علماء الفلك يكتشفون نوعاً جديداً من المستعرات النجمية الصغيرة المعروفة باسم «مايكرو نوفا»

علماء الفلك يكتشفون نوعاً جديداً من المستعرات النجمية الصغيرة المعروفة باسم "مايكرو نوفا"
رسم توضيحي لانفجار مستعر أصغر يحدث في قطب نجم قزم أبيض يسحب المواد من نجمه المرافق. مارك غارليك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

رصد علماء الفلك نوعاً جديداً من الانفجارات النجمية الصغيرة التي تحدث في مناطق معزولة في أسطح نوع معين من النجوم. وأطلقوا على هذا الانفجار النووي اسم “المستعر الأصغر”.

انفجارات المستعرات الصغرى

تم رصد 3 مستعرات صغرى فقط حتى الآن وقعت انفجاراتها على النجوم الأقزام البيضاء، وهي أجرام سماوية غامضة لها طبيعة مختلفة عن أنواع النجوم الأخرى. تتألف النجوم الأقزام البيضاء الصغيرة والكثيفة من بقايا أنوية النجوم الميتة. والتي تتألف بدورها من المواد المتبقية بعد أن تستهلك النجوم مثل شمسنا وقودها وتنثر المواد بداخلها إلى الفضاء المحيط. أُطلق على النجوم الأقزام البيضاء اسم “النجوم الموتى الأحياء” بسبب منشئها الرهيب نوعاً ما. والمستعرات الصغرى هي أحدث السمات غير العادية التي تتسم بها هذه النجوم الحية الميتة. تم وصف المستعرات الصغرى في ورقة بحثية جديدة نُشرت في مجلة “نيتشر” في 20 أبريل/نيسان 2022.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تساعد الثقوب السوداء في تشكل النجوم؟

تنتج انفجارات المستعرات الصغرى عن تفاعلات الاندماج النووي مثلها مثل المستعرات أو المستعرات العظمى. ويحدث تفاعل الاندماج النووي عندما تتحد ذرتان من غاز الهيدروجين لتكوين غاز الهيليوم مع إطلاق كمية هائلة من الطاقة. لكن تكون تفاعلات الاندماج التي تتسبب بانفجارات المستعرات الصغرى قصيرة وسريعة. إذ قد يستمر انفجار المستعر الأصغر عدة ساعات فقط بينما يستمر انفجار المستعر العادي عدة أسابيع.

قال “سيمون سكارينجي”، عالم الفلك في جامعة دورهام في إنجلترا والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة لموقع “ذا فيرج“: “يبيّن وجود هذه المستعرات مدى ديناميكية سماء الليل وكيف يمكن أن تتغير بسرعة إذا لم نكن ننظر إلى البقعة الصحيحة في الوقت الصحيح”.

رصد مستعرات مايكرو نوفا

عندما رصد سكارينجي وفريقه مستعراً أصغراً لأول مرة، لم يكن لديهم أي فكرة عما كانوا ينظرون إليه. لاحظ الباحثون أن أحد النجوم الأقزام البيضاء يشع الضوء لمدة 10 ساعات أو نحو ذلك في فواصل زمنية غير متساوية. لكن كانت هذه النبضات من الضوء خافتة وقصيرة للغاية لتكون ناتجة عن مستعر عادي. رصد الباحثون أيضاً ظاهرة مشابهة في نجمين قزمين أبيضين آخرين.

قال “بول غروت”، عالم الفلك في جامعة رادباود في هولندا في بيان صحفي إن شدة هذه “الانفجارات النووية الصغرى “تساوي جزءاً من مليون جزء من شدة انفجارات المستعرات العادية، ولهذا سميت “المستعرات الصغرى”. أضاف غروت قائلاً: “اكتشفنا لأول مرة أن تفاعلات اندماج الهيدروجين يمكن أن تحصل بطريقة محلية أيضاً”.

قد يكون السبب في تشكل المستعرات الصغرى هو الحقول المغناطيسية الشديدة التي تمتلكها النجوم الأقزام البيضاء. إذ أن هذه النجوم الصغيرة والكثيفة تسحب الهيدروجين من النجوم القريبة منها إلى أقطابها المغناطيسية. يتراكم الهيدروجين في الأقطاب حتى يتجاوز تركيزه عتبة معينة، ما يؤدي إلى انفجار نووي حراري صغير ولكن قويّ.

اقرأ أيضاً: نجاح تفاعل الاندماج النووي في مفاعل جيت الأوروبي: خطوة صغيرة أم قفزة كبيرة؟

قد يغير هذا الاكتشاف الجديد فهمنا لكيفية حدوث الانفجارات النجمية. ولكن ستكون هناك حاجة لإجراء دراسات المتابعة المكثفة ومسوحات السماء واسعة النطاق. ما زلنا نجهل الكثير عن هذه المستعرات الجديدة. يأمل الفريق أن تكشف القياسات في دراسات المتابعة المستقبلية المزيد من المعلومات عن طبيعة المستعرات الصغرى، مثل تواتر حدوثها والآليات الدقيقة التي تسببها.