سماع الموسيقى يؤدي إلي زيادة إنتاجيتك وتركيزك أثناء العمل

تأكد من ترتيب مكان عملك بطريقة فنية حتى يبدو رائعاً في الصور.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أثناء كتابة هذه الكلمات، يعلو في أذني صوت بوق ذي نغمة منتصرة فوق لحن إيقاعي للكمانات. وأدعوك الآن للاستماع إلى نفس الموسيقى أثناء قراءتك لهذا المقال. يكفي أن تبحث عن “Battlefield One”. وأراهنك أن تركيزك سيتحسن مع هذه الموسيقى، وهو التأثير المطلوب تماماً من أي موسيقى تصويرية جيدة في ألعاب الفيديو.

أفضل نصيحة تلقيتها في حياتي هي الاستماع إلى الموسيقى من ألعاب الفيديو عندما تريد أن تركّز في أمر أو عمل ما. إن هذه المقطوعات تمثل نمطاً موسيقياً مستقلاً تم تصميمه خصوصاً لتحفيز الحواس والاندماج بشكل جيد في الذهن بطريقة غير مباشرة، وهو الهدف الأساسي من الموسيقى التصويرية. يجب أن تشجعك، أي اللاعب، على تنفيذ مهمة معينة بدون أن تصرف انتباهك عنها. وفي الواقع، تكون الموسيقى أفضل كلما وجهت اللاعب أكثر نحو تحقيق مهمته.

تُبيّن الكثير من الدراسات أن وجود صوت ما حولك أثناء العمل يساعدك على التركيز، وذلك لأنه، على الأرجح، يُشغل اللاوعي لديك. يجب ألا يركز اللاوعي على صوت سعال زميلك أو صوت إغلاق أبواب المكتب، لأنها تمثل مقاطعات فجائية. أما الموسيقى فيبدو أنها تقدم لنا أفضل تركيز. ولكن هذا لا يصح لأي نوع من الموسيقى، ومن المرجح أن أحدث أغنية في المركز الأول في الإذاعات ستجعلك تغني وتنقر بقدميك بدلاً من التركيز على عملك.

من جهة أخرى، يبدو أن الصمت يجعل الموظفين في المكاتب أبطأ وأقل فعالية من زملائهم الذين يستمعون للموسيقى. حتى أن بعض الجراحين يعتمدون على الموسيقى لتحسين أدائهم، وتقترح الدراسات أنهم يجرون العمليات الجراحية بفعالية أكثر ودقة أعلى.

لا يوجد الكثير من الأبحاث حول تأدية العمل أثناء الاستماع للموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو بالتحديد. ولكن يبدو أنها تحقق العديد من الشروط المثبتة لتحسين بيئة العمل.

لا تحتوي على كلمات

بفضل عصور طويلة من التطور، أصبح دماغنا قادراً على تمييز ومعرفة البشر بمختلف أشكالهم وهيئاتهم. حيث أن العين قادرة على رؤية الوجوه بفعالية عالية كما أن الأذن مدرّبة جيداً على التقاط ترددات الأصوات البشرية. ولهذا، فإن سماع كلام شخص ما يشتت الانتباه إلى حد كبير، لأن الدماغ يحاول باستمرار لفت انتباهك إلى الشخص المتكلم بدلاً من العمل الذي يفترض بك أن تقوم به.

لا يوجد نفس التأثير في المقاهي المكتظة، لأن الأصوات تمتزج معاً ويصبح من المستحيل التعرف على اللغة فيها. ولكن في مكتب مفتوح المساحة، يمكن للكلام أن يتسرب إلى سمعك بما يكفي لتشتيت انتباهك. وفي الواقع، وجدت إحدى الدراسات أن بث الكلام في المكاتب المفتوحة ترافق مع أقل قدر من الإنتاجية، على حين أن الضجيج الخلفي المتواصل أدى إلى تحسين الأداء.

