كل ما عليك معرفته عن «الحزام الناري» وأعراضه وأفضل العلاجات الطبيعية

هل يُمكن علاج «الحزام الناري» الناجم عن فيروس الحماق النطاقي بشكل نهائي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Jarun Ontakrai
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُصاب 1 بين كل 3 أشخاص في الولايات المتحدة بفيروس الـ “الهربس النطاقي” خلال حياتهم، وهو الفيروس الذي يسبب الإصابة بجدري الماء. قد تتظاهر الإصابة على شكل نوبة واحدة لتزول وتتلاشى الأعراض بعدها، أو قد يبقى الفيروس كامناً في الجسم ليعود وينشط في ظروف معينة. وعلى عكس الإصابة بجدري الماء والتي تحصل مرة واحدة يكتسب بعدها الجسم مناعة دائمة ضد الفيروس، يمكن أن يُصاب الشخص بالهربس النطاقي أكثر من مرة، والسبب غير معروف على الرغم من أن نفس الفيروس مسؤول عن الحالتين.

أسباب إعادة تنشيط الفيروس غير مفهومة تماماً، إلا أن الفيروس لا ينحسر عادةً بشكل كامل في ظل وجود مناعة خلوية ضعيفة. ونطلق على الحالة التي يتفعل الفيروس مرة أخرى بـ “الحماق النطاقي” أو داء المنطقة، والذي يتميز بظهور طفح جلدي حويصلي مؤلم يُطلق عليه اسم “الحزام الناري”.

اقرأ أيضاً: الحزام الناري: دليلك للتخلص من هذا الطفح الجلدي المؤلم

كيف تتجلى أعراض الطفح الجلدي المميز للحزام الناري؟

حقوق الصورة: Shutterstock.com/SneSivan

قبل ظهور الطفح، تُسيطر بعض الأعراض المُشابهة للإصابة بالإنفلونزا مثل التعب البدني والإرهاق والصداع والخوف من الضوء وارتفاع درجة الحرارة والألم المتوضع في المكان المتوقع لظهور الطفح، ليظهر الطفح بعد ذلك بـ 2-3 يوم. أشيع أماكن ظهور طفح الحزام الناري هو الجذع، إلا أنه قد يظهر في المنطقة التناسلية وأعلى القدمين وعلى الفروة وحول العين أو على نصف الوجه. يتصف الطفح بأنه حاك ومؤلم وواخز، كما أنه يترافق مع حدوث اضطراب في الحس مكان الإصابة.

يظهر الطفح بدايةً على شكل بقع وردية لا تلبث أن تتغطى ببثور صغيرة وحويصلات مملوءة بسائل، والتي بدورها تجف وتتقشر خلال 4-5 أيام. قد يستغرق الأمر 3-5 أسابيع حتّى يختفي الطفح الجلدي تماماً تاركاً وراءه تصبغاً في الجلد وبعض التندب، كما يبقى الطفح شديد العدوى حتّى تجف الحويصلات وتتقشر.

ما يُميز هذا الطفح أنه يظهر في قطاع جلدي واحد موافق للمنطقة التي تتعصب بالعصب الذي استقر فيه الفيروس، كما أنه لا يعبر الخط الناصف للجسم. وفي حالات نادرة، قد ينتشر الفيروس عند المرضى المضُعفين مناعياً وبذلك يُسمى “الحماق المنتشر”.

اقرأ أيضاً: هل الفيروسات مهمة؟

هل يُصاب الأطفال بهذا الفيروس؟ وماذا عن الأجنة؟

إصابة الأطفال غير شائعة بفيروس الهربس النطاقي، كما انخفض معدل إصابة الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية منذ بدء برنامج التطعيم ضد الفيروس. وبالمقابل، ونظراً لأن الفيروس شديد العدوى، يُصاب بعض الأطفال الأصحاء والمُضعفين مناعياً وحتّى الملقحين، إلّا أن الأطفال الذين تم تلقيحهم أقل عرضة لتطوير إصابة طويلة الأمد به.

بشكلٍ عام، يكون الحماق خفيفاً عند الأطفال، ويتجلى بظهور طفح جلدي حاك مرافق لتوعك في الحالة العامة وارتفاع في درجة حرارة الجسم، تستمر هذه الأعراض لمدة 2-3 أيام.

