لماذا نشعر بالحرارة في غرفة درجة حرارتها مساوية لدرجة حرارة الجسم أو حتى أقل منها؟

لماذا نشعر بالحرارة في غرفة درجة حرارتها مساوية لدرجة حرارة الجسم أو حتى أقل منها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Madua
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قبل معرفة الإجابة علينا أن نتعمق قليلاً في بعض التفاصيل المتعلقة بدرجة الحرارة حتى نستطيع فهم الإجابة بصورة واضحة.

ما مصادر الحرارة في جسم الإنسان؟

لجسم الإنسان عدة طرق لإنتاج الحرارة، ولكن المصدر الرئيسي في إنتاج الجسم للطاقة الحرارية هو العمليات الكيميائية الحيوية التي تتم داخل ميتوكوندريا الخلايا عبر حرق سكر الغلوكوز، وإنتاج الماء وثاني أوكسيد الكربون، والأهم إنتاج مركب ATP، أو أدينوزين ثلاثي الفوسفات، وهو عنصر مهم لاحتوائه على طاقة عالية عند تحوله إلى أدينوزين ثنائي الفوسفات ADP وفوسفات تنتج عنها حرارة، وعملية الحرق هذه تسمى علمياً بـ «عملية الأيض» أو التمثيل الغذائي.

هناك بعض العوامل الأخرى التي تؤدي دوراً في توليد الجسم للحرارة مثل الشمس أو الملابس أو الأطعمة الحارة وغيرها.

 كيف يتم تنظيم درجة حرارة الجسم عند 37 درجة سيليزيوس؟

تتم عملية تنظيم درجة الحرارة من خلال جزء مهم في الدماغ يسمى تحت المهاد، وهو ينقسم لفصين:

  • فص أمامي: مسؤول عن فقد الحرارة الزائدة.
  • فص خلفي: مسؤول عن الاحتفاظ بالحرارة.

لماذا درجة حرارة الجسم 37 درجة سيليزيوس وليست 35 أو 40 مثلاً؟

في القرن الـ 19، قام العالم الألماني كارل لينيوس بقياس درجة حرارة 25 ألف شخص، وقام بتسجيل ملاحظاته أن درجة الحرارة المثالية هي 37 درجة سيليزيوس، ما يقابل 98.6 فهرنهايت. وبعد تقدم العلم والأبحاث وجدوا أن 37 درجة سيليزيوس هي أنسب درجة حرارة لمنع نمو البكتيريا والفطريات المختلفة، حيث وُجد أنه مع كل زيادة في درجة الحرارة درجة سيليزيوس واحدة، تقل قدرة الفطريات على النمو بنسبة 6%.

حسناً، هذا يعني أن درجة حرارة أعلى من 40 سيليزيوس ستكون أفضل بالتأكيد، ولكن للأسف لا، فعند زيادة درجة الحرارة على ذلك تتكسر البروتينات وبعض العناصر الكيميائية الأخرى، ما يؤدي إلى كارثة. لذلك يعمل تحت المهاد على جعل درجة الحرارة 37 درجة سيليزيوس.

اقرأ أيضاً: تعلّم 10 مهارات كانت وسيلة القدماء للبقاء على قيد الحياة

لماذا لا تثبت درجة الحرارة أو لماذا تزداد درجة حرارة الجسم؟

بصورة طبيعية تزداد درجة الحرارة بسبب عدة عوامل فسيولوجية أهمها:

  • التمارين الرياضية لأنها تزيد من معدل التمثيل الغذائي، حيث تكثر الميتوكوندريا بخلايا العضلات.
  • الأطعمة خاصةً الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والبروتين.
  • أوقات الظهيرة والتعرض للشمس.
  • المشاعر كالغضب والإثارة نتيجة إثارة الجهاز الودي.
  • الهرمونات مثل هرمونات الغدة الدرقية.
  • الحمل.

هذا بخلاف الأسباب المرضية مثل العدوى البكتيرية والسرطان وغيرها من الأمراض.

كيف يتخلص الجسم من كل هذه الحرارة إذاً؟ وأين تذهب هذه الحرارة الزائدة؟

هناك عدة طرق يتخلص منها الجسم من الحرارة الزائدة مثل التنفس والإخراج، ولكن بنسبة 85% يتخلص منها عن طريق الجلد بأربع طرق:

  • التبخير (Evaporation): من خلال زيادة إفراز الغدد للعرق ثم يتبخر عن سطح الجلد فيخفّض درجة الحرارة.
  • الإشعاع الحراري (Radiation): يتخلص الجسم من الحرارة في صورة أشعة من الجسم للهواء المحيط
  • التوصيل (Convection): من خلال تمرير هواء بارد من المروحة أو مكيف الهواء خلال الجسم الساخن فتقل درجة حرارته.
  • التوصيل المباشر (Conduction): من خلال اتصال الجسم بسطح بارد مثل الكمادات أو الماء مثل الاستحمام أو السباحة.

اقرأ أيضاً: كيف تشتري لنا النباتات الوقت في مواجهة تغيّر المناخ؟

لماذا نشعر بالحرارة في غرفة درجة حرارتها درجة حرارة الجسم نفسها أو حتى أقل من درجة حرارة الجسم؟

طبعاً نحن لم نقرأ هذه المقدمة المملة عبثاً وإنما لنخرج منها بمعلومة، وهي أن الجسم ينتج الحرارة باستمرار سواء كنت نائماً أو أثناء المشي أو حتى تقرأ هذا المقال، وكذلك لا بُدّ أن يتخلص من الحرارة الزائدة وإلا سيُهلك، وفقاً لقانون الديناميكا الحرارية الثاني الذي ينص على أن الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى في درجة الحرارة إلى الجسم الأقل في درجة الحرارة.

لذلك إذا كانت درجة حرارة الجسم مماثلة لدرجة حرارة البيئة المحيطة، سيمنع هذا الجسم من التخلص من درجة الحرارة الزائدة وبالتالي سنشعر بالحرارة. وسبب آخر هو أن درجة حرارة الجلد أقل من درجة حرارة الجسم، ونتيجة لذلك إذا كانت درجة حرارة المكان متماثلة مع الجسم فستشعر أيضاً بالحرارة لأنها أعلى من درجة حرارة الجلد.

نشرت هذه المقالة ضمن اتفاقية الشراكة التحريرية بين مجرة وكورا. وتمت الإجابة عن السؤال على موقع كورا بواسطة علياء النجار، طبيبة بشرية.