ما الفرق بين المحاصيل الشتوية والصيفية؟

3 دقيقة
ما الفرق بين المحاصيل الشتوية والصيفية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ monticello
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

المحصول هو نباتات تنتمي لنفس النوع، وتتطلب ظروفاً مناخية محددة لتنمو وتزدهر، ومع ذلك قد يتشارك مع نباتات محصول آخر في الظروف المناخية لنفس الموسم، وبناءً عليه يمكن تقسيم المحاصيل إلى محاصيل الموسم الشتوي ومحاصيل الموسم الصيفي. فكيف تختلف محاصيل الشتاء عن محاصيل الصيف؟

المحاصيل الشتوية

المحاصيل الشتوية أو محاصيل الموسم البارد، هي المحاصيل التي تُزرع مع نهاية الخريف وبداية فصل الشتاء، في شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني، وتُحصد في نهاية الشتاء وبداية الربيع، مثل القمح والفجل واللفت وعباد الشمس والهليون والثوم المعمر والجزر والسلق والسبانخ والبازلاء والبصل.

تحتاج المحاصيل الشتوية لزراعة بذورها قبل بدء الصقيع وموسم الأمطار وفي الأجواء الدافئة نسبياً، وبما يكفي لتتمكن من إكمال دورتها مع بداية الربيع وارتفاع درجات الحرارة. في المقابل لا يمكن للمحاصيل الشتوية تحمل درجات الحرارة المنخفضة فحسب، بل يتطلب نموها مناخاً بارداً حتى تؤتي ثمارها، لكن قد تحتاج إلى تدفئة في موجات الصقيع الحاد.

اقرأ أيضاً: الرمال الشمعية: طريقة مبتكرة لزراعة المحاصيل في الصحراء

المحاصيل الصيفية

المحاصيل الصيفية، هي التي تحتاج لظروف تهوية ودرجات حرارة أعلى للتربة والبيئة المحيطة، فبينما لا تتطلب المحاصيل الشتوية سوى التدفئة كنوع من الرعاية في الشتاء، تحتاج المحاصيل الصيفية لمكافحة الحشرات والآفات الممرضة والوقاية منها.

تبدأ دورة هذه المحاصيل مع نهاية آخر موجة صقيع وبدء ارتفاع درجات الحرارة في أواخر الربيع حتى أواخر الصيف. ومن الأمثلة عن المحاصيل الصيفية الفاصولياء والذرة والباذنجان والكوسا والطماطم والبطيخ والبطاطا الحلوة.

الاختلاف في الأنظمة الجذرية للمحاصيل الصيفية والشتوية

تتميز المحاصيل الشتوية بنظام جذري ضحل مقارنة بالمحاصيل الدافئة، أي أنها تتمتع بإمكانية محدودة للحصول على الماء بسبب جذورها الصغيرة، لذا تحتاج للري والتسميد ليحصل النبات على احتياجاته للإنبات والنمو.

بالمقابل، تتمتع المحاصيل الصيفية بأنظمة جذرية أعمق، إلا أنها أيضاً تحتاج للري والتسميد بسبب فقدان التربة لرطوبتها بتأثير التبخر بالحرارة.

الاختلاف في المواسم الزراعية

تتباين المحاصيل الشتوية والصيفية في عدد المواسم التي يمكنها الإنتاج فيها في العام الواحد.

المحاصيل الشتوية

غالباً ما يمكن زراعة المحاصيل الشتوية وإنتاجها في موسمين:

  • في أوائل الخريف وهي المحاصيل شديدة التحمل لدرجات الحرارة المنخفضة في الشتاء، والتي تستفيد من الصقيع لتحويل النشويات إلى سكر وتحسين الطعم، مثل الكرنب أو اللفت.
  • في أوائل الربيع وقبل الصقيع الأخير، وهي المحاصيل التي تتحمل درجات الحرارة الدافئة وتنمو فيها، لكن يجب زراعتها بوقت مبكر بما فيه الكفاية لتصل إلى مرحلة النضج قبل أن تصبح درجات الحرارة عالية جداً لتتمكن من الإنبات، حيث تصبح أقل جودة ونوعية؛ على سبيل المثال، مع ارتفاع درجات الحرارة يتليف الفجل ويصبح حاداً ولاذعاً.

اقرأ أيضاً: مستقبل الغذاء: تقنيات الزراعة المائية من دون تربة

المحاصيل الصيفية

على عكس المحاصيل الشتوية، فإن للمحاصيل الصيفية دورة نمو واحدة فقط، إذ باقتراب فصل الخريف والدخول فيه يقصر طول النهار وتنخفض درجات الحرارة ليلاً بما لا يمكنها من النمو. على سبيل المثال يصبح الخيار مراً في الليالي شديدة البرودة. من ناحية أخرى، تنتج الخضار الورقية الصيفية الأزهار والبذور بوقت قصير كنوع من استراتيجية البقاء والتأكد من استمرارية الأجيال التالية، لكن يمكن التغلب على ذلك باختيار الأصناف المقاومة للتبرعم.

أما بالنسبة لمحاصيل البساتين الصيفية فإنها أكثر مرونة في تلبية احتياجاتها. على سبيل المثال، لتدفئة التربة بشكل أسرع في الربيع يمكن تغطيتها بغطاء بلاستيكي أسود لامتصاص الحرارة والاحتفاظ بها، ما يسمح ببدء دورتها بشكل أبكر مما يشير إليه تقويمها الزراعي.

اقرأ أيضاً: 6 مواد طبيعية من المطبخ يمكنك استخدامها في تسميد النباتات المنزلية

كيف تحمي المحاصيل الصيفية نفسها في الشتاء؟

على الرغم من الانخفاض الشديد في درجات الحرارة شتاءً فإنه يمكن للمحاصيل الصيفية أن تقاوم الصقيع في الموسم البارد من خلال عدة آليات، وهي:

  • تنتج النباتات المعمرة خلال الصيف طاقة أكثر مما تحتاجه على شكل غلوكوز، وتخزن الفائض على شكل كربوهيدرات معقدة، وبالتالي عندما تنخفض درجات الحرارة وتتراجع قدرة النبات على النمو فإنها تستخدم مخزونها من الطاقة لتستطيع البقاء على قيد الحياة ريثما توالي درجات الحرارة ارتفاعها.
  • توجد طبقة خاصة من الخلايا تُعرف بطبقة الانفصال في قاعدة الأوراق الخضراء المتساقطة للأشجار، تمر عبرها أنابيب خاصة تنقل الغذاء إلى باقي أقسام الشجرة وتعيد الماء إلى الورقة. وفي الخريف تنتفخ خلايا هذه الطبقة وتتحول إلى ما يشبه الفلين، ما يقلل من تدفق المواد بين الورقة والشجرة حتى تنقطع نهائياً.
  • تمتلك الأشجار الدائمة الخضرة أوراقاً مقاومة للبرد والرطوبة، كالأوراق الإبرية أو العريضة الشمعية.
  • النباتات الحولية هي التي تكمل دورة حياتها في موسم واحد. تموت النباتات الحولية في الشتاء لكنها تنتج بذوراً أو أبصالاً تحت الأرض، يمكنها النمو مرة أخرى في الربيع عندما تتوافر الظروف الملائمة لها.

إذاً، تضم المحاصيل الشتوية المحاصيل الجذرية والورقية الخضراء، بينما تُنتج المحاصيل الصيفية في الغالب الأزهار والثمار. وبشكل عام، يساعد التناوب بين المحاصيل الشتوية والصيفية في الحد من تراكم مشكلات الآفات والأمراض الخاصة بمحصول معين، وينظم مجموعات من المحاصيل وفقاً للاحتياجات الغذائية.