأشخاص الذين يصابون بالكدمات بسهولة دون سبب واضح أو إصابة، فثمة بعض الأسباب التي قد تفسّر ذلك، ومنها: 

التمارين الرياضية المكثّفة

عند إجهاد عضلة معينة أثناء التمرين المفرط في الصالة الرياضية، فإن ذلك قد يلحق الضرر بأنسجة عضلية عميقة تحت الجلد، والذي قد يسبب بدوره تمزق بعض الأوعية الدموية وتسرب الدم إلى المنطقة المحيطة بالعضلة وتجمعه فيها، ما يؤدي إلى ظهور كدمات زرقاء حول العضلات المصابة.

اقرأ أيضاً: 10 تغيرات في الأظافر تدل على الإصابة بأمراض

تناول بعض الأدوية

قد يجعل بعض الأدوية الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالكدمات، مثل الأدوية المضادة لتخثر الدم (مميعات الدم)، وأدوية تسكين الألم التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين والإيبوبروفين والنابروكسين، وجميعها تؤثّر على قدرة الدم على التجلط. إذا كانت الكدمات التي تظهر على الجلد مرتبطة بالإفراط في تناول هذه الأدوية، فثمة بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الأشخاص مثل:

  • غازات.
  • نفخة.
  • آلام في المعدة.
  • حرقة في المعدة.
  • غثيان.
  • تقيؤ.
  • إسهال أو إمساك.

استشر الطبيب في حال كنت تشك أن الكدمات مجهولة السبب ناتجة عن تناول الأدوية سواء التي تستلزم أو لا تستلزم وصفة طبية.

اقرأ أيضاً: متى ترتفع الإنزيمات الكبدية وهل يعتبر ارتفاعها خطيراً دائماً؟

نقص المغذيات

يدعم فيتامين سي جهاز المناعة ويساعد على التئام الجروح، وفي حال كان الشخص لا يحصل على ما يكفي من هذا الفيتامين، فقد يبدأ بالمعاناة من كدمات مجهولة السبب عشوائية بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل: 

  • تعب.
  • وهن.
  • حدّة المزاج أو سرعة الانفعال.
  • تورّم اللثة ونزيفها.

بالإضافة إلى نقص فيتامين سي، فإن الأشخاص الذين لا يحصلون على كمية كافية من الحديد في نظامهم الغذائي قد يصابون بالكدمات بسهولة، فالحديد مهم جداً للحفاظ على صحة خلايا الدم، وفي حال لم تكن خلايا الدم بحالة جيدة، فلن تتمكن خلايا الجسم من الحصول على الأوكسجين الكافي، وهذا ما سيجعل الجلد بدوره أكثر عرضة للكدمات. في حال كانت الكدمات الزرقاء ناتجة عن نقص الحديد، فثمة بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر على الشخص مثل:

  • تعب.
  • ضعف أو وهن.
  • صداع.
  • دوخة.
  • ضيق النفَس.
  • انتفاخ اللسان أو الألم فيه.
  • شعور بالوخز في الساقين.
  • برودة اليدين أو القدمين.
  • الرغبة الشديدة في تناول أشياء ليست طعاماً مثل الثلج أو الطين أو غيرها.

بالإضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من ندرة هذه الحالة عند البالغين الأصحاء، فإن نقص فيتامين ك يبطئ معدل تجلط الدم ويزيد احتمالية الإصابة بالكدمات. أما الأعراض الأخرى لنقص فيتامين ك فهي تشمل ما يلي:

  • نزيف في الفم أو اللثة.
  • دم في البراز.
  • دورات شهرية غزيرة.
  • نزيف شديد من الجروح.

حسناً، إذا كنت تشك في أن الكدمات الزرقاء التي تعاني منها ناتجة عن نقص الفيتامينات أو بعض العناصر الغذائية، فينبغي استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية، الذي قد يصف بعض المكملات الغذائية أو يوصي بتعديل النظام الغذائي لتلبية الاحتياجات الغذائية.

اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟

داء السكري

على الرغم من أن داء السكري لا يسبب الكدمات في حد ذاته، فهو يطول زمن التئام الجروح ويسمح للكدمات أن تستمر لفترة أطول من المعتاد. وفي حال لم تكن قد شُخصت بمرض السكري سابقاً، فينبغي البحث عن الأعراض التالية:

  • زيادة الشعور بالعطش.
  • زيادة التبول.
  • زيادة الشعور بالجوع.
  • فقدان الوزن غير المخطط له.
  • رؤية ضبابية.
  • وخز أو ألم أو تنميل في اليدين أو القدمين.

ينبغي استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية في حال وجود واحد أو أكثر من الأعراض السابقة جنباً إلى جنب مع الكدمات.

