انظر إلى السماء: إنه انفجار نووي!

مستعر القنطور 2013
حقوق الصورة: يونيفيرس تودي.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت من سكان النصف الجنوبي للكرة الأرضية، يمكنك أن تشاهد نتائج انفجار نووي من باحة منزلك الخلفية بأمان.

الأسبوع الماضي، اكتشف «جون سيتش»، وهو عالم فلك أسترالي هاوٍ، «نجماً» جديداً اسمه «مستعر القنطور 2013» ( Nova Centauri 2013) . هذا النجم ساطع للغاية، لدرجة أنه مرئي بالعين المجردة.

عندما تنظر إلى السماء خلال الليل، فإن معظم النجوم التي تراها هي نجوم تشبه شمسنا. هذه النجوم هي كرات هائلة الحجم من الهيدروجين والهيليوم، متماسكة بسبب قوة الجاذبية. تندمج ذرات الهيدروجين في أنوية هذه النجوم مشكلة الهيليوم، والطاقة التي تنتج من هذا التفاعل تكفي النجوم لمليارات السنين. 

لكن نجم مستعر القنطور 2013 هو نجم مختلف للغاية عن النجوم النموذجية التي توجد في مجرتنا ولن يبقى موجوداً لفترة طويلة.

انفجار النجوم الميتة

تعيش النجوم لملايين أو مليارات السنين، ولكنها لا تعيش إلى الأبد. عندما ينفذ وقود النجوم، تتسبب الجاذبية بانهيار هذه النجوم على نفسها.

بالنسبة للنجوم الكبيرة جداً، ينتج عن هذا ظاهرة تحول النجوم إلى «مستعرات أعظمية»، وهي أجسام تحدث فيها انفجارات نووية متسلسلة عنيفة لدرجة أنها تتسبب بدمار النجم.

تموت النجوم التي تشبه شمسنا بطريقة أقل عنفاً. ينفد وقود النجم الذي يموت، ما يجعله ينهار على نفسه مشكلاً ما يدعى بـ «القزم الأبيض». الأقزام البيضاء لها كتلة تقارب كتل النجوم، ولكن حجمها بحجم الأرض.

تدور بعض النجوم القزمة البيضاء، مثل النجم الذي ولّد مستعر القنطور 2013، حول نجوم أخرى. تسحب الأقزام البيضاء عن طريق الجاذبية الهيدروجين والهيليوم من النجوم التي تدور حولها.

مستعر أعظم
تصوير فني لقزم أبيض يسحب الهيدروجين والهيليوم من نجم آخر أكبر حجماً. حقوق الصورة: معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.

جاذبية الأقزام البيضاء هائلة. إذا كان وزنك 70 كيلوغراماً على الأرض، فسيكون وزنك على سطح قزم أبيض 7000 طناً. الهيدروجين والهيليوم هما وقود تفاعل الاندماج النووي، وبسبب الجاذبية الهائلة في الأقزام البيضاء، تكون هذه الغازات تحت ضغط كبيرة للغاية. إذا زادت كمية الغازات في القزم الأبيض إلى حد كبير، سيصبح الضغط ودرجة الحرارة كبيرين بما يكفي للسماح لانفجارات الاندماج النووي بالحدوث بشكل تلقائي.

تتشكّل المستعرات، ومن ضمنها مستعر القنطور الجديد 2013، بسبب الانفجارات النووية الهائلة التي تحصل على أسطح النجوم الميتة. تكون هذه الانفجارات أكبر بكثير من تلك الناتجة عن القنابل الذرية، كما أنها ساطعة لدرجة أنها تكون مرئية على بعد عدة سنين ضوئية.

اقرأ أيضاً: قد تحمل صورة المستعر الأعظم هذه سرّ نشوء الكون

مستعر أعظم
صوّر تلسكوب هابل حلقة من أنقاض المستعر «سيغني 1992». حقوق الصورة: إف. باريسك، آر. جيدريجيفسكي، ناسا

كيف أستطيع رؤية المستعر؟

مستعر القنطور 2013 ليس بعيداً كثيراً عن كوكبة «الصليب الجنوبي». إذا تمكّنت من تحديد موقع هذه الكوكبة في السماء، ستجد نجمين بجانبها يُعرفان باسم «المؤشّران». يقع مستعر القنطور 2013 إلى جانب نجم «القنطور بيتا»، وهو النجم المؤشّر الأقرب للصليب الجنوبي.

يمكنك إيجاد صور لمستعر القنطور 2013 على الإنترنت، وقد تساعدك هذه الصور في إيجاد هذا المستعر في السماء. قد تساعدك برامج مجانية خاصة، مثل «ستيلاريوم» في إيجاد القنطور بيتا، والذي يقع بجانب مستعر القنطور 2013 تماماً.

حالياً، يبدو مستعر القنطور 2013 مرئياً بسهولة في سماء أستراليا في فترة ما قبل الشروق، وهو يقع جنوب شرق الصليب الجنوبي. رأيت هذا المستعر مؤخراً من باحة منزلي الخلفية في ملبورن.

اقرأ أيضاً: كيف تبدو الأرض من الأجرام السماوية البعيدة في الفضاء؟

إذا كنت تعيش في ملبورن أو منطقة أبعد إلى الجنوب، يمكنك رؤية مستعر القنطور 2013 في المساء. مع ذلك، فقد يكون قريباً للغاية من خط الأفق الجنوبي، وتبدو النجوم بشكل عام أخفت كلما اقتربت من خط الأفق، لذلك فقد تحتاج إلى منظار.

ربما سترى هذا المستعر قبل أن يتلاشى في الأيام المقبلة. وفي حين أن هذا النجم قد يبدو وكأنه نجم عادي، تذكّر أنه ناتج عن انفجار نووي عنيف للغاية لدرجة أنه يمكننا أن نراه من بعد يتجاوز تريليونات الكيلومترات.

مستعر أعظم
مستعر القنطور 2013 كما يبدو صباحاً. حقوق الصورة: واي. بيليتسكي.