كيف يعمل مزيل العرق وما الفرق بينه وبين مضاد التعرق؟

4 دقيقة
كيف يعمل مزيل العرق وما الفرق بينه وبين مضاد التعرق؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Pixel-Shot
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

البقع الصفراء على الملابس والإبط الرطب والرائحة الكريهة، مهما كان نوع المشكلة التي يتسبب بها العرق، فإن من حسن حظنا أن هناك مزيلات للعرق ومضادات تعرق، إذ يمكن لتمريرة واحدة من مزيل العرق على الإبطين في الصباح أن تفعل ما هو أكثر من مجرد إخفاء الروائح الكريهة برائحة منعشة. فكيف يعمل مزيل العرق وما الفرق بينه وبين مضاد التعرق؟

ما التعرق وما سبب رائحة العرق؟

لفهم الآلية التي يعمل بها مزيل العرق لا بُدّ من التعرف إلى التعرق. التعرق هو وسيلة يتبعها الجسم لخفض درجة حرارته، وتتم بإفراز سائل ملحي من الغدد العرقية الموزعة في أنحاء الجسم. يحتوي الجسم بالمتوسط على نحو 3 ملايين غدة عرقية، موزعة بشكل رئيسي في المناطق التالية:

  • الإبطان.
  • الوجه.
  • راحتا اليدين.
  • أخمص القدمين.

وتقسم الغدد العرقية إلى:

  • غدد عرقية مُفرزة: تتوزع في جميع أنحاء الجسم، وتنتج عرقاً خفيف الوزن وعديم الرائحة.
  • غدد عرقية مفترزة: تتركز في بصيلات الشعر في كل من فروة الرأس والإبطين والفخذ. تُفرز هذه الغدد عرقاً كثيفاً مليئاً بالدهون والبروتينات. عندما يختلط عرق الغدد المفترزة مع بكتيريا الجسم، فإنها تقوم بتحليله، ما تنتج عنه رائحة مزعجة للعرق.

إذاً فالعرق بحالته العادية يكون عديم الرائحة، لكن عندما تتغذى بكتيريا الجسم على محتوياته من الدهون والبروتينات فإنها تنتج مركبات مثل حمض “ترانس -3 ميثيل -2-هكسينويك” (trans-3-methyl-2-hexenoic acid) بشكل أساسي، بالإضافة إلى حمضي البروبيونيك والزبدة ذوي الرائحة المزعجة.

اقرأ أيضاً: ما هو المنشأ الحقيقي لروائح التعرق الكريهة؟

كيف يعمل مزيل العرق؟

الهدف الأساسي من مزيلات العرق ليس منع الغدد العرقية من إفراز العرق بل منع الرائحة الكريهة للعرق من التشكل، وهذا ما يستدعي التخلص من البكتيريا المسببة لتشكل مواد الرائحة في العرق.

بغض النظر عما إذا كان مزيل العرق رذاذاً أو رولاً أو صابونة، فإن ما يحدد فعاليته هو المواد النشطة المكونة له. وبشكل عام تتكون مزيلات العرق من:

  • مواد مضادة للبكتيريا: وتضم بشكل رئيسي:
    • مركب التريكلوسان (Triclosan)، وهو المركب الكيميائي الأكثر استخداماً لجعل البيئة في موضع التطبيق حمضية، بما لا يمكّن البكتيريا من البقاء.
    • مواد مطهرة مثل الكلورهيكسيدين (Chlorhexidine)، ومواد كحولية مثل الإيثانول، وبوليهيكسانيد (Polyhexanide)، وأملاح الألمنيوم.
    • مثبطات الإنزيم: مواد تمنع إنزيمات معينة تفرزها البكتيريا لتحيل العرق، أي أن البكتيريا نفسها لا تتضرر.
  • المذيبات مثل السيكلو ميثيكون (Cyclomethicone) الذي يجف بسرعة ويمنع تهيج الجلد، وقد حلّ كبديل للكحول في معظم الوصفات.
  • مواد عطرية وهي زيوت عطرية تهدف إلى إخفاء رائحة الجسم، مثل سيترونيلول (Citronellol) لرائحة الورود، والليمونين (Limonene) لرائحة البرتقال والليمون.
  • ماصات الرائحة وهي مركبات كيميائية تغلف المواد المسببة للرائحة، بحيث لا يمكن للأنف تمييزها. مثل ملح الزنك المعقد لحمض الريسينوليك.
  • المثبتات لتثبيت المواد العطرية مع المكونات الأخرى والحفاظ عليها، مثل بنزيل الساليسيلات (Benzyl salicylate)، والفثالات.
  • مواد حافظة مثل بنزوات الصوديوم، والبارابين، وثنائي أمين الإيثيلين رباعي حمض الأسيتيك (EDTA) لتحسين ثباتية المزيل في الهواء.
  • مواد مرطبة للبشرة مثل الجليسرين والزيوت النباتية.
  • مواد مستحلبة وخافضة للتوتر وعوامل التبلور.

اقرأ أيضاً: ليست لجمال مظهرنا فحسب: لماذا لدينا حواجب؟

كيف تعمل مضادات التعرق؟

بينما يقتصر تأثير مزيلات العرق على التخلص من البكتيريا المسببة لتشكل مركبات الروائح المزعجة، فإن مضادات التعرق تركز تأثيرها في منع عملية التعرق بالأساس أو الحد منها لأقل حد ممكن.

تعتمد مضادات التعرق في عملها على أملاح الألمنيوم، فهناك 18 ملحاً معترفاً به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية يمكن استخدامه لتقليل البلل تحت الإبط، بما في ذلك، كلوروهيدرات الألمنيوم والألمنيوم والزركونيوم رباعي كلورو هيدروكسي جلاي. تتفاعل هذه الأملاح مع العرق، حيث تؤثر على الإلكتروليتات الموجودة في العرق، ما يسبب تشكل مادة هلامية تسد قناة الغدة العرقية، ما يمنع الغدة عن إفراز المزيد من العرق. بالإضافة إلى ذلك، فإن لأملاح الألمنيوم تاثيراً مضاداً للميكروبات وبالتالي تعوق البكتيريا عن التفاعل مع مكونات العرق وتشكل مواد الرائحة.

يزول مفعول مضاد التعرق بعد فترة من الزمن بتأثير تقشر الجلد وإزالة السدادة الهلامية.

مخاطر استخدام مزيل العرق ومضادات التعرق

هناك تخوف من استخدام مركبات الألمنيوم ضمن مزيلات ومضادات التعرق، لأنها قد تؤثر على مستقبلات الأستروجين في خلايا الثدي، ما يسبب الإصابة [tooltip content=”أحد أمراض السرطان الشائعة بين النساء، الذي تخرج فيه خلايا الثدي عن السيطرة، ويمكن أن يبدأ في أي من أجزاء الثدي الرئيسية الثلاثة، الفصيصات تحوي الغدد التي تفرز الحليب، والقنوات التي تنقل الحليب إلى الحلمة، والنسيج الضام المكون من الأنسجة الليفية والدهنية الذي يجمع كل شيء.” url=”https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d8%b3%d8%b1%d8%b7%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ab%d8%af%d9%8a/” ]بسرطان الثدي[/tooltip]. لكن وفقاً للجمعية الأميركية للسرطان (American Cancer Society)، لا توجد آلية حيوية يمكن أن تسبب مضادات التعرق بواسطتها سرطان الثدي، فلا يمكن الربط بين السرطان والألمنيوم في مزيل العرق ومضادات التعرق لعدة أسباب:

  •  لا تحتوي أنسجة السرطان في الثدي على ألمنيوم أكثر من الأنسجة الطبيعية.
  • ما يمتصه الجلد من الألمنيوم في مزيل ومضادات التعرق لا يتجاوز 0.012%.

اقرأ أيضاً: هل تؤدي مزيلات رائحة العرق إلى الإصابة بالسرطان؟

الآثار الجانبية لمزيل العرق ومضادات التعرق

يرتبط تركيب مزيل العرق ومضادات التعرق من المواد النشطة ببعض الآثار الجانبية لهذه المكونات، بما في ذلك:

  • التهاب الجلد التحسسي: وبشكل خاص لمن لديه تاريخ سابق للإصابة بالتهاب الجلد المهيج (التماسي)، أو المصاب بالتهاب الجلد التأتبي، أو يعاني من البشرة الرقيقة كما في الإبطين.
  • الآثار الجانبية لمضادات الكولين الممكن إضافتها لعلاج فرط التعرق: فقد تسبب جفاف الفم والعينين وصعوبة في التركيز في حال تطبيقها على الوجه.
  • تشكل الكيسات: بسبب الاستخدام الطويل الأمد لمضادات التعرق، وانسداد قنوات الغدد العرقية وبصيلات الشعر.
  • رد فعل تحسسي في الجسم: الذي يمكن للبارابين أن يسببه أو قد يحمل تأثيراً مشابهاً للأستروجين في الجسم ما ينشط تشكل خلايا الثدي الطبيعية والسرطانية.
  • قضمة الصقيع: التي قد تسببها المواد الدافعة في مزيل العرق ومضاد التعرق الرذاذ مثل البوتان والبروبان.

ختاماً، كي يكون مزيل العرق ومضادات التعرق فعّالة تماماً، يجب وضعها على بشرة نظيفة وخالية من الجروح أو البثور، لذا فإن أنسب وقت هو قبل النوم وليس بعد الحلاقة.