نادراً ما تحتوي الموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو على أصوات بشرية، وحتى عند وجودها، فهي إجمالاً أصوات مرافقة للحن (مثل صوت لطيف يقول: أووووه أو صوت مرعب يصرخ: آآآآآآه، أو ما شابه) بدلاً من كلمات فعلية. الاستثناء الوحيد والغريب لهذه القاعدة هي لعبة “The Sims”. حيث أن بعض محطات الراديو ضمن اللعبة تقدم برامج حوارية، ولكن بما أن المواطنين في هذا العالم الافتراضي يتكلمون “لغة السيم”، فإن أذنك لا تسمعها كلغة، لأنها ليست كذلك فعلياً، بل هي مجرد أصوات توحي بالكلام بدون أي معنى.

إن الموسيقى التصويرية لهذه اللعبة ترفع من الأداء إلى حد كبير، وذلك على الأرجح لأنك يجب أن تلعب لساعات طويلة وأنت تنفذ مجموعة من المهام التي تعتبر مملة إلى حد ما، مثل رفع الجدران وترتيب الأثاث، وتوجيه شخصيات اللعبة للدخول إلى الحمام، وانتظارهم حتى ينتهوا من تناول اللازانيا على العشاء. جرب أن تلعب هذه اللعبة بدون صوت، وستجد أنها مملة إلى حد ما. ولكن بوجود تلك الموسيقى المرحة، ستستمر باللعب.

صوت منخفض ومتواصل نسبياً

تتباين الموسيقى الجذابة في شدة الصوت، حيث أن الموسيقى الصاخبة تبعث على الحماس والإثارة، والهادئة تريح الأعصاب. ويعتبر الانتقال بين الحالتين طريقة سهلة لتغيير المزاج بالكامل. ولكن إذا انقلبت الموسيقى في أذنك إلى الصخب فجأة أثناء كتابة جملة ما، فلا شك أن انتباهك سيتشتت، وهو ما لا نرغب به. والأفضل هو المقاطع الهادئة المتصاعدة في الحدّة بشكل تدريجي، والمنتشرة في الموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو. حيث تتميز بأنها ملحوظة وواضحة ولكن بدون أن تشتت الانتباه، بل تعطي الشعور بأنها تتحرك معك، وهو المطلوب.

غير أن الموسيقى المحيطة قد تكون مشتتة للانتباه أيضاً إذا كانت مرتفعة أكثر من اللازم، وقد وجدت إحدى الدراسات أن الصوت المرتفع يعيق عملية معالجة المعلومات، على حين أن الضجيج المنخفض أو المتوسط يزيد من الإنتاجية والإبداع.

سريعة الإيقاع إلى حد ما

لا تعدّ كافة المقطوعات الكلاسيكية بطيئة بالضرورة، ولكنها غالباً ما تكون مهدّئة، وذلك لأن أغلبها ذو طابع جمالي وألحان راقية. غير أنك لا تهدف إلى سماع ألحان مهدئة أثناء العمل، بل ترغب بشيء يحفزك ذهنياً.

لا يمكن للموسيقى التصويرية لألعاب الفيديو أن تكون هادئة، لأنه من المستحيل أن يلعب شخص ما ضمن حبكة افتراضية تطول لمدة 22 ساعة (ولعدة مرات) إذا كان يشعر بالاسترخاء. ويجب على الملحنين أن يضفوا على مقطوعاتهم طابع الاندماج والإثارة، دون أن تكون مرهقة للسمع.

يذكرنا هذا الوضع بالسبب الذي يجعلنا نعتبر أغاني “الراب” والـ “هيب هوب” الأجنبية ممتازة لممارسة التمارين الرياضية، حيث أن إيقاعها السريع يدفعك إلى الأمام ويبقيك متحمساً. وتبين دراسات علمية أن الأداء الرياضي يتحسن بوجود موسيقى إيقاعية سريعة. كما أن هذه الأنماط من الموسيقى تعتبر مناسبة للأعمال التكرارية التي لا تتطلب الكثير من التفكير، لأنها تقدم للذهن شيئاً ما ليركز عليه. ولكن إذا كان العمل يتطلب أية قراءة أو كتابة، فأنت بحاجة لموسيقى خالية من الكلمات.

يمكنك أن تجد على سبوتيفاي أو آبل ميوزيك أو أنغامي الكثير من الخيارات الممتازة، أو يمكنك أن تصغي إلى الموسيقى التصويرية للعبة “The Sims” إلى ما لا نهاية على يوتيوب.