ما هي حساسية السمك وما مسبباتها وطرق علاجها؟

ما هي حساسية السمك وما مسبباتها وطرق علاجها؟
حقوق الصورة: أنسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تخرج للعشاء مع أصدقائك لتجربة أطباق جديدة في أحد المطاعم، وإذ بأحدهم يصاب بضيق التنفس والاختناق والتورم، ليتبين لاحقاً أن الصنف الجديد من الطعام يحتوي على السمك في أحد مكوناته، وأن  ما يعاني منه صديقك هو حساسية السمك. لا داعي للاستغراب، فكغيره من المأكولات، يمكن للسمك أيضاً أن يثير ردّ فعل تحسسي في الجسم قد يكون قاتلاً. ولتعلم كيف يمكن أن تساعد صديقك المصاب، إليك بعض الحقائق عن حساسية السمك.

ما هي الحساسية للسمك؟

حساسية السمك، هي ردّ فعل تحسسي يصاب به الإنسان لدى تناول الأسماك ذات الزعانف، كالتونة والسلمون والقدّ، وهنا يجب التمييز بين حساسية السمك وحساسية المحار والسلطعون والروبيان وغيرها من الكائنات البحرية التي لا تمتلك زعانف، إذ على الرغم من أن جميعها تقع تحت تصنيف المأكولات البحرية، فإنها تختلف من الناحية البيولوجية. بعبارة أخرى، قد يصاب الفرد بحساسية السمك، ويبقى بإمكانه تناول المحار والقريدس دون الخوف من التحسس منها.

على عكس الأنواع الأخرى للحساسية الغذائية والممكن ملاحظتها منذ مرحلة الرضاعة والطفولة، لا يبدي الفرد رد فعل تحسسي تجاه الأسماك حتى يدخل سن البلوغ، ولا يمكنه التخلص منه حتى بقية حياته.

اقرأ أيضاً: حساسية الفول السوداني: كل ما يهمك معرفته حول هذه الحساسية المميتة 

أعراض حساسية السمك

تظهر أعراض حساسية السمك خلال ساعة بعد تناوله، وتتشابه مع أعراض حساسية المحار والأحاسيس الغذائية الأخرى، لكن شدتها قد تتفاوت من شخص إلى آخر وفقاً لجهازه المناعي، فقد تكون خفيفة بحيث يظهر عرض واحد أو اثنان، أو تكون أكثر حدة بحيث تتسبب في ظهور العديد من الأعراض، وهي ما تُعرف بالحساسية المفرطة. ومن أهم هذه الأعراض:

  • طفح جلدي على شكل نتوءات بارزة ومتورمة في الجلد، وهو ما يُعرف بالشرى.
  • انتفاخ الشفتين، وتورم العينين.
  • آلام وضيق في الحلق والفم.
  • الحكة واحمرار الجلد.
  • سيلان الأنف.
  • آلام في المعدة.
  • القيء والإسهال.
  • ضيق في التنفس.
  • السعال.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للتعرف على حساسية القمح والنظام الغذائي الذي ينصح به للمصابين 

أسباب حساسية السمك

تحتوي الأسماك ذات الزعانف على بروتين يُعرف باسم بارفالبومين في خلايا العضلات، وهو البروتين المسبب للحساسية في جسم الإنسان، مع اختلافات طفيفة بين مختلف أنواع السمك. لذا فإن الحساسية من أحد الأسماك يعني الإصابة بالحساسية من باقي الأسماك الأخرى، وتُعرف هذه الحالة بالتحسس المتعدد. وهو بروتين غير مؤذٍ في الحالة الطبيعية، وشديد التحمل للحرارة، أي يحافظ على بنيته وتركيبه بنسبة كبيرة حتى بعد الطهي لعدة ساعات على درجات حرارة مرتفعة، أي أن الطبخ غير كافٍ لتحطيم البروتين، بمعنى أن الأسماك المطبوخة كالسلمون المشوي، والنيئة مثل الساشيمي، يتسببان بالحساسية ذاتها. فما الدور الذي يؤديه هذا البروتين؟

اقرأ أيضاً: الحساسية: ما هي وما أسبابها وأنواعها؟ 

لدى تناول السمك، يرتبط بروتين بارفالبومين بأجسام مضادة يُفرزها الجهاز المناعي، وتعرف باسم الغلوبيولين المناعي، ما يتسبب في تحرر الهيستامين من الخلايا البدينة؛ وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء، وخلايا الدم الأخرى، إلى مجرى الدم. يعمل الهيستامين على توسيع الأوعية الدموية بما يمكّن الخلايا المناعية الكبيرة الحجم من الوصول إلى مكان الإصابة أو العدوى، ولكن في حال عدم وجود إصابة حقيقية، تظهر أعراض أخرى على الجهاز التنفسي والهضمي والجلد، هي رد الفعل التحسسي.

تختلف الحساسية للمحار عن حساسية السمك ذي الزعانف بنوع البروتين الموجود فيها، إذ تحتوي القشريات والرخويات على مادة تروبوميوسين التي تثير رد فعل تحسسي في الجسم.

اقرأ أيضاً: دليلك الشامل للتعرف على مسببات حساسية الإبط وكيفية علاجها والوقاية من حدوثها 

علاج حساسية السمك وإدارتها

تبقى الطريقة المُثلى لإدارة الحساسية للسمك بتجنب تناوله المباشر أو أي غذاء يدخل السمك في تكوينه مثل بعض الوصفات الآسيوية، والصلصات والتوابل، أو استنشاق البخار الناتج عن طهيه، أو حتى ملامسته وملامسة الأواني.

أما في حال وقعت الإصابة وبدأت الأعراض بالظهور على المصاب، فإن نوع العلاج يعتمد على شدة انتشار حساسية السمك. في حالات الحساسية الضعيفة التي لا تتجاوز بضع بقع حمراء في الجسم مثيرة للحكة يكفي تناول بعض مضادات الهيستامين مثل لوراتادين (كلاريتين) التي لا تسبب النعاس ولا تحتاج إلى وصفة طبية. أما في حالات الحساسية المفرطة، والتي تترافق باختناق وشرى وقيء وحتى الإغماء، يجب حقن المصاب بالإبينفرين بشكل فوري في منتصف الفخذ الخارجي، لذا يجب على من يعاني من حساسية السمك أن يحتفظ معه بحقنة جاهزة بشكل دائم، وهو ما يُعرف بالحاقن الآلي للإبينفرين، وتنبيه الأفراد الأكثر مرافقة له حول ما يجب القيام به في حال إصابته بالحساسية.

اقرأ أيضاً: ما هي الأدوية الأفضل للحساسية؟ 

تشخيص الإصابة بحساسية السمك

بداية التشخيص تبدأ بمراجعة الطبيب للتاريخ الطبي للمريض وعائلته، ثم يمكنه إجراء عدة اختبارات لتحديد فيما إذا كان المريض مصاباً بحساسية السمك، ومنها:

  • اختبار وخز الجلد: وهو محاولة إثارة رد فعل تحسسي لدى الفرد في منطقة من جلده، بتعريضها لعدة قطرات من المواد المسببة لحساسية السمك، ثم وخزه لكي تدخل إلى مجرى دمه، ومراقبة الإصابة فيما لو أصيب الفرد بالتحسس.
  • اختبار الدم لتحديد محتواه من الغلوبيولين المناعي في الدم لدى التعرض، لتحديد تفاعل الجسم مع بروتينات الأسماك.
  • اختبار استثارة الحساسية: ويتم إجراؤه تحت الإشراف والمراقبة الطبية، حيث يعتمد على تناول المريض للسمك لمراقبة ما قد يحدث معه.
  • اختبار المصفوفة الدقيقة (microarray) لقياس الغلوبيولين المناعي.

اقرأ أيضاً: الدليل الشامل للتعرف على كل ما يهمك عن الحساسية الجلدية 

إذاً، ليس هناك تهاون مع أعراض حساسية السمك، فلكل ثانية بعد ظهور أول أعراض التحسس قيمتها، وتبقى طرق الوقاية والابتعاد عن مسببات الخطر، أفضل طرق علاجه. أما بالنسبة لصديقك المصاب، لإنقاذ حياته ابحث بين أشيائه عن حقنة الإبينفرين، ثم اتصل بالطوارئ.