كيف تستخدم الهاتف المحمول بشكل صحي وآمن؟

6 دقيقة
كيف تستخدم الهاتف المحمول بشكل صحي وآمن؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ BongkarnGraphic
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في هذه الأيام، يمكن القول إنّ أقرب شيء للإنسان هو هاتفه المحمول، هو أول ما ننظر إليه صباحاً، وآخر ما ننظر إليه ليلاً، نستخدمه عندما نجلس، عندما نمشي، عندما نقود السيارات، عندما نأكل وعندما نستقبل أصدقاءنا. نستخدمه في كل مكان وزمان. لكن ماذا عن مخاطر استخدامه المفرط، هل نحمي أنفسنا من أضراره المحتملة على الصحة؟ بالطبع لن يجرؤ أحد اليوم على أن يقول توقفوا عن استخدام هواتفكم المحمولة، لكن ماذا عن استخدامه بشكل صحي وآمن؟ ثمة مجموعة من المخاطر المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة، وإليكم كيفية حماية أنفسكم منها.

كيف تستخدم الهاتف المحمول بشكل صحي وآمن؟

لتقليل المخاطر والأضرار التي قد يسببها الهاتف المحمول على الصحة، قم بتطبيق النصائح التالية:

تقليل أضرار الهاتف المحمول على الرقبة والظهر

عند إمساك الهاتف المحمول في اليد ثم النظر إلى الأسفل والميل بالرأس للأمام، فإن المنحنى الطبيعي لرقبتك يتغير ويسبب ذلك إرهاقاً لعضلات الرقبة والظهر. وبمرور الوقت، قد تتطور حالة صحية يطلق عليها الرقبة النصية (Text Neck)، وهي ليست تشخيصاً طبياً رسمياً، وإنما مصطلحاً يستخدم بشكل شائع لوصف الإجهاد المتكرر الناتج عن استخدام الجهاز المحمول بشكل مفرط لإرسال الرسائل النصية. تتضمن الأعراض الشائعة للرقبة النصية ما يلي:

  • ألم في الرقبة وأعلى الظهر و/أو الكتف، وقد يكون ألماً محدداً في مكان محدد على شكل طعن، أو يكون ألماً عاماً يغطي منطقة واسعة تمتد إلى أسفل الكتفين.
  • تصبح وضعية الرأس ممتدة إلى الأمام والكتفين في وضعية مستديرة.
  • تصبح عضلات العنق والصدر وأعلى الظهر غير متكيفة وغير متوازنة بسبب طول فترة وضعية الرأس الممدود إلى الأمام.
  • الصداع.
  • زيادة الألم عند ثني العنق.
  • خدر أو وخز أو حرقة في الذراعين.

إذا تركت الرقبة النصية دون علاج فقد تؤدي إلى مزيد من الألم وتقليل الحركة في الرقبة وأعلى الظهر والكتفين، لذلك، فيما يلي بعض النصائح لتخفيف آلام الرقبة الناتجة عن استخدام الهاتف المحمول:

  • تحقق من وضعتك في المرآة، فعندما تقف بوضعية جيدة يجب أن تكون قادراً على رسم خط عمودي من أذنك إلى كتفك.
  • قلل من الانحناء في رقبتك، إذ وبدلاً من النظر إلى الهاتف المحمول نحو الأسفل، ارفعه قليلاً إلى مستوى العين عبر إسناده بوسادة، ما سيقلل من الضغط الواقع على عضلات الرقبة وأعلى الظهر.
  • حاول أن تقلل من المدة المستغرقة في إرسال الرسائل النصية بحيث تكون مدتها 20 دقيقة فقط، وحاول أن تستخدم جهاز الحاسوب بدل الهاتف في إجراء المحادثات النصية التي تستغرق وقتاً طويلاً.
  • اطلب من الطبيب أو أخصائي المعالجة الفيزيائية بعض النصائح حول التمارين الرياضية المناسبة لتحسين وضعيتك وتقوية كتفيك ورقبتك وظهرك.
  • خذ فترات راحة متكررة ولا تستخدم الهاتف لفترات طويلة متواصلة.

تقليل أضرار الهاتف المحمول على العينين

إن التحديق في الهواتف لمدة طويلة من الوقت يمكن أن يضر بصحة العيون ويسبب ما يسمى [tooltip content=”يدعى أيضاً متلازمة رؤية الكومبيوتر، هو مجموعة من المشاكل المتعلقة بالعين والرؤية والتي تنتج عن استخدام الكمبيوتر والجهاز اللوحي والقارئ الإلكتروني والهاتف الذكي لفترات طويلة.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%a5%d8%ac%d9%87%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%8a%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d9%82%d9%85%d9%8a/” ]إجهاد العين الرقمي[/tooltip] (Digital eye strain)، وهو مجموعة من الأعراض الناتجة عن التركيز البصري المكثف على الشاشات الرقمية وتكون الأعراض الأكثر شيوعاً لها هي:

  • إجهاد العين.
  • عيون جافة.
  • ألم في العين.
  • الصداع.
  • رؤية ضبابية.
  • رؤية مزدوجة.
  • احمرار وتهيج العين.

