ناسا ستحاول ثانية تشكيل سحب قوس قزح المتوهجة يوم الخميس، والمشاهدة متاحة

يمكن لسحب الباريوم مثل هذه أن تساعد العلماء على تتبع حركة الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض. وتستخدم نفس المواد الكيميائية في أغلب الأحيان لإضفاء الألوان الزاهية على الألعاب النارية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما زال الوقت مبكراً على الاحتفالات بالألعاب النارية، ولكن إذا جرى كل شيء على ما يرام يوم الخميس، فستتمكن ناسا من تشكيل بعض المسحات الملونة في السماء فوق وسط المحيط الأطلسي.

ما بين الساعة 9:05 والساعة 9:20 مساءً بالتوقيت الصيفي لشرق الولايات المتحدة، من المقرر أن ينطلق صاروخ تجارب من منشأة والوبس للطيران في فرجينيا، والتابعة لناسا. وبعد حوالي خمس دقائق من الإقلاع، سيطلق الصاروخ عشر عبوات بحجم عبوات الشراب، وستقوم بدورها برش مقادير صغيرة من الباريوم، السترونتيوم، وأوكسيد النحاس الثنائي، ضمن الغلاف الجوي. ستتسبب هذه المواد الكيميائية بتشكيل سحب اصطناعية حمراء وزرقاء مخضرة، ستساعد العلماء على فهم كيفية حركة الدقائق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض.

قد يكون من الممكن رؤية هذه النفثات من البخار الملون من نيويورك وحتى نورث كارولينا، وفي وسط الولايات المتحدة وصولاً حتى تشارلوتسفيل في فرجينيا، وأيضاً عبر رابط للبث الحي المباشر، والذي سيبدأ العمل في الساعة 8:30 مساءً بالتوقيت الصيفي لشرق الولايات المتحدة يوم الخميس.

ستكون محاولة الخميس المحاولة الثامنة لناسا في هذه المهمة. وقد تم إلغاء المحاولات السابقة (بما فيها محاولتان في بداية هذا الأسبوع) بسبب شدة الرياح، والسحب، ووجود قوارب ضمن منطقة الخطر.

ما الهدف من استزراع السحب المتوهجة؟

تهدف التجربة إلى دراسة الأيونوسفير. وهو الجزء من الغلاف الجوي حيث تتسبب الجزئيات المشحونة المتدفقة من الشمس بنزع إلكترونات من ذرات الغلاف الجوي، بحيث تتحول إلى شوارد. وتبدأ هذه الطبقة على ارتفاع 74 كيلومتر فوق سطح الأرض وتمتد إلى الفضاء الخارجي لمسافة 999 كيلومتر.
يرغب العلماء بفهم تأثير الرياح في طبقات الغلاف الجوي العليا على حركة هذه الشوارد (وهو ما يمكننا أن نراه في الشفق القطبي الراقص). ستساعد حركة السحب الملونة المتوهجة، والتي ستطلقها ناسا، على تتبع تدفق هذه الدقائق.

يورد موقع ناسا الإلكتروني: “يمكن تشبيه هذه التقنية بحقن مقدار صغير من الصباغ غير المؤذي في نهر أو جدول، وذلك لدرسة التيارات، والدوامات، وغيرها من الاضطرابات”.

هل هناك ما يدعو للقلق؟

لا. فالمواد الكيميائية المستخدمة –الباريوم، السترونتيوم، وأوكسيد النحاس الثنائي- تستخدم جميعها لإضفاء الألوان على الألعاب النارية، ويمكن لاحتفال عادي أن يقذف في السماء بكميات أكبر بكثير من هذه التجربة. تعلق ناسا: “يقوم حمل نموذجي بإطلاق حوالي رطل من هذه المواد. غير أن عرضاً عادياً للألعاب النارية يطلق أضعافاً مضاعفة من هذه الكمية، وبشكل أقرب بكثير إلى الأرض”.

ستقوم العبوات برش المواد على ارتفاعات تتراوح بين 154.5 كيلومتر و 199.6 كيلومتر فوق سطح الأرض. وللمقارنة، نذكر أن الطائرات التجارية تحلق على ارتفاع 9.6 و 12.8 كيلومتر فوق سطح الأرض. لن تتسبب المواد بتغيير هبوب الرياح بأي طريقة، لأن هذا يتضارب مع هدف الدراسة القائم على تتبع الحركة الطبيعية للشوارد.

ماذا يمكن أن نتوقع؟

لن يدوم تحليق الصاروخ الصغير أكثر من حوالي ثمان دقائق. وسيتم اختبار نظام قذف جديد للعبوات، والذي يسمح للعلماء بدراسة منطقة من الغلاف الجوي أكبر من ذي قبل.

ستقوم الكاميرات على الأرض بتتبع حركة السحب المتوهجة عبر الغلاف الجوي. وهي موجود في والوبس، وداك في نورث كارولينا. وبما أنها تتطلب منظراً واضحاً لهذه السحب، تحتاج ناسا إلى أن يكون أحد المواقع على الأقل ذا سماء صافية، وإلا سيتم تأجيل الإطلاق مرة أخرى. ولكن، إذا كانت السماء صافية، يمكنك أن تتوقع منظراً جميلاً، وربما زيادة في عدد التبليغات عن مشاهدة صحون طائرة فضائية (يوفو).