شارك
الرئيسية
تحتوي السيارات على عدد كبير من القطع، لكلٍ منها دور مهم ومحدد. إحدى هذه القطع تعمل على تقليل ضرر الغازات المنبعثة من السيارة على البيئة، وتُسمى «المحوّل الحفّاز» والذي يُعرف أيضاً باسم «الكاتلايزر» أو «دبة البيئة» أو «دبة التلوث». للأسف، هذه القطعة من أكثر قطع السيارة عرضةً للسرقة، إذ تحتوي على معادن أغلى من الذهب. تعرّف على التفاصيل في المقال التالي.
ما هو المحوّل الحفّاز؟
المحول الحفاز يُسمى أيضاً “المحول المساعد على حرق الغازات” أحد قطع السيارة، يقع أسفل السيارة بين المحرك والعادم، له شكل صندوق معدني كبير، ويخرج منه أنبوبان؛ أنبوب الإدخال وأنبوب الإخراج. يعمل على تفكيك الغازات الضارة مثل أول أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين إلى مركبات أقل ضرراً، ما يُساعد في جعل السيارات صديقة للبيئة أكثر.
تدخل الغازات الضارة الصادرة عن المحرك من أنبوب الإدخال. يؤدي مرورها داخل المحول الحفاز إلى تفاعل كيميائي يفكك الغازات الضارة، ثم تخرج الغازات الأقل ضرراً والناتجة عن عملية التفكك عبر أنبوب الإخراج المتصل بأنبوب عادم السيارة.
ساعد المحول الحفاز على تقليل انبعاثات السيارات بنسبة 80%، منذ طرحه في الأسواق في سبعينيات القرن الماضي.
المحفز الموجود داخل المحول الحفاز عبارة عن هيكل خزفي على شكل قرص العسل، وهو مبطّن بمعدن البلاتين أو معدن مشابه، مثل الروديوم أو البلاديوم. تلعب هذه المعادن دوراً في تقليل الانبعاثات.
لماذا يرغب اللصوص في سرقة المحول الحفاز؟
غالباً ما تكون المحولات الحفازة هدفاً للصوص لأنها تحتوي على نسبة قليلة من معادن البلاتين والروديوم والبلاديوم الثمينة. عادة، يوجد في المحول الحفاز 3 إلى 7 غرام من البلاتين، و 2 إلى 7 غرام من البلاديوم، و 1 إلى 2 غرام من الروديوم.
يحتاج اللص إلى نحو 30 ثانية لسرقة المحول الحفاز بمساعدة منشار كهربائي، وسيحصل عند بيعه على مبلغ يتراوح بين 50 دولاراً و 250 دولاراً للمحول الحفاز الواحد، وقد يصل سعر بعضها إلى 800 دولاراً وحتى 1500 دولاراً حسب نوع السيارة. تحتوي محولات الشاحنات الكبيرة على نسبة أكبر من المعادن لذا تُباع بسعر أعلى، وبالتالي فهي هدف أكبر للصوص.
ازدياد أعداد المحولات الحفازة المسروقة خلال جائحة كورونا
ارتفع عدد حالات سرقة المحولات الحفازة خلال تفشي جائحة كورونا، ففي عام 2020، كانت تشهد محلات تصليح السيارات في الولايات المتحدة الأميركية حالتين إلى ثلاثة من هذه السرقات كل شهر، بينما أصبحت تشهد حالياً ما يصل إلى 6 وحتى 8 سرقات في اليوم. بالإضافة إلى ذلك، تم ضبط عصابة من اللصوص مع 800 محولاً حفازاً و 40 ألف دولار. وفي كاليفورنيا أُلقي القبض على 19 لصاً و 750 ألف دولار من سرقة المحولات الحفازة، وغيرها الكثير.
يعود سبب ارتفاع معدلات السرقة إلى ارتفاع أسعار المعادن الثمينة، وذلك بعد إغلاق مناجم البلاتين في جنوب إفريقيا بسبب إجراءات السلامة المفروضة لمواجهة فيروس كورونا، أدى ذلك إلى زيادة الطلب على هذه المعادن، واتجهت صناعة السيارات إلى الاعتماد بشكل أكبر على المعادن الثمينة المعاد تدويرها، وكانت هذه فرصة أغلى من الذهب بالنسبة للصوص.
كيفية حماية محول سيارتك الحفاز من السرقة
إن سرقة المحول الحفاز تُكلف مالك السيارة من 500 حتى 3 آلاف دولار لشراء واحد جديد، أضف إلى ذلك أجور التوصيل والتركيب، كما أن الحصول على محول حفاز جديد مناسب للسيارة قد يستغرق شهرين أو أكثر. لذلك من الأفضل تجنّب تعريض سيارتك للسرقة بتطبيق عدة نصائح:
- ركن السيارة في مرآب آمن، وفي حال عدم وجوده، اركن السيارة في مكان مُضاء بشكل جيد.
- تركيب جهاز إنذار للسيارة، مزوّد بمستشعر للاهتزاز.
- لحام المحول الحفاز بإطار السيارة، مما يجعل إزالته أكثر صعوبة.
- تثبيت قفص معدني حول المحول الحفاز بالمسامير.
- حفر رقم لوحة السيارة على المحول الحفاز، يمكن أن يساعد ذلك في جعل بيع القطعة أكثر صعوبة ويساعد في تنبيهك في حالة سرقة المحوّل الخاص بك، إذا حاول اللص بيعه لأحد محلات الخردة.
لحسن الحظ، يطلب معظم مالكي محلات بيع الخردة إثبات ملكية ممن يبيعهم هذه المحولات.
تستهلك صناعة المحولات الحفازة 80% من إجمالي إنتاج الروديوم والبلاديوم، وتزداد نسبة نمو سوقها بنحو 8% سنوياً، إذ تسعى دول العالم إلى تقليل انبعاثات الغازات الضارة الصادرة عن عوادم السيارات. بذلك، تزداد أسعار هذه المعادن، وستستمر بالتالي سرقة المحولات الحفازة.