الباحثون في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا يرغبون في صنع باستا قادرة على طي نفسها

الباستا
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعلم محبو الباستا الذين يحترمون أنفسهم أن شكل المكرونة أمر أساسي للاستمتاع بمذاقها. هل ستكون بصلصة الكريما الخفيفة؟ إذاً فالمعكرونة الطويلة والرفيعة ستفي بالغرض. أما الكريما الأكثر كثافة فستتطلب معكرونة على شكل المحارة لتحريك كرات الجبنة اللزجة. وستحتاج إلى معكرونة على شكل أنبوبي واسع كالريجاتوني للصلصة السميكة الغنية بقطع اللحم، فهي تملك فراغاً كافياً لتمتعك بكامل محتوياتها مع كل قضمة. أما الصلصة الزيتية الزلقة كصلصة البيستو، فتحتاج إلى باستا كثيرة الانحناءات، لتزيد من السطح الذي تلتصق به الصلصة.

وبفضل الأبحاث الجديدة التي أجراها معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا، قد يصبح بإمكاننا يوماً ما شراء أنواع الباستا القابلة للطي ثم التشكل بأشكال ثلاثية الأبعاد بمجرد وصول الماء إليها. وقد يصبح بإمكاننا تصميم الأشكال الخاصة بنا في المنزل.

وتعتمد التكنولوجيا الغذائية الجديدة على ميل الجيلاتين إلى امتصاص الماء أكثر أو أقل اعتماداً على كثافته. وبتصميم رقائق متعددة الطبقات من الجيلاتين والنشاء، قام الباحثون في مجموعة الوسائط المحسوسة التابعة لمعهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا بصنع صفائح مسطحة تتحول إلى أشكال محددة مسبقاً عندما تبتل بالماء، وتنحني بطريقة أو بأخرى بسبب الكثافات المختلفة الموجودة في سطوحها الجيلاتينية. قدم الباحثون نتائج دراستهم في مايو 2017 في مؤتمر التفاعل الحاسوبي البشري الذي عقدته رابطة الآلات الحاسوبية بشأن العوامل البشرية في أنظمة الحوسبة.

وقد قدّرت لينينغ ياو التي ترأست البحث خلال فترة حصولها على درجة الدكتوراه من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا أنه وبتغليف الباستا في صفائح مسطحة بدلاً من تعبئتها في علب ذات أشكال محددة مسبقاً، فإن المصنعين يستطيعون اختصار حجم التغليف إلى النصف، وبالتالي تقليل حجم صناديق التعبئة ومساحة حاويات الشحن. ولكنها تعترف أن فريقها توصل إلى هذا التطبيق العملي في وقت متأخر.

تقول ياو: “كنت أعمل على المواد التكيفية لفترة طويلة، وكنت أبحث عن موضوع لرسالة الدكتوراه يسعد أستاذي في المعهد ووالدتي أيضاً. وقد وجدت أن تصميم نوع من معجنات الدامبلينغ ذاتية الطي سيكون شيئاً رائعاً”.

وقد عملت ياو وفريقها مع الطهاة المحليين لوضع اللمسات الجمالية لتنفيذ فكرتهم، وقاموا بعمل تصميمات كثيرة تبدو صائبة وفق معايير علم الطهي الجزيئي (وهو العلم الذي يبحث في تحولات مكونات الطعام أثناء الطهي).

وقد قام فريق ياو بتصميم عدد من الأشكال المثيرة للاهتمام، فمنها ما يتحول إلى شكل أنابيب تلتف حول الكافيار لتصنع حلويات أنيقة المظهر، ومنها على شكل خيوط تشكل قطعاً من الباستا بمجرد غمرها بالماء، ومنها على شكل أزهار صغيرة متفتحة، وتصاميم أخرى. أما معجنات الدامبلينغ فقد بقيت بعيدة المنال. وتقول ياو عن ذلك: “لقد اتضح أن عمل معجنات الدامبلينغ صعب جداً، حيث عليك أن تطويها مرة واحدة، ثم تقوم بعمل كل هذه الطيات الصغيرة لإغلاقها. ولكنني أعتقد أننا نستطيع الوصول إليها في النهاية”.

وقد لاحظت أيضاً أنه وبينما كان فريقها يعرض إمكانية تطبيق فكرتهم نظرياً على المزيد من الخلطات كثيفة النشاء، فإن التصميمات الحالية هي في الغالب من الجيلاتين. وهو ما قد يروق لمحبي الأطعمة الفاخرة الذين يفضلون أكل لفافات الكافيار الصغيرة وأشرطة الباستا ذاتية الطي، ولكنه سيكون على الأرجح مكلفاً لعامة الناس الذين يبحثون عن المعكرونة وشرائح الجبن في محلات البقالة. وتأمل ياو أن يستمر بحثها، خاصة أنها انتقلت للتدريس في جامعة كارنيجي ميلون. وبالإضافة إلى عملها في صنع الأشكال القابلة للطي، وبرمجة الرقائق كثيفة النشاء، فإنها ترغب في إيجاد وسائل لتقديم هذه الأشكال الجديدة والطريفة إلى الجمهور.

تقول ياو: “إننا نتوجه إلى مجموعتين متميزتين من العملاء: الأولى، تبحث عن السلع الغالية جداً، لأن طعامنا تحويلي في الوقت الحالي. ومن الصعب أن نتخيل أحداً سيطلب مراقبة هذه المعكرونة أثناء تحضيرها. والاتجاه الآخر هو مع الشركات مثل شركة “تارجت”، حيث يستطيع الناس الدخول واختيار شكل أساسي من بياناتنا، ثم البدء في تعديل الشكل حسب الطلب. فنحن نستطيع حقاً طرح تصميماتنا بمنتهى الديمقراطية”.