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أشهر 11 خرافة حول داء السكري

قلة عدد الصفيحات الدموية

قلة عدد الصفيحات الدموية (Thrombocytopenia) هي انخفاض عدد الصفائح الدموية في الدم، والصفيحات الدموية هي المسؤولة عن تجلط الدم وإيقاف النزيف. يتراوح عدد الصفيحات الدموية الطبيعية لدى البالغين من 150.000 إلى 450.000 صفيحة لكل ميكروليتر من الدم. تحدث قلة عدد الصفيحات عندما ينخفض عددها عن 150.000 صفيحة/ميكرولتر، وحينها قد يعاني الشخص من بعض الأعراض بالإضافة إلى سهولة الإصابة بالكدمات، مثل: 

  • نزيف من الأنف.
  • نزيف اللثة.
  • دم في البول أو البراز.
  • ظهور بقع دموية صغيرة ذات لون بنفسجي على الجلد وتسمى الفرفرية (Purpura).
  • ظهور بقع دموية دائرية صغيرة حمراء اللون تشبه الطفح الجلدي وتسمى النمشات (Petechiae).

ثمة أسباب متعددة لقلة عدد الصفيحات الدموية مثل الإصابات الفيروسية، أو تناول بعض الأدوية، أو الأورام الخبيثة، أو العلاج الكيميائي، أو فقر الدم اللاتنسجي (Aplastic Anemia)، أو قلة الصفيحات المناعية (Immune Thrombocytopenia)، أو تضخم الطحال، أو الحمل الذي قد يسبب قلة الصفيحات الحملية (Gestational Thrombocytopenia)، وغيرها. استشر الطبيب إذا كنت تعاني من الكدمات مع نزيف غير عادي أو طويل الأمد.

اقرأ أيضاً: ما أعراض التهابات المسالك البولية عند الحامل؟

داء فون ويلبراند وبعض الحالات الوراثية الأخرى

هو اضطراب وراثي يؤثّر على قدرة الدم على التجلط. وعلى الرغم من أن الأشخاص المصابين بهذا المرض يولدون مصابين به، فقد لا تظهر عليهم الأعراض إلا في وقت لاحق من حياتهم. قد يلاحظ الشخص المصاب بهذا الداء ظهور كدمات كبيرة أو متكتلة نتيجة إصابة طفيفة جداً أو غير ملحوظة أساساً. ومن الأعراض الأخرى لهذا الداء ما يلي:

  • نزيف حاد بعد إصابة أو إصلاح سنّ أو عمل جراحي.
  • نزيف في الأنف يستمر لأكثر من 10 دقائق.
  • دم في البول أو البراز.
  • دورة شهرية غزيرة أو طويلة.
  • وجود تكتلات دموية كبيرة مع دم الحيض.

بالإضافة إلى هذا الداء، فثمة بعض الأمراض الوراثية الأخرى التي قد تسبب سهولة الاصابة بالكدمات العشوائية والنزيف المفرط على الرغم من أنها حالات نادرة، مثل الهيموفيليا أ (Hemophilia A) والهيموفيليا ب (Hemophilia B). تسبب هذه الحالات حدوث نقص في البروتينات اللازمة لتجلط الدم (عوامل تخثر)، ويختلف عامل التخثر المفقود باختلاف المرض، ولكن أعراضهما متشابهة وهي: 

  • كدمات متفرقة ونزيف مفرط.
  • ألم وتورم المفاصل.
  • نزيف تلقائي.
  • النزيف المفرط بعد الإصابة أو الجراحة أو الولادة.

اقرأ أيضاً: 9 أسباب محتملة لآلام المفاصل والكسور القديمة في برد الشتاء

متلازمة غاردنر دايموند 

متلازمة غاردنر دايموند (Gardner-Diamond syndrome) حالة تحدث فيها كدمات مؤلمة وغير متوقعة خاصة على الذراعين أو الساقين أو الوجه، وتحدث غالباً عند الإناث اللواتي يعانين من حالات صحية عقلية أو من ضغط عاطفي، وعادة ما تحتاج هذه الحالة إلى العلاج النفسي.

متى ينبغي زيارة الطبيب؟

عادة لا تكون الكدمات الزرقاء المتفرقة مدعاة للقلق وهي تختفي من تلقاء نفسها في غضون 1-3 أسابيع كما ذُكر سابقاً. ومع ذلك، قد تساعدك مراقبة الأعراض الأخرى غير المعتادة على تحديد فيما إذا كانت هناك حاجة تستدعي استشارة الطبيب. وفي كثير من الأحيان، يمكن تقليل مخاطر التعرض للكدمات مستقبلاً عن طريق التأكد من الحصول على العناصر الغذائية الصحيحة في النظام الغذائي.

بشكلٍ عام ينبغي استشارة الطبيب عند ملاحظة ما يلي:

  • زيادة حجم الكدمة مع مرور الوقت.
  • عدم تغير الكدمة أو شفائها في غضون أسبوعين.
  • ظهور الكدمات مجهولة السبب في أماكن غير معتادة مثل الجذع أو الظهر أو الوجه.
  • نزيف لا يمكن إيقافه بسهولة.
  • ألم شديد.
  • ظهور الكدمات مع أعراض أخرى مثل التعب أو الغثيان أو ارتفاع درجة الحرارة.
  • نزيف حاد أو طويل الأمد من الأنف.
  • تعرق ليلي شديد.
  • دورات شهرية غزيرة بشكل غير عادي، أو وجود كتل دموية كبيرة الحجم تخرج مع الحيض.