كما أن التعرض للضوء الأزرق الناتج عن شاشات الهاتف يضر بالبصر وصحة العين، من خلال إلحاق الضرر بشبكية العين. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر هذا الضوء سلباً على دورة النوم، لأنه يمنع إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس، فيعطل بالتالي إيقاع الساعة البيولوجية، ما يؤدي بدوره إلى حدوث العديد من الآثار الصحية السلبية مثل الاضطرابات الأيضية والحالات الصحية العقلية كالاكتئاب.

لتقليل خطر الضوء الصادر عن الهاتف المحمول قم باتباع النصائح التالية:

  • أبقِ الهاتف بعيداً عن عينيك مسافة لا تقل عن مسافة ذراع (من الكوع إلى الأصابع).
  • ضع الهاتف تحت مستوى عينيك قليلاً.
  • اضبط سطوع الشاشة بحيث يتناسب مع سطوع المحيط.
  • حافظ على شاشة خالية من الغبار وبصمات الأصابع.
  • طبِّق قاعدة 20-20-20 على النحو التالي: بعد 20 دقيقة من استخدام الهاتف المحمول والنظر إلى الشاشة، خُذ استراحة مدة 20 ثانية، وانظر إلى شيء على بعد 20 قدماً (6 أمتار).
  • قلِّل الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة قبل 2 إلى 3 ساعات قبل النوم.
  • فعِّل الوضع الليلي أو قلل السطوع قدر الإمكان.
  • ثبِّت تطبيقات تصفية اللون الأزرق، أو فعِّل وضع حماية العين الموجود في بعض الهواتف.

اقرأ أيضاً: ما هي أنماط النوم المفيدة للصحة؟ 

الحماية من خطر انفجار الهاتف المحمول

على الرغم من أن بطاريات الهواتف الذكية تُصمَّم لتتحمل التآكل والتلف في الحياة اليومية، مع العديد من وسائل الحماية المضمنة لمنع الشحن الزائد والسخونة الزائدة وغيرها من الأحداث غير المرغوبة، ومع ذلك، نسمع بين الحين والآخر عن حوادث انفجار الهواتف، أو اشتعال النيران فيها، ما أدى إلى إلحاق الضرر بالمالكين أو أفراد العائلة. في الواقع، أي هاتف محمول قد ينفجر نتيجة بعض العوامل التي تساهم في تلف البطارية مثل الحرارة الزائدة أو التلف المادي الناتج عن السقوط أو الثني أو البرمجيات الخبيثة أو استخدام أجهزة شحن غير مناسبة. لذلك وللتقليل خطر انفجار بطارية الهاتف المحمول، نفِّذ النصائح التالية:

  • لا تغطِ الهاتف أو تستخدمه لأداء مهام كبيرة وعديدة خلال الشحن.
  • لا تسقط الهاتف بشكل متكرر أو تثني البطارية أو تثقبها كمحاولة لتقليل الانتفاخ إن وجد، واستخدم غلاف حماية لتجنب الأضرار المادية للجهاز.
  • حافظ على بطارية الهاتف عبر شحنها  بين نسبتي 30% و80%.
  • تجنب استخدام الهاتف بشكل كبير في درجة حرارة الطقس المرتفعة، أو بالقرب من مصادر الحرارة.
  • حافظ على الهاتف في مأمن من البرامج الضارة التي يمكن أن تلحق الضرر بالبطارية.
  • استخدِم الشاحن المرفق بالهاتف الذكي، أو شاحن من علامة تجارية مرموقة أو من نفس الشركة المصنّعة للهاتف، وتجنب استخدام أجهزة شحن غير مناسبة.

تقليل أضرار الهاتف المحمول على خصوبة الرجال

بالنسبة للرجال، ينبغي تجنب الاحتفاظ بالهواتف المحمولة داخل جيب البنطلون لفترة طويلة من الوقت، واستخدام الأدوات غير اليدوية للاحتفاظ به والتي تحد من الاتصال المباشر للهواتف المحمولة مع الجسم مثل سماعة الأذن التي تعمل بتقنية البلوتوث، فقد وجدت بعض الدراسات أن التأثير الحراري الناتج عن الإشعاع الكهرومغناطيسي الصادر عن الهواتف الموضوعة في الجيب أو على الأحزمة لمدة طويلة قد يرفع حرارة كيس الصفن ويزيد الإجهاد التأكسدي في الخصيتين، ما قد يؤثر على حركة النطاف ويزيد شذوذها البنيوي.

