كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟

كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Denys Kurbatov
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يستغرق فقدان الدهون وقتاً طويلاً على الرغم من اتباع نظام غذائي صارم وبرنامج رياضي منتظم، وهو ما قد يكون أمراً شاقاً ومحبطاً للكثيرين، ولكن إحدى تقنيات الطب التجميلي الحديثة والتي تُعرف بتجميد الدهون، يمكنها اختصار الطريق لك، وتجنّبك مخاطر جراحة شفط الدهون. فكيف تعمل تقنية تجميد الدهون لخسارة الوزن وما أهم مخاطرها؟

ما هي تقنية تجميد الدهون وكيف تعمل على خسارة الوزن؟

تجميد الدهون أو (CoolSculpting) هو إجراء طبي غير جراحي لنحت الجسم والتخلص من الدهون في المناطق غير المرغوبة بتبريدها، أي دون مشرط أو حتى إبر ولا ضرورة لفترة نقاهة. لفهم آلية عمله لا بُدّ من العودة إلى أنواع دهون الجسم وتحديدها، حيث تحتوي أجسامنا على نوعين من الدهون هي:

  • الدهون تحت الجلد: هي طبقة الدهون المستهدفة في تقنية تبريد الدهون، والتي تشكل الجزء الأكبر من الدهون، وتجدها حول ذراعيك وفخذيك وخصرك.
  • الدهون الحشوية: هي الدهون التي تغلّف أعضاء الجسم الداخلية كالمعدة والأمعاء والكبد وحتى الشرايين، وترتبط زيادتها عن الحد الطبيعي بأمراض السكري والقلب.

اقرأ أيضاً: الأسرار المذهلة حول تخزين الدهون في الجسم 

وفقاً لمبتكري هذه التقنية، فقد استلهموا هذه الآلية بعد مراقبة تأثير المثلجات التي تُركت على خد الأطفال لعدة دقائق دون قصد، حيث تبين أن الجلد بقي محافظاً على طبيعته بينما أصيبت الدهون تحت الجلد بما يُعرف بالنخر الدهني، وهي استجابة التهابية من قبل الجسم تؤدي لموت الخلايا الدهنية. بدءاً من هذا التأثير تم تصنيع واختبار أول جهاز تبريد على الخنازير عام 2007، حيث استطاع تدمير الخلايا الدهنية تحت الجلد بعمق 1.2 سنتيمتر. وبحلول 2012 تم الاعتراف بتقنية تحلل الدهون بالتبريد فقط من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، تحت مسمى العلامتين التجاريتين كولسكولبتينغ (CoolSculpting) و كريوليبوليسيس (Cryolipolysis).

ولكن ماذا ينتج عن تبريد الدهون؟ لم يتم تحديد الآلية التي يتسبب بها تبريد الدهون في التخلص منها، إلا أن البحث الذي نُشر في دورية “طب الأمراض الجلدية السريرية والتجميلية والاستقصائية” (Clinical, Cosmetic and Investigational Dermatology) يقترح أن التبريد الموضعي يؤدي إلى الموت المبرمج للخلايا الدهنية بعد عدة أيام من العلاج، ما يحفّز الاستجابة الالتهابية في الجسم، ويدفع الخلايا البالعة في الجهاز المناعي لهضمها خلال الأشهر التالية.

اقرأ أيضاً: أين تذهب الدهون عندما تقوم بحرقها؟

كيف يتم إجراء تحلل الدهون بالتجميد؟

دون تخدير أو ألم، يمكن إجراء العملية في عيادة الطبيب أو المركز الصحي، بجهاز محمول يدعى قضيب التجميد. بداية، يحدد الطبيب التجمعات الدهنية بقلم تحديد الجلد، ويطبّق مادة الجل على الجلد لحمايته، ثم يتم شفط الدهون بقضيب التجميد، ما يمنح شعوراً بالوخز والبرودة، يتلاشى تدريجياً بعد 5-10 دقائق، حيث تصبح المنطقة مخدرة. تستمر الجلسة نحو ساعة كاملة تنخفض درجة حرارة الطبقة الدهنية فيها إلى (-1) و(4) درجات مئوية. يليها تدليك للمنطقة لتكسير الدهون لمدة 2-3 دقائق.

متى تظهر نتائج تجميد الدهون؟

في دراسة نُشرت في دورية “الجراحة التجميلية والترميمية” (Plastic and Reconstructive Surgery)، وُجد انخفاض للدهون بنسبة تتراوح ما بين 15-28% تقريباً خلال أربعة أشهر من العلاج، إلا أنه من الممكن ملاحظة التغييرات بعد نحو 3 أسابيع من بدء العلاج، وهو ما قد يختلف وفقاً للمنطقة المعالجة. على سبيل المثال، تحتاج منطقة البطن إلى أربع جلسات لإزالة الدهون.

مخاطر تجميد الدهون

على الرغم من أنه إجراء تجميلي غير جراحي، وفي غالب الأوقات يمكن للمريض العودة سيراً على الأقدام أو في سيارته دون الحاجة لفترة تعافٍ، فإن هناك بعض الأعراض الجانبية والتحذيرات بخصوص تجميد الدهون، ومنها:

  • ألم أثناء العملية وبعدها مباشرة: كالوخز اللاذع أو التنميل في منطقة العلاج بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، وقد يستمر ما بين 3-11 يوماً ثم يختفي.
  • التهيج المؤقت: قد تترافق العملية بأعراض جانبية كتلون الجلد أو التورم والكدمات، وعادة ما تزول في غضون أسبوع دون الحاجة لعلاج.
  • تضخم الدهون المتناقض : وهو تأثير معاكس لتبريد الدهون، وينتج عنه نمو الخلايا الدهنية بشكل أكبر مما كانت عليه عوضاً عن تحللها، حيث أشارت الدراسة التي نُشرت في “مجلة الجراحة الجمالية” (Aesthetic Surgery Journal)، أن هذه الحالة تحدث بين 0.05 – 0.39% من الحالات.

أشخاص لا يمكنهم اللجوء إلى تقنية تجميد الدهون

لا يعد بعض الأفراد مرشحين مثاليين لإجراء عملية تجميد الدهون، وقد يتعرضون لمخاطر تهدد الحياة، وهم الفئات التي تعاني من الاضطرابات التالية:

  • ضعف في الجهاز المناعي.
  • اضطراب بروتينات كريوجلوبولين الدم (cryoglobulinemia): وفيه تتزايد أعداد البروتينات إلى تراكيز غير طبيعية.
  • مرض الراصات الباردة: وهو أحد أنواع فقر الدم الانحلالي والذي ينتج عن مهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الدم الحمراء بتأثير البرودة.
  • بيلة الهيموغلوبين الباردة الانتيابية: هي حالة تتعرض فيها الخلايا الحمراء للتلف نتيجة البرودة.
  • مرض رينود: حالة نادرة ينتج عنها ضعف تدفق الدم إلى أصابع اليدين والقدمين في درجات الحرارة الباردة.
  • الأمراض الجلدية مثل الإكزيما والصدفية، والتهاب خلايا النحل (شرى البرد) أو (Cold urticaria).
  • الاضطرابات العصبية مثل اعتلال العصب السكري.
  • وجود فتق سابق في منطقة العلاج.
  • بالإضافة إلى الحوامل والمرضعات.

نصائح لاتباعها بعد الخضوع لعملية تجميد الدهون

تقدم سوزان يي (Suzanne Yee) الجراحة التجميلية مجموعة من النصائح للحصول على أفضل النتائج بعد إجراء تجميد للدهون، ومنها:

  • الحفاظ على نمط حياة صحي: على الرغم من أن تجميد الدهون يستهدف إزالة الخلايا الدهنية، فإنها قد تنمو مرة أخرى نتيجة تراكم الدهون، ما لم تتم ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على النظام الغذائي الصحي والمتوازن.
  • شرب الكثير من الماء: على المريض أن يشرب يومياً ما يعادل نحو 3 لترات من الماء قبل العملية وبعدها، أو أكثر بالنسبة لمن يمارس الرياضة أو يشرب الكثير من الكافيين، لأنه يساعد الجسم في التخلص من الدهون.
  • تدليك المنطقة المعالجة: يساعد التدليك الدائري لمدة دقيقتين بعد العلاج مباشرة ولمدة 4 أشهر على تكسير الدهون، ويحفّز التخلص من الدهون بنسبة تصل إلى 44%، كما أشارت الدراسة التي نُشرت في دورية “الليزر في الجراحة والطب” (Lasers in Surgery and medicine).
  • ارتداء الملابس الفضفاضة: ما يمنح المنطقة المعالجة الفرصة للتنفس والتعافي.
  • تجنب مضادات الالتهاب الستيروئيدية: مثل الإيبوبروفين والأسبرين لمدة لا تقل عن 6 أسابيع بعد العملية، لأنها تمانع الاستجابة الالتهابية الطبيعية للجسم، وقد تسبب تضخم الدهون المتناقض.

اقرأ أيضاً: تمارين رياضية سهلة لإذابة الدهون بسرعة 

إذاً، وبما أن عملية حرق الدهون تحت الجلد تزداد صعوبة مع كل شمعة عيد ميلاد تطفئها، تبدو فكرة التنحيف بتجميد الدهون حلاً آمناً وفعالاً قد يساعدك على ارتداء الجينز المفضل دون الحاجة لأن تمر بما يعاني منه من يخضع لعملية شفط الدهون.