من جهة أخرى، تقع أجنة الأمهات الحاملات للفيروس في دائرة الخطر، إذ تتسبب العدوى بفيروس الحماق في 25% من الحالات بحدوث “الحماق الخلقي” الذي يتجلى بتشوهات جنينة مثل التشوهات الوجهية الجلدية أو نقص تنسج الأطراف أو تشوهات عصبية كصغر الرأس والضمور الدماغي أو استسقاء الرأس وما يترتب عليه من تخلف عقلي ومشكلات في التعلم طويلة الأمد واضطراب في النمو.

بعض الفيروسات تزيد من حدوث السرطان، هل فيروس الحماق من بينها؟

ارتبطت عدة حالات من الإصابة بسرطان البلعوم الأنفي عند المصابين بفيروس “إبشتاين بار“، إضافةً إلى الإصابة بساركوما كابوزي عند المصابين بالإيدز. الأمر الذي دفع للبحث عن الآثار طويلة الأمد لفيروس الحماق على صحة الإنسان وإن كان يتسبب بإحداث أي أشكال ورمية، وتم التوصل إلى أن فيروس الهربس النطاقي لا يزيد خطر الإصابة بالسرطان عند عموم السكان، أما بالنسبة للأشخاص ذوي الخطورة العالية أو المضعفين مناعياً فالدراسات ليست كافية لتعميم النتائج.

وعلى الرغم من أنه حالة غير خطيرة، إلا أن الإصابة بفيروس الهربس النطاقي تتسبب بوفاة 1 بين كل 100 ألف مصاب من الأطفال ذوي الأعمار بين 1-14 عاماً، و6 بين كل 100 ألف شخص ممن تتراوح أعمارهم بين 15-19 عاماً، و21 بين كل 100 ألف من البالغين.

اقرأ أيضاً: ما هو فيروس الورم الحليمي البشري؟

ما صحة ضرورة تجنب الاستحمام أثناء ظهور الحزام الناري؟

يمكن للهربس النطاقي أن يستغرق بضعة أسابيع لكي يزول، ما يجعل تجنب الاستحمام طوال هذه المدة صعباً. ولذلك يُفضل تطبيق مرهم مضاد للفيروسات على الطفح الجلدي وتغطيته بشاش كتيم قبل الاستحمام. ومن المهم تجنب تعريض هذه المنطقة للماء أثناء الاستحمام، وإزالة الشاش بعد تجفيف الجسم وارتداء ملابس قطنية فضفاضة، إذ تساهم الملابس الضيقة إضافةً إلى الرطوبة في حدوث الألم وتأخير زوال الطفح وزيادة فرص حدوث الإنتانات الجرثومية الثانوية.

أمّا عندما يتوضع الطفح على الوجه، فمن المهم تجنب وضع الوجه في مسار الماء النازل مباشرةً، وبدلاً عن ذلك، يُغسل الوجه أثناء الاستحمام كما يُغسل عادةً في الصباح، بتجميع الماء عن طريق راحتي اليدين ورشه برفق على الوجه ومن ثم تجفيف الوجه برفق.

اقرأ أيضاً: من بينها فيروس كورونا: تعرف إلى 6 فيروسات قاتلة في العالم

كيف نفرق الطفح التحسسي عن طفح الحزام الناري؟

يشبه الطفح المرافق لرد الفعل التحسسي الجلدي إلى حد كبير اللطفح المرافق للهربس النطاقي، ما يجعل من الصعب التمييز بين هاتين الحالتين، لكن تساعدنا النقاط التالية في تحديد الاختلاف:

  • السؤال عن وجود أي تغييرات حديثة في الروتين: حيث من الممكن أن يتسبب إدخال دواء جديد أو التعرض لمواد غير مألوفة مثل البلوط السام أو اللبلاب السام أو استخدام نوع جديد من مستحضرات التجميل والعطور في حدوث طفح تحسسي.
  • صفات الطفح: يتميز طفح التحسس بوجود تقرحات حمراء متفرقة وغير منتظمة الشكل على الجلد، بينما يكون طفح الحزام الناري ذا حويصلات وبثور مملوءة بسائل.
  • مدة ظهور الطفح: ذروة اندفاع الطفح التحسسي لا تزيد عن 30 دقيقة يبدأ بعدها بالتلاشي تدريجياً، بينما قد يستغرق طفح الحزام الناري أسبوعين لكي يتلاشى.
  • الاستجابة للعلاج: يتراجع الطفح التحسسي بتطبيق الكريمات الحاوية على مضادات الهيستامين والستيروئيدات القشرية السكرية، بينما لا يستجيب طفح الحزام الناري لها.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للتعرف على كل ما يهمك عن الحساسية الجلدية

دور العلاج الطبيعي في علاج الحزام الناري

يُفضل علاج طفح الحزام الناري لمدة لا تقل عن 10-14 يوماً وذلك لتقليل خطر الانتكاس. كما يُعد علاج الهربس النطاقي لدى المرضى الذين يعانون من نقص المناعة باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات أساسيّاً على الرغم من محدودية البيانات الداعمة لذلك، ولكن العلاج موصى بشدة نظراً لخطر تطوير الحماق المنتشر عند هذه الفئة.

تمت دراسة العلاجات الطبيعية نظراً لأن الإصابة مزمنة وناكسة ومتكررة ما قد يعيق حياة المريض، إضافةً لأنه من غير المحبذ استهلاك الأدوية المضادة للفيروسات بشكل متكرر. ولذلك يُوصى بالاعتماد على المواد الطبيعية في علاج الحالات الخفيفة ومتوسطة الشدة، ومن المواد التي أثبتت فعاليتها العلاجية لطفح الحزام الناري:

  • الثوم: يحتوي الثوم على مركب كبريتي عضوي يخفف من حدة الالتهاب والألم. يطبق الثوم مرتين في اليوم بعد سحقه على الطفح ويترك بعد تغطيته بقطعة قطنية لمدة 15-30 دقيقة.
  • خل التفاح: يطهر خل التفاح البثور نظراً لاحتوائه على مواد مضادة للميكروبات، كما يحتوي على مواد مهدئة ما يساهم في تقليل الألم إلى حد ما.
  • العسل: دور العسل يتجلى بتسريع عملية الشفاء وإعادة النضارة للجلد، كما يساعد في تطهير البثور.

اقرأ أيضاً: كيف يختلف فيروس سارس عن فيروس كورونا، وكيف يتشابهان؟

مضاعفات طفح الحزام الناري

حقوق الصورة: Shutterstock.com/sophiecat

يعد الألم العصبي التالي للإصابة أحد أكثر المضاعفات شيوعاً، حيث قد يستمر الألم لأكثر من 90 يوماً ولسنوات حتّى، مقارنةً بالحالات الطبيعية التي يستمر فيها لمدة لا تتجاوز عدة أيام. تشمل المضاعفات الأخرى للحماق النطاقي:

  • الحماق النطاقي العيني: والذي يستقر فيه الفيروس في عقدة مثلث التوائم ليصيب بعد ذلك العصب العيني، مسبباً بذلك أمراض عينية حادة ومزمنة وقد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل تام. كما يسبب فيروس الهربس التهاب القرنية والتهاب المشيمية والشبكية العينية وإعتام عدسة العين.
  • إصابة الوجه: تُشابه الإصابة العينية، حيث يستقر الفيروس في عقدة العصب مثلث التوائم ويصيب أحد فروعه كالعصب الفكي العلوي أو السفلي محدثاً أعراضاً تتجلى باضطراب الحس والشعور الدائم بالوخز وظهور طفح مؤلم حول الأنف وعلى الشفة.
  • إصابة المنطقة التناسلية: وتتجلى بطفح جلدي في المناطق التناسلية وأعلى الفخذين، ويوصف كأحد أكثر أشكال داء المنطقة إزعاجاً نظراً لحساسية المنطقة.
  • الإنتانات الجرثومية الثانوية: عادةً ما تصيب الجراثيم الطفح وخاصةً “المكورات العنقودية المذهبة” وبشكل أقل شيوعاً “العقديات الحالة للدم بيتا نمط A”، نتيجة حك البثور والحويصلات محدثةً إنتاناً ثانويّاً فيها.
  • شلل الأعصاب القحفية.
  • الحماق المنتشر: محدثاً التهاب السحايا والدماغ والتهاب الرئة والتهاب الكبد ونخر الشبكية الحاد.

اقرأ أيضاً: خلال الصيف: إليك أسباب تهيّج الجلد وطرق علاجه

عادة ما تكون الإصابة بداء المنطقة غير خطيرة، إذ يغلب طابع الإزعاج من الألم وتكرر الحالة أكثر. ولكن بالمقابل، يعتبر الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، كالأشخاص المصابين بالإيدز أو سرطانات الدم أو ممن يتناولون الأدوية المُثبطة للمناعة نتيجة الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية أو جراء نقل أحد الأعضاء، أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات من الهربس النطاقي والذي قد يتحول إلى حالة مهددة للحياة عندما يصيب الأعضاء النبيلة كالقلب والكليتين والجهاز العصبي.