ماذا تعلمنا من مهمة فوياجر 2 التي امتدت لخمسة وأربعين عاماً؟

ماذا تعلمنا من مهمة فوياجر 2 التي امتدت لخمسة وأربعين عاماً؟
فوياجر 1 وهو يستكشف الفضاء بين النجمي. ديبوزيت فوتوز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في عام 1977، أدى جيمي كارتر اليمين الدستورية رئيساً للولايات المتحدة، ولعب نجم كرة القدم البرازيلي، بيليه، آخر مباراة له في اليابان، وعُرض فيلم حرب النجوم “الجزء الرابع- أمل جديد” في صالات السينما في أميركا وأبهر الحضور بمشاهد الآليين والسيوف المضيئة. في الفضاء، وفي نفس العام، أطلقت ناسا مسبار فوياجر 2 في 20 أغسطس/ آب، وتبعه المسبار التوأم سريعاً، فوياجر 1، في 5 سبتمبر/أيلول.

ما الذي يميز بعثة فوياجر؟

لا يزال المسباران في طليعة مستكشفي الفضاء، ويظلان المسابير الوحيدة التي تستكشف الوسط بين النجمي والمحيط المجري الذي تنتقل عبره شمسنا وكواكبها. من الصعب في الواقع استكشاف الشمس وكواكبها، ويعود ذلك جزئياً إلى الغلاف الشمسي. هذا الغلاف عبارة عن فقاعة واقية ناتجة عن المجال المغناطيسي للشمس وعن تدفق الجسيمات المشحونة من الشمس فيما يُعرف بالرياح الشمسية.

اقرأ أيضاً: ما المرحلة التالية في استكشاف الفضاء بعد إطلاق تلسكوب جيمس ويب؟

مع مرور 45 عاماً تقريباً على خدمتها الفضائية، أصبحت مسابير فوياجر بمثابة كبسولات زمنية بين نجمية. وفقاً لوكالة ناسا، يحمل كل مسبار مشغل شرائط من 8 مسارات لتسجيل البيانات، ويحتوي على مساحة تخزين أقل بنحو 3 ملايين مرة من مساحة التخزين التي تتمتع بها الهواتف المحمولة الحديثة، بينما يرسل هذه البيانات بسرعة أبطأ بنحو 38 ألف مرة من سرعة الجيل الخامس من اتصالات الإنترنت.

ما الذي يميز بعثة فوياجر؟
مهندسون يعملون على مركبة فوياجر 2 التابعة لناسا في 23 مارس/ آذار عام 1977. الصورة: ناسا/مختبر الدفع النفاث/هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية

تقول وكالة ناسا إن باحثيها، وعمر بعضهم الآن أصغر من عمر مسابير فوياجر، يجمعون ما بين مراقبات فوياجر وبيانات أحدث بعثات استكشاف الفضاء لبناء صورة أكثر اكتمالاً لشمسنا وكيفية تفاعل الغلاف الشمسي مع الوسط بين النجمي في الفضاء.

تقول مديرة قسم الفيزياء الشمسية في مقر ناسا في واشنطن، نيكولا فوكس، في بيان صحفي: «توفر المهمات العديدة التي تدرس الفيزياء الشمسية رؤى ثاقبة لا تقدر بثمن عن شمسنا، من فهم الهالة أو الجزء الخارجي من الغلاف الجوي للشمس إلى دراسة تأثيرات الشمس على مختلف أنحاء النظام الشمسي، بما في ذلك على الأرض هنا، بالإضافة إلى تأثيرها على الوسط بين النجمي. لقد كانت مهمات فوياجر على مدى السنوات الـ 45 الماضية جزءاً لا يتجزأ من توفير هذه المعرفة، وساعدتنا على تغيير فهمنا للشمس وتأثيرها بطرق لا يمكن لأي مركبة فضائية أخرى القيام بها».

ما الذي أنجزه المسباران فوياجر؟

ساعد المسباران، فوياجر 1 وفوياجر 2، على استكشاف جميع الكواكب العملاقة في نظامنا الشمسي (كوكب المشتري وأورانوس ونبتون)، و48 من أقمارها بالإضافة إلى أنظمة حلقاتها وحقولها المغناطيسية الفريدة.

ما الذي أنجزه المسباران فوياجر؟
تُظهر صورة التقطها مسبار فوياجر 2 بالألوان الطبيعية التقريبية كوكب زحل وحلقاته وأربعاً من أقماره المتجمدة. الصورة: ناسا/مختبر الدفع النفاث/هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية.

كانت مهمات فوياجر مزودة برسالة جاهزة لو قُدر لها العثور على حياة خارج الأرض. حيث كانت تحمل قرصاً نحاسياً مطلياً بالذهب بمقاس 12 بوصة يحتوي على تسجيلات صوتية وصور مختارة تُصور تنوع الحياة والثقافة على كوكب الأرض يمكن تشغيله على جهاز فونوغراف. اختارت لجنة برئاسة الراحل كارل ساغان من جامعة كورنيل 115 صورة، ومجموعة متنوعة من الأصوات الطبيعية (بما في ذلك أغاني ونداءات الحوت الأحدب)، وموسيقى من ثقافات مختلفة، وتحيّات من سكان الأرض بـ 55 لغة مختلفة.

اقرأ أيضاً: إنجاز هندسي: كيف أنقذ مهندسو ناسا مسبار الكويكبات بعد أن تعطل في الفضاء؟

في أبريل/نيسان من عام 2020، كانت مهمة فوياجر 1 تبعد نحو 13.9 مليار ميل عن الشمس، وتواصل مهمتها لاستكشاف المناطق النائية من الكون.

تقول نائبة عالم مشروع فوياجر في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا، ليندا سبيلكر، في بيان صحفي: «بينما يستكشف مسبارا فوياجر الفضاء بين النجمي، فإنهما ما زالا يسمحان للبشرية برصد منطقة مجهولة. إنها المرة الأولى التي نتمكن فيها من دراسة كيفية تفاعل شمسنا بشكل مباشر مع الجسيمات والحقول المغناطيسية خارج الغلاف الشمسي، الأمر الذي يساعد العلماء على فهم الجوار المحلي بين النجوم وتغيير بعض النظريات حول هذه المنطقة جذرياً بالإضافة إلى توفير معلوماتٍ مهمة للبعثات المستقبلية».