4 استراتيجات تلحق منطقتنا بركب المدافعين عن الاستدامة ومناخ كوكبنا

الاستدامة
Shutterstock.com/Novikov Aleksey
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بالأرقام والإحصائيات، يقطن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان نحو 600 مليون نسمة، وهي أيضاً المنطقة التي تواجه تحديات كبرى فيما يتعلق بالبيئة والاستدامة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر المناخ الصحراوي القاسي وندرة المياه والتصحر. وللعلم، فإن 28% فقط من جيل ما بعد الألفية في دولة الإمارات مثلاً، يؤمنون أن المنتجات «الخضراء» (أي الصديقة للبيئة)، تعد منتجات جيدة مثلها مثل البدائل الأخرى، وذلك بالمقارنة مع كوريا الجنوبية حيث تصل نسبة الوعي تجاه هذا الموضوع إلى 72%. كما أظهر مسح حول الاستدامة أجرته “مصدر”بدولة الإمارات، أن 20% فقط من الشباب في الدولة، يميلون إلى تصليح الأشياء بدلاً من شراء بديل جديد، وذلك بالمقارنة مع النسبة العالمية التي تصل إلى 39%.

وبإطلالة سريعة على مؤشر أداء البيئة لعام 2020، والذي يضم قائمة أفضل المناطق أداءً فيما يخص الاستدامة على مستوى العالم، سنجد أن أوروبا تتصدر المشهد برصيد 20 دولة من إجمالي القائمة التي تضم 25 دولة، حيث تتبعها أستراليا ونيوزيلندا واليابان والولايات المتحدة وكندا.

أما منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان فوضعها أقل بكثير من ذلك مع الأخذ بعين الاعتبار، أن أفضل الدول أداءً في المنطقة هي دولة الإمارات، والتي حلت في المرتبة الـ 42 على هذه القائمة، فيما جاءت مصر في المرتبة الـ 94، أما باكستان فجاءت في المرتبة الـ 142.

وإليكم في التالي، 4 مبادرات، أؤمن أنها قادرة على لفت انتباه الجمهور بشكل أكبر تجاه قضية الاستدامة والبيئة والمناخ.

1. الحاجة الماسة إلى ترشيد الاستهلاك في منطقة هي الأكثر معاناة من ندرة المياه على مستوى العالم

بدأت العديد من الشركات والمؤسسات التجارية تطبيق برامج الاستدامة في مقارها والمنشآت والمرافق التابعة لها، فعلى سبيل المثال، أطلقنا في مراكز التسوق التابعة لشركة “ماجد الفطيم” في دولة الإمارات مبادرة مبتكرة، حفزت المتسوقين على ترشيد استهلاك المياه، وذلك من خلال رفع وعيهم تجاه كمية المياه التي عادة ما يتم استهلاكها في الأنشطة اليومية، وقد حظيت المبادرة بقبول واسع حيث أعرب المتسوقون عن التزامهم بتوفير أكثر من 190 ألف لتر من المياه.

2. مادة عنيدة تتحدى البيئة… المنتجات البلاستيكية وإعادة التدوير والاستخدام

تعد مادة اللدائن البلاستيكية من أكثر العناصر الصناعية ضرراً للبيئة، وعلى الرغم من وجود وعي واسع تجاه مضار مادة البلاستيك تحديداً وأثرها السلبي على البيئة، إلا أن بعض الدول في منطقتنا، ومع الأسف تنتج مخلفات بلاستيكية بمعدلات مرتفعة ويومية لكل شخص، حيث تتصدر دولة الكويت القائمة بأعلى نسبة، والتي تصل إلى 0.69 كلغ/للشخص، تليها دولة الإمارات ثم الأردن بنصيب مخلفات بلاستيكية لكل فرد تصل إلى 0.2 كلغ و0.14 كلغ على الترتيب.

ونحن نفخر في “ماجد الفطيم” بأننا أول شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تلتزم بالتخلص التدريجي من المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام على مستوى جميع عملياتها التشغيلية بحلول عام 2025.

3. الحاجة إلى المزيد من الخيارات الغذائية الصحية والأكثر صداقة للبيئة

يعد قطاع الزراعة والإنتاج الغذائي أحد أكبر المصادر المنتجة لغازات ثاني أكسيد الكربون، فهو مسؤول عن إنتاج نحو ربع كمية غاز ثاني أكسيد الكربون على مستوى الكوكب. ولكن أساليب الزراعة والإنتاج الغذائي الحديثة يمكن تبنيها بسهولة والاستفادة منها، مثل إنشاء المزارع المائية التي تسهم بشكل كبير في خفض البصمة الكربونية لعملية الإنتاج الزراعي وكذلك البصمة الناتجة عن نقل المنتجات.

الخلاصة، أن منطقتنا بحاجة إلى تطوير وتعزيز الممارسات من خلال مبادرات وسياسات تجارية، وقد شرع “مكتب أبوظبي للاستثمار” على سبيل المثال في دعم إنشاء أكبر مزرعة داخلية تجارية في العالم، لإنتاج مجموعة متنوعة من الخضراوات.

4. تبني نهج أكثر استدامة وأسلوب حياة أكثر صحة

بالتوازي مع تشجيعنا على توفير المزيد من خيارات الأطعمة الصحية، فإننا أيضاً بحاجة إلى تحفيز الناس على اتباع أسلوب حياة صحي، بما يساعدنا بشكل أساسي على تعزيز الاستدامة.

وربما يتساءل البعض، ما هو الرابط بين اتباع أسلوب حياة صحي وقضية الاستدامة؟ وهنا يتوجب الإشارة إلى وجود نحو 1 مليون شخص مصاب بداء السكري في دولة الإمارات وحدها، لتكون بذلك واحدة من بين 10 دول على مستوى العالم الأكثر انتشاراً لإصابات السكري. وهو رقم من المرجح أن يتضاعف بحلول عام 2040. وعليه فإن تحفيز الناس على المشي أو ركوب الدراجة في تنقلاتهم سيسهم بشكل كبير في تقليص الانبعاثات الكربونية ويعزز صحة المجتمع في ذات الوقت.

وباعتبار كل ما سبق، فإنه ما يزال أمامنا مشوار طويل، ولكن إذا ما ركزنا على الزوايا الأربعة التي سلطنا عليها الضوء، وتحركنا الآن وبجدية لتعديل السلوكيات والأنماط، فإن بمقدور منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان أن تصنع نموذجها المميز الذي يعزز قدراتها البيئية بشكل كبير.