إليك أضرار عوادم السيارات على البيئة والإنسان

3 دقيقة
إليك أضرار عوادم السيارات على البيئة والإنسان
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم الصورة: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

التلوث الناجم عن عوادم السيارات هو المسؤول الرئيسي عن تلوث هواء سطح الكوكب، وأصبح الأمر أكثر وضوحاً بعد الثورة الصناعية وما رافقها من تغيرات سهّلت الحياة اليومية للبشر وضيقت الخناق على بيئتهم الخضراء.

المُتهم الرئيسي هو الغازات الدفيئة التي تصدر عن عوادم السيارات وعن المصانع والمعامل، وهي غاز ثنائي أوكسيد الكربون وأوكسيد النتروز وغاز الميثان، والتي تؤدي الدور الأهم في تسارع حدوث “الاحتباس الحراري“، الذي لا نبالغ عندما نقول إنه يهدد وجودنا على كوكب الأرض. إلا أن تأثير عوادم السيارات قد يكون أكثر إلحاحاً من دخان المصانع على صحة البشر، وذلك لأنها تكون على تماس مباشر مع البيئة التي يتواجد فيها الإنسان.

اقرأ أيضاً: تلوث الهواء قد يكون ضاراً كالرصاص

كيف تؤثر عوادم السيارات على البيئة؟

التلوث البيئي ليس ظاهرة جديدة، ولكنه أصبح في يومنا هذا أكبر مشكلة تواجه البشرية، نظراً لازدياد أنشطة الإنسان التي تعتمد على الآلات التي تحرق الوقود الأحفوري وما رافقها من تسارع الاحتباس الحراري، فأصبح كوكب الأرض اليوم دافئاً أكثر من أي يوم مضى.

على الرغم من أنه يبدو صعب التصديق، فإن لازدياد عدد السيارات دوراً في تراجع الثروة الحيوانية؛ إذ يؤدي ازدياد الغازات المنبعثة من عوادم السيارات إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب الذي بدوره يزيد من ذوبان جليد كل من القطبين ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، وعندما أصبحت مياه البحار والمحيطات أكثر دفئاً، أثر ذلك بشكل كبير على الثروة المائية.

من جهة أخرى، قلّ هطول الأمطار وازدادت فترات الجفاف، الأمر الذي أثر على المحاصيل الزراعية؛ إذ قلت إمدادات المياه العذبة، ولذلك يشهد الكوكب محاصيل زراعية أقل في كل عام، في الوقت الذي يتم الاعتماد على تعويض الفائض عن طريق صناعة الأغذية في المعامل، الأمر الذي يدخلنا في حلقة التلوث الهوائي والتراجع البيئي من جديد.

كما أن الحياة البرية لم تسلم من أضرار عوادم السيارات، فازدياد الجفاف وموجات الحر وذوبان الجليد، جميعها عوامل تُلحق الضرر المباشر بطيف واسع من الحيوانات، من الدببة القطبية في القطب الشمالي إلى السلاحف البحرية قبالة سواحل إفريقيا، حيث غيّر الاحتباس الحراري الناجم عن انبعاثات عوادم السيارات من البيئة الطبيعية التي تعيش فيها الحيوانات والذي يعتبر مشكلة تهدد وجودها.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: للبيئة دور مهم في تطور الطيور إلى مائية وبرية

ما الأمراض التي تحدث نتيجة للتلوث الناجم عن عوادم السيارات؟

من الصعب الهروب من تلوث الهواء الذي تحدثه عوادم السيارات، فهو يحيط بنا من كل صوب، إذ تتسلل الملوثات المجهرية كالسخام وغاز أول أوكسيد الكربون الناجم عن الاحتراق غير الكامل للوقود إلى داخل جسمنا دون أن تتحسس له دفاعاتنا، لتخترق أعماق الجهاز التنفسي ما يؤدي إلى إتلاف الرئتين، كما أنها تصل إلى الأوعية الدموية والتي بدورها توصلها إلى القلب والدماغ ملحقةً الضرر بهذه الأعضاء النبيلة.