تقليل أضرار الهاتف المحمول أثناء القيادة أو المشي

يستخدم مئات الآلاف من الأشخاص هواتفهم كل يوم أثناء قيادة السيارة، سواءً للتحقق من الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني أو إجراء مكالمات هاتفية وغيرها، وهو ما يسبب وقوع آلاف الحوادث أثناء القيادة. ولا يقتصر ذلك على السائقين، بل حتى المشاة قد يستخدمون هواتفهم أثناء عبور الطريق ما يتسبب بوقوع حوادث مرورية قد تنتهي بالموت. لذلك، ولتقليل خطر القيادة المشتتة بفعل الهواتف، طبِّق النصائح التالية:

  • أغلِق هاتفك المحمول عندما تركب السيارة وأعِد تشغيله حين الانتهاء من القيادة، أو ضعه صامتاً وبعيداً عن متناول اليد.
  • لا تقم بإجراء المكالمات أو إرسال أو قراءة النصوص أو رسائل البريد الإلكتروني أثناء القيادة.
  • لا تحاول إجراء المكالمات أو التحقق من الرسائل أثناء التوقف عند إشارة المرور لأن العديد من الحوادث تحدث عند التقاطعات.
  • وضِّح على البريد الصوتي أنك تقود في الوقت الراهن، ولست متاحاً لإجراء المكالمات أثناء القيادة.
  • إذا كنت تقضي الكثير من الوقت على الطريق، قم بتنظيم جدول زمني وحدِّد أوقاتاً منتظمة لإجراء المكالمات فيها.
  • إذا كان لا بُدّ من إجراء مكالمة مهمة، فأوقف سيارتك في منطقة آمنة على جانب الطريق ثم اتصل.
  • لا تستخدم الهاتف المحمول أثناء عبور الطريق.

اقرأ أيضاً: نتيجةً لتراكمية تأثير الضوضاء: حماية السمع ليست أمراً يستهان به

هل هناك صلة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بالسرطان؟

تستخدم الهواتف المحمولة إشعاعاً في منطقة الترددات الراديوية من الطيف الكهرومغناطيسي، فهواتف الجيل الثاني والثالث والرابع تصدر ترددات راديوية في مدى يتراوح بين (0.7 و 2.7 غيغاهرتز)، ومن المُتوقع أن تستخدم الهواتف المحمولة من الجيل الخامس طيفاً ترددياً يصل إلى 80 غيغاهرتز. تقع جميع هذه الترددات في النطاق غير المؤين للطيف، وهو تردد منخفض وطاقته منخفضة للغاية لا تستطيع إتلاف الحمض النووي.

لقد أجريت العديد من الدراسات المختلفة في محاولة التحقق مما إذا كان استخدام الهاتف المحمول يشكل خطورة على صحة الإنسان أو يسبب سرطانات الدماغ والجهاز العصبي المركزي أو غيرها، وقد كانت نتائجها غير متسقة؛ إذ أظهرت بعض الدراسات القليلة وجود ارتباط إحصائي بين استخدام الهاتف المحمول ومخاطر الإصابة بأورام الدماغ، في حين أن معظم الدراسات لم تجد أي ارتباط بين استخدام المحمول وحدوث السرطان. إذاً، وحسب المعهد الوطني للسرطان في أميركا (National Cancer Institute)، فإنّ الأدلة حتى اليوم تشير إلى أن استخدام الهاتف الخلوي لا يتسبب في الإصابة بسرطان الدماغ أو أنواع أخرى من السرطان لدى البشر.

لكن وإذا كنت قلقاً بشأن إمكانية وجود صلة بين استخدام الهاتف المحمول والإصابة بالسرطان، قم بتطبيق النصائح التالية:

  • فكِّر في تقييد مدة استخدام الهاتف، وقلل مدة المكالمات التي تجريها عليه، واحتفظ به في حقيبتك بعيداً عن جسمك.
  • استخدِم سماعة لاسلكية لزيادة المسافة بين الهاتف والرأس، أو استخدِم مكبر الصوت عند التحدث.
  • استخدِم الهاتف الثابت السلكي لإجراء المكالمات الطويلة إذا كان ذلك ممكناً.
  • اشترِ هاتفاً محمولاً يصدر مستويات منخفضة من الانبعاثات الإشعاعية.
  • ابحث في الأسواق عن بعض المنتجات المصممة لحمايتك والتي قد تكون شرائح أو أزراراً تُلصَق على الهاتف لتقليل تأثير إشارات جهاز الإرسال.

اقرأ أيضاً: دليل مبسّط للوقاية من ألم الذراع الناتج عن استخدام الهاتف

ختاماً، لقد سهّل الهاتف المحمول الكثير من مصاعب الحياة، وبتنا نعتمد عليه في معظم تفاصيل حياتنا، لكن ومع ذلك، فإن الاستخدام المفرط أو الاستخدام في المكان والزمان غير المناسبين قد يشكل مخاطر جسيمة على الصحة والسلامة، لذلك حاول أن توازن ما بين الراحة التي يوفرها الهاتف والأمان من أضراره.