هذا الطقس الحار جداً هو المناسب تماماً لأخذ لقاح الأنفلونزا

قد تكون إبر الحقن مخيفة، ولكنها تستحق أن تُستخدم لأنها تمنع الناس من الإصابة بالمرض.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إنه شهر سبتمبر، وعلى الرغم من أن الشيء الوحيد الذي يدور في ذهنك هو محاولة الاستمتاع بالأيام القليلة المتبقية من فصل الصيف، إلا أن الأطباء يفكرون في شيء آخر، ألا وهو الأنفلونزا.

نعم، قد حان وقت أخذ لقاح الأنفلونزا السنوي، على الرغم من أن موسمها يبدو كأنه قد انتهى للتو، ورغم أن هناك الكثير من الأشخاص ينتظرون قدوم الموسم الجديد حتى يأخذوا اللقاح، إلا أن الوقت المثالي لأخذ الجرعة السنوية هو قبل أن تبدأ إصابة الجميع بالمرض؛ حيث يستغرق جسمك حوالي أسبوعين من وقت أخذك للقاح لحماية نفسه تماماً من سلالات الأنفلونزا الموجودة فيه، وذلك لأن الجسم يؤدي الكثير من الأعمال؛ إذ يُنتج الجهاز المناعي أجساماً مضادة تستهدف سلالات الأنفلونزا الموجودة في اللقاح، وهي عملية تستغرق بعض الوقت، وإذا انتظرت حتى يُصاب مَن هم حولك بالسعال ومن ثم تأخذ اللقاح، فأنت تخاطر بالإصابة بالأنفلونزا حتى بعد أن تأخذه.

إذن فلا ينبغي عليك الانتظار كثيراً قبل أن تأخذ اللقاح، وإذا كنت لم تقرِّر بعد فإليك بعض النقاط الأساسية.

أخذك للِّقاح ليس مبكراً جداً

قرَّر المسؤولون في إدارة الغذاء والدواء الأميركية منذ شهر مارس سلالاتِ الأنفلونزا التي ستتواجد في لقاح هذا العام، وقد جاء ذلك مبكراً جداً؛ لأن عليهم أن يُوفِّروا الوقت الكافي لشركات الأدوية حتى تصنع اللقاحات، وغالباً ما يؤكدون فقط على توصيات منظمة الصحة العالمية للبلدان الواقعة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

ونحن لا نستطيع أن نعرف بشكل مؤكد نوع سلالات الأنفلونزا التي ستسيطر خلال الموسم، لكن المسؤولين يحاولون التنبؤ بما سيبدو عليه الموسم المقبل قبل انتهاء الموسم الحالي؛ وذلك استناداً على البيانات التي تجمعها منظمة الصحة العالمية حول التركيب الجيني للفيروسات المنتشرة، ويتم الأمر أحياناً بشكل صحيح فيوفِّر اللقاح تغطية مناسبة، لكنهم يخطئون في أحيان أخرى ويمرُّ العام بشكل سيئ، ولا يمكننا أبداً أن نعرف ما إذا كانوا قد اتخذوا القرار المناسب أم لا، إلا بعد فوات الأوان.

وذلك يعني أن اللقاح الخاص بموسم 2018-2019 قد أصبح متاحاً على الرغم من أننا ما نزال في شهر سبتمبر، ولن تضعف مناعتك إذا حصلت عليه الآن بدلاً من شهر نوفمبر عندما يُصاب كافة الأشخاص في مكتبك بأعراض الأنفلونزا ويقومون بالسعال في كل مكان.

كل شخص عمره أكثر من ستة أشهر يجب أن يأخذ اللقاح

هناك بعض الاستثناءات هنا، مثل أن تكون لديك مشاكل مناعية تجعل من الخطير عليك أخذ اللقاحات، ولكن يجب على الطبيب في هذه الحالة أن يخبرك ما إذا كان عليك أن تتجنب اللقاحات، أما إذا كنت شخصاً سليماً، فيجب عليك أن تأخذ اللقاح. كما أصدرت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال مؤخراً توصيات حديثة -لكنها لا تعدُّ جديدة في معظمها- تؤكد ما تقوله الأكاديمية والمنظمات الصحية الأخرى منذ سنوات، وهي: “يوصى بأخذ لقاح الأنفلونزا السنوي لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وأكثر”، و”يبقى اللقاح أفضل التدابير الوقائية المتاحة للوقاية من الإصابة بمرض الأنفلونزا”، كما يقولون إن من الواجب أن يأخذ الأطفال اللقاح في أقرب وقت ممكن؛ أي قبل نهاية شهر أكتوبر من الناحية المثالية، كما تقول مراكز السيطرة على الأمراض الشيء نفسه.

يمكنك أخذ اللقاح حتى إذا كنت تعاني من حساسية البيض

أثبتت الأبحاث في العامين الماضيين أن اللقاح آمن للأشخاص الذين يعانون من حساسية البيض على الرغم من أن معظم اللقاحات لا يزال يتم إعدادها داخله، وإذا كنت لا تزال قلقاً من ذلك فيمكنك أخذ أحد اللقاحات المعدَّة في خلايا حيوانية أخرى وخالية تماماً من البيض.

يمكن للنساء الحوامل أن يأخذن لقاح الأنفلونزا

مهما كانت مرحلة الحمل عند المرأة -بما في ذلك الفترة التالية للولادة- فإن لقاح الأنفلونزا آمن تماماً، كما أنه آمن للطفل، ويجب عليك تلقيح طفلك الجديد بعد بلوغه ستة أشهر من العمر؛ حيث يموت الكثير من الأطفال الصغار خلال موسم الأنفلونزا كل عام، وهذا اللقاح يجعل الأطفال أقل عرضة للإصابة بالأشكال الشديدة منها والتي تهدِّد الحياة.

يجب أن تأخذ لقاحاً جديداً هذا العام

يتغير لقاح الأنفلونزا بشكل ضئيل كل عام تقريباً، مما يعني أن عليك أخذ لقاح جديد كل عام أيضاً، وبالنسبة لموسم 2018-2019 فقد تم تضمين سلالة جديدة تماماً من الأنفلونزا ب في اللقاح، والتي لم نتعرَّض لها من قبل، وعلى الرغم من أنك قد تكون لديك بعض المناعة المتبقية من السلالات التي تعرَّضت لها العام الماضي -وهي منتشرة هذا العام أيضاً- إلا أن من غير المرجح أن تكون قد تعرَّضت لهذه السلالة من قبل، وهذا بالضبط هو السبب وراء أخذنا للقاحات؛ وهو أن تعرِّض نفسك للفيروس قبل أن يصل إليك.

لا يهم نوع اللقاح الذي تحصل عليه، لكن رذاذ الأنف ليس بالخيار الجيد

لا توصي مراكز السيطرة على الأمراض بأخذ لقاح بدلاً من الآخر، لكن بعض المستشفيات تقول إنها تركِّز على اللقاحات الخالية من البيض هذا العام، إذ إن هناك بعض الأدلة المحدودة على أن اللقاحات التي تحتوي على البيض أقل فعالية بقليل؛ وذلك لأن الفيروسات التي تنمو داخل البيض تميل إلى التعرُّض لطفرات وراثية، مما يؤدي إلى عدم تطابق بين الفيروسات المنتشرة بين الناس والفيروسات الموجودة داخل اللقاح. ولم يتضح بعد المدى الذي قد يكون فيه اللقاح الخالي من البيض أفضل، ولكن إذا كنت تفضل أخذ هذا النوع من اللقاح، فيمكنك طلبه من عيادة الطبيب أو من الصيدلية.

وإن اللقاح الوحيد الذي لا توصي به أحياناً بعض المنظمات -مثل الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال- هو لقاح الأنفلونزا الحيُّ المضعَّف، والذي قد يكون معروفاً برذاذ الأنف؛ حيث تشير الأدلة إلى أن هذا النوع من اللقاح هو أقل فاعلية من النوع المعطَّل، ومع ذلك فهو أفضل من لا شيء بالنسبة لمعظم الناس؛ وذلك لأن مراكز السيطرة على الأمراض تشير إلى أن الأمر الأهم هو أن يحصل أقصى عدد ممكن من الأشخاص على اللقاح. أما النساء الحوامل، والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين، والكبار الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، فلا يتوجب عليهم أن يأخذوا اللقاحات الحيَّة المضعَّفة، ولكن لا بأس بذلك بالنسبة لمعظم الأشخاص الآخرين.

يرجى أخذ لقاح الأنفلونزا الآن بكل جدِّية

لا يوجد شيء آخر يمكن قوله إلا أن من الواجب عليك ألا تنتظر كثيراً حتى تأخذ لقاح الأنفلونزا، بل عليك أخذه الآن؛ وذلك من خلال الذهاب إلى الصيدلية المحلية والسؤال عنه. لن تضطر إلى الانتظار في طوابير طويلة؛ لأن معظم الناس لم يبدؤوا التفكير في الأنفلونزا بعد.