إليك كل ما تحتاج لمعرفته عن التبرع بالأعضاء

في اليوم العالمي للتبرع بالأعضاء: إليك كل ما تحتاج لمعرفته عن هذا الإجراء المنقذ للحياة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Orawan Pattarawimonchai
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ينتظر أكثر من 113000 شخص في الولايات المتحدة الأميركية الحصول على عضو، والرقم في ازدياد، إذ تتم إضافة شخص آخر إلى قائمة الانتظار كل 10 دقائق، وهذه ليست مجرد أرقام، وإنما هؤلاء آباء وأمهات وأطفال في حاجة ماسة للحصول على كلية أو كبد أو قلب أو أي عضو آخر.

يموت يومياً نحو 20 شخصاً في الولايات المتحدة قبل أن يصبح هذا العضو متاحاً، فعلى الرغم من أن عدد سكان الكرة الأرضية قارب الثماني مليارات نسمة، فإن التفاوت في عدد الأفراد القادرين على الزرع والذين هم في حاجة ماسة لتلقي الزرع واضحٌ للغاية ويدفع لطرح مجموعة من التساؤلات.

كثيرٌ منّا لا يُفكر في عملية التبرع بالأعضاء مطلقاً بسبب الخرافات والمخاوف الشائعة المتعلقة بذلك، وهذا طبيعي فكيف لنا أن نقدم عضواً من أعضائنا دون أن نكون متأكدين وواثقين من كل خطوة؟

حتّى لم يكن نظام التبرع عالي الدقة الخاص بالولايات المتحدة كافياً للشعب الأميركي للوثوق بهذه العملية والهروع للتبرع، وإنما كانت لزيادة الثقافة حول هذه العملية الدور الأكبر في تقبل فكرة التبرع بالأعضاء، إذ وثقت زيادة قدرها 35% في التبرع في وذلك بين عامي 2017-2021 بعدما تم نشر التوعية بهذا الخصوص.

اقرأ أيضاً: من الكلى إلى القلب: هذا ما يجب أن تعرفه عن زراعة الأعضاء

من هم الأشخاص المؤهلون للتبرع؟

يمكن لأي شخص تقريباً، في أي عمر، أن يصبح متبرعاً بالأعضاء، على أن يحصل كل فرد يقل عمره عن 18 عاماً على موافقة أحد الوالدين أو الوصي. مع وضع النقاط التالية في عين الاعتبار:

  • الأمراض الإنتانية: يتم إجراء تقييم طبي لتحديد الأعضاء التي يمكن التبرع بها وذلك بالنسبة للتبرع من حي أو من متوفٍ. قد يستبعد التبرع عند الإصابة ببعض الحالات مثل الإصابة بمرض الإيدز أو الإنتان الشديد الفعال، وحتّى يمنع مرض السرطان المتقدم من التبرع.
  • الأمراض المزمنة: تمنع بعض الأمراض المزمنة مثل الإصابة بالسكري وأمراض الكليتين وأمراض القلب من التبرع.
  • التدخين: من الممكن أن يكون المدخنون متبرعين، إلا أنه يتوجب إجراء تقييم خاص من قبل مقدمي الرعاية الصحية للتأكد من أن الأعضاء والأنسجة مناسبة للتبرع.
  • استهلاك الكحول: لا يمنع شرب الكحول من أن يصبح الشخص متبرعاً، إلا أن التناول المفرط للكحول يؤثر على القدرة على التبرع، ويبقى القرار الأخير لمقدمي الرعاية بعد دراسة الحالة.
  • العِرق: الطب يحتاج متبرعين من جميع الأعراق، ومن المهم بشكل خاص التفكير بالتبرع عند الأميركيين من أصل إفريقي والآسيويين وجزر المحيط الهادئ والأميركيين الأصليين والإسبان؛ نظراً لأنهم أكثر عرضة للإصابة بحالات مزمنة معينة تؤثر على الكلى والقلب والرئة والبنكرياس والكبد.
  • عدم القدرة على التبرع بالدم: تحتم الإصابة ببعض الأمراض الدموية عدم القدرة على التبرع بالدم، إلا أن ذلك لا ينطبق على التبرع بالأعضاء.
  • حالات أخرى: تعتبر الإصابة بداء كروتزفيلد جاكوب على سبيل المثال مضاد استطباب لنقل الأعضاء، وهو أحد الأمراض التي تحدث نتيجة طفرة وراثية في الجين الذي يُشفر للبريون.

هناك عدة أنماط من التبرع بالأعضاء والعين والأنسجة، وكل نوع يقدم أملاً جديداً لآلاف الأشخاص الذين ينتظرون عمليات الزرع، وهي:

  • التبرع بالأعضاء من حي.
  • التبرع بالأعضاء من متوفٍ.
  • التبرع بالأنسجة.
  • التبرع بالخلايا الجذعية.
  • التبرع بنقي العظم.
  • التبرع بهدف البحث العلمي.

اقرأ أيضاً: إنجاز نوعي قد يلغي استخدام الأدوية المثبطة للمناعة بعد زرع الأعضاء

التطابق والتوافق بين المتبرع والمتلقي

سمعنا سابقاً حول (التطابق والتوافق)، وأنهما العاملان الحاسمان في أي عملية تبرع. هناك مجموعة من الاختبارات التي يتم إجراؤها لتقييم المتبرعين وهي زمرة الدم واختبار معقد التوافق النسيجي (HLA) أو ما يسمى مطابقة مستضد كريات الدم البيضاء البشرية.

يتحدد (التوافق) بين زمرتي دم المتبرع والمتلقي، حيث يجب أن تكون فصيلة دم المتبرع متوافقة مع المتلقي، ويُحدد توافق نقل الأعضاء بنفس الطريقة التي يُحدد بها توافق نقل الدم.

ويتحقق (التطابق) من خلال عامل HLA الذي يرمز لبروتينات كريات الدم البيضاء، حيث يوجد أكثر من 100 مستضد مختلف تم تحديده، وتم توثيق ارتباط 6 مستضدات بعملية زراعة الأعضاء، وهي التي تتحكم بشكل أساسي بقبول أو رفض الجهاز المناعي للعضو أو النسيج المزروع. من النادر الحصول على تطابق 6 من 6 بين شخصين، باستثناء حالات التوائم الحقيقية وبعض الأشقاء التي يتحقق فيها ذلك.

قرار التبرع بالأعضاء قرارٌ لا يُتخذ بين ليلة وضحاها

البطولة ليست حكراً فقط على من يحارب جسدياً، ففكرة أن جزءاً منّا قادرٌ على إنقاذ حياة شخص وإعادته لعائلته عظيمة للغاية، وفيها من الإيثار ما قل إيجاده.

لكن بالمقابل، تأتي العمليات الجراحية الكبيرة كهذه مع مخاطر مثل النزيف أو الإنتان أو تخثر الدم وحدوث الجلطات الدموية أو التحسس وحتّى قد لا تنجح العملية ويتم رفض العضو الذي تم التبرع فيه أو قد يحدث تلف في الأنسجة المجاورة. بالإضافة إلى فترة التعافي بعد العمل الجراحي والتي قد تكون غير مريحة، حيث يستغرق الجسم عدة أسابيع عادةً للتعافي بشكل كامل.

اقرأ أيضاً: هل يؤدي التبرُّع بالأعضاء إلى نقل الأمراض بشكل كبير؟

ولذلك عندما تفكر في أن تصبح متبرعاً حياً، فكر جيداً بكل من الإيجابيات والسلبيات لهذا القرار، واحرص على ألا يتأثر قرارك بأي شخص أو شعور سوى نفسك وما ترغبه أنت.