التكلفة الحقيقية لتلوث الهواء محسوسة في المستشفيات، حيث أصبح العبء الصحي للتلوث الناجم عن عوادم السيارات مرتفعاً للغاية، كما أنه أكثر ما يؤثر على النساء والأطفال وكبار السن والمضعفين مناعياً.

تخترق الملوثات كل خلية وكل عضو في الجسم مسببةً طيفاً واسعاً من الأمراض الحادة والمزمنة، كما أن هذا التلوث مسؤول عن 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم كل عام. وعلى رأس الأمراض التي يحدثها التلوث الناجم عن عوادم السيارات:

  • الربو والأمراض التحسسية.
  • أمراض السبيل التنفسي السفلي كالتهابات الرئة والسرطانات الرئوية وسرطان القصبات الهوائية والانسداد الرئوي المزمن.
  • السكتات الدماغية والخرف.
  • أمراض القلب وعلى رأسها نقص التروية القلبية.
  • السكري النمط الثاني.
  • الاضطرابات الخلقية عند حديثي الولادة.

اقرأ أيضاً: ما هي مناطق التضحية البيئية؟ وكيف تؤثر على البيئة في تشيلي؟

خطوات بسيطة يمكنها تقليل أضرار عوادم السيارات

قد يبدو أن إلغاء الأضرار التي تُحدثها عوادم السيارات يتطلب التوقف عن استخدامها بشكل مطلق، إلا أن هذا غير صحيح، والخبر السار أنه يمكن تخفيف التلوث المُنبعث من العوادم عن طريق تطبيق مجموعة من الخطوات البسيطة التي تُحدث فرقاً كبيراً، وهي:

  • تقليل الاعتماد على السيارة الشخصية: عندما تُفضل المشي أو ركوب الدراجة على استعمال السيارة، فأنت تحمي البيئة وتعزز من صحتك في نفس الوقت. كما أنك تساعد في تقليل التلوث عندما تقرر ركوب الحافلة أو القطار فهي ستنطلق بكل الأحوال وستُطلق معها نفس كمية الانبعاثات فلمَ لا تستخدمها وتقلل من الانبعاثات عن طريق إلغاء انبعاثات سيارتك؟ وفي حال لم تكن وسائل النقل العام خياراً متاحاً، فيمكن مشاركة سيارة مع شخص يعيش في مكان قريب منك.
  • قيادة سيارة صديقة للبيئة: السيارات صديقة البيئة أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، فهي تحرق وقوداً أقل وبالتالي انبعاثات عوادمها تكون أقل مقارنة بالسيارة العادية.
  • تحقق من سلامة سيارتك: بغض النظر عما تقوده، يؤثر استهلاك السيارة للوقود إذا كانت لا تعمل بالشكل الصحيح لوجود خلل فيها، لتستهلك أكثر مما ينبغي.

اقرأ أيضاً: 5 أمور من حياتنا اليومية يمكن أن تجعل بيئتنا أكثر استدامة وصحة

  • الحفاظ على إطارات السيارة: تساعد الإطارات المنفوخة بشكل جيد السيارة على العمل بكفاءة أكبر وحرق وقود  أقل.
  • اعتماد “القيادة الذكية”: تؤثر الطريقة التي تقود بها على مقدار التلوث الناتج عن عوادم سيارتك، إذ إن القيادة ضمن حدود السرعة المعلنة لا تقلل من الحوادث فحسب، بل تقلل من انبعاثات السيارة أيضاً، فعندما تُسرع السيارة أكثر فإنها تحرق وقوداً أكثر. من جهة أخرى، يسهم الازدياد التدريجي في السرعة في تقليل الانبعاثات الصادرة عن عوادم